رغم قرار وزير الري والموارد المائية خلال زيارته الأخيرة لمحافظة المنيا بتشكيل لجنة من الإدارة المركزية والمسئولين بمديرية الري لدراسة شكاوي أبناء قري شباب الخريجين بمركز سمالوط من انخفاض منسوب المياه بالترع إلا أن المشكلة مازالت قائمة في ظل عدم وصول المياه للترع منذ 3 أشهر الأمر الذي بات يهدد 500 فدان بالموت عطشاًَ في هذه القري "روز اليوسف" تجولت بين ارجاء قري الخريجين ورصدت معاناة المزارعين. سعيد عبد النعيم "من المزارعين" قال انه يضطر الي ري ارضه من مياه مصرف دير "السنقورية" بعد ان جفت باقي المصارف والترع منذ اشهر عديدة مشيراً الي ان مديرية الري وعدت المزارعين بشق ترعة لتوفير مياه الري لاراضيهم بدلا من ريها بمياه المصارف إلا ان المديرية لم تنفذ وعودها حتي الآن. أضاف "عبدالنعيم" ان مياه الصرف تسببت في انخفاض انتاجية الاراضي فالفدان الذي كان ينتج 17 اردباً من الذرة أصبحت انتاجيته لا تتعدي الخمسة اراديب لافتاً الي ان مياه المصارف اوشكت ايضاً علي الجفاف في ظل انخفاض منسوبها يوماً تلو الآخر. ويشير صبرة محمد "أحد المزارعين" إلي ان المزارعين الذين تبعد اراضيهم عن المصرف لم يجدوا حلاً للقضاء علي الجفاف الذي يحاصر اراضيهم سوي نقل المياه عبر ماكينات الرفع من المصارف إلي الترعة المارة بالقرية لري اراضيهم التي لاتصلها المياه. ويوضح عواد محمد "من المزارعين" أنهم تقدموا بالعديد من الشكاوي لمديرية الري إلا انهم فوجئوا بالمسئولين يتهمونهم ب"الكذب" ويؤكدون وصول مياه الري لأراضيهم بدليل الاستمرار في زراعتها بالرغم من الاستمرار في زراعة بعض المساحات نتيجة قيام بعض المزارعين القادرين بحفر آبار ارتوازية لري اراضيهم وباقي المساحات مقابل 50 جنيهاً للفدان الواحد. ولفت "محمد" الي أن جميع الأراضي الموجودة بجوار المصارف تروي جميعها بمياه الصرف التي تحوي المخلفات الصناعية و الزراعية مما يؤدي الي تلوث المحاصيل. ويضيف أحمد ناصر "مزارع" ان شباب الخريجين انفقوا كل مايملكون في سبيل استصلاح هذه الأراضي وزراعتها إلا أنهم فوجئوا بأن مناوبة الري انقطعت فبعد ان كانت تأتي كل 11 يوماً وتستمر لمدة 6 أيام اصبحت تأتي لمدة يومين فقط منذ شهرين مما لا يكفي لري جميع المساحات. ويقول حسين سالم "من المزارعين" إن المناوبات توقفت تماماً منذ بداية الاسبوع الماضي في الوقت الذي قاربت فيه محاصيل الفول السوداني علي النضج مما يؤدي الي احتياجها لكميات كبيرة من المياه مشيراً الي ان قلة مياه الري تسببت في تلف 80٪ من محصول الذرة الشامية. ويوضح منصور أبو الدهب "مزارع" أن محطة الرفع التابعة لقطاع الميكانيكا والكهرباء بوزارة الري والتي تساهم في ري أراضي قري شباب الخريجين توقفت عن العمل من اسابيع طويلة. ويشير عماد حمدي أمين الوحدة الحزبية للوطني في قرية شوشة بسمالوط الي أن المزارعين القادرين قاموا بحفر آبار ارتوازية بتكلفة 5 آلاف جنيه لري اراضيهم في حين بقي المزارعون البسطاء يعانون من عدم وصول المياه. من جانبه اوضح إبراهيم الجمصي وكيل وزارة الري بالمحافظة أن المديرية بدأت في تنفيذ خطة متكاملة لترشيد استهلاك المزارعين لمياه الري عن طريق تقنين توزيع حصص المياه. فيما أكد الدكتور أحمد ضياء الدين محافظ المنيا أن السلوكيات الخاطئة لبعض المزارعين كانت وراء اهدار كميات كبيرة من مياه الري مشيراً الي انه تم تنظيم مواعيد المناوبات للقضاء علي مشكلة ندرة المياه التي تواجه المواطنين.