أعلن الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد أن الحزب يستعد لخوض انتخابات مجلس الشعب منذ شهرين ولكنه كان ينتظر قرار الجمعية العمومية التي أعلنت قرار المشاركة. وأن نسبة الأعضاء الذين صوتوا لصالح المقاطعة(3 و43%) كانت أبلغ رفض لالتفاف الحزب الوطني حول ضمانات نزاهة الانتخابات التي استجاب لبعضها. وأضاف البدوي خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر الوفد أمس تعقيبا علي نتائج تصويت الجمعية العمومية للحزب علي قرار المشاركة في الانتخابات أن الحزب يعد منذ شهرين حملة إعلامية ضخمة علي مستوي الصحف والفضائيات داخل وخارج مصر اشترك في إعدادها عدد من خبراء الحملات الانتخابية المصريين والأجانب بينهم خبير من جنوب أفريقيا وأجري استطلاع رأي لقطاع عريض من الشعب المصري لمعرفة طلباته وتطلعاته من الوفد في المرحلة المقبلة وأنه سيتم الإعلان تباعا عن المرشحين وتفاصيل الحملة في أول شهر أكتوبر المقبل, حيث تقدم حتي الآن نحو250 مرشحا. وقال إن الوفد سيقاوم بكل قوة أية محاولة لتزوير الانتخابات التي لن تكون مثل انتخابات الشوري الماضية وان الوطني سيلقي منافسة شرسة من الوفديين وستنتزع منه عددا من المقاعد بالمنافسة الشريفة, نافيا في الوقت نفسه عقد صفقات مع الحزب الحاكم لأنها تعتبر انتحارا سياسيا ولعنة وخبرا مكذوبا روجه البعض لإرهاب الوفد حتي يلجأ لمقاطعة الانتخابات. وأفاد البدوي بأنه صوت في الجمعية لصالح المشاركة وكذلك قيادات كبيرة في الحزب مثل فؤاد بدراوي نائب الرئيس ومحمود أباظة الرئيس السابق للوفد والمستشار بهاء أبوشقة مساعد رئيس الحزب للشئون السياسية ومنير فخري عبدالنور سكرتير عام الوفد وان الحزب كان سيدفع ضريبة وثمنا فادحا لو قاطع الانتخابات, مشيرا إلي أنه لم يعلن عن أنه صوت لصالح المشاركة حتي لا يؤثر بذلك علي أعضاء الجمعية العمومية. وأضاف أن هناك أشخاصا يمارسون سياسة نظرية وأساتذة جامعات يهاجمون الوفد لمشاركته في الانتخابات ويمارسون ضده إرهابا فكريا ويتهمونه بالخيانة وأن أبلغ رد عليهم هو ابقوا في جامعاتكم لدراسة السياسة النظرية ودعوا الأحزاب لأنها المدرسة الحقيقية للسياسة وأن الأحزاب أنشئت لخوض الانتخابات وليس للعزلة, مشيرا إلي أن الوفد سيستمر في المطالبة بضمانات نزاهة الانتخابات مع بقية أحزاب التحالف الرباعي حتي يوم الاقتراع. وقال البدوي انه لا يستطيع التنبؤ بعدد المقاعد التي سيحصل عليها الوفد مشيرا إلي أن الوطني بالتأكيد سيحصل علي الأغلبية وسيترك نحو120 أو125 مقعدا لباقي القوي والأحزاب. وأفاد رئيس الوفد بأنه وصلته صورة من مذكرة وقع عليها عدد من أعضاء الجمعية العمومية للحزب تطالب بعودة النائب الوفدي محمد عبدالعليم داوود للحزب مرة أخري لكنه لم ينظر فيها بعد. وعلي جانب آخر أثار قرار حزب الوفد ردود أفعال أحزاب المعارضة والقوي السياسية الأخري. وذكر الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع أن القرار كان متوقعا لأن الدكتور السيد البدوي رئيس الوفد كان في الفترة الأخيرة يتحدث كثيرا عن أهمية المشاركة في الانتخابات وأنه من غير الطبيعي أن يقاطع حزب كبير مثل الوفد الانتخابات. واستنكر السعيد مطالب الجمعية الوطنية للتغيير بالمقاطعة وقال انها تتربص بالأحزاب وتريد أن تملي عليها شروطها, مشيرا إلي أنها ليس لها دور في الانتخابات وليست جزءا من المشروع التشريعي في مصر وانما هي ضمن المشروع السياسي فحسب فهي ليست حزبا شرعيا وربما تنفض وتتلاشي في أي وقت. ووصفت مارجريت عازر أمين عام حزب الجبهة الديمقراطية قرار الوفد بالديمقراطي والمؤسسي لأن الجمعية العمومية في الحزب التي تعد أعلي مؤسسة فيه هي التي اتخذت القرار. ورحب الدكتور محمد سيد أحمد أمين الشئون السياسية بالحزب الناصري بقرار الوفد ووصفه بالطبيعي والمتوقع لأن تحركات البدوي منذ توليه رئاسة الحزب تسير في اتجاه المشاركة فقد لجأ البدوي إلي تأسيس مشروع وفد الخير واشتري صحيفة خاصة وضم للحزب نوابا مستقلين وفنانين ولاعبي كرة ومشاهير وأنفق مبالغ باهظة وكل ذلك يدل علي انه والوفدون يعتزمون خوض المعركة الانتخابية. وأضاف أن اجتماع الجمعية العمومية للوفد والتصويت علي القرار مسألة روتينية مشيرا إلي أن المقاطعة يلجأ إليها الضعفاء والمستقلون الذين ليست لهم أرضية سياسية مثل حزب الجبهة الديمقراطية ورئيسه الدكتور أسامة الغزالي حرب الذي دخل العمل السياسي من الباب العالي ولم يمارس العمل الجماهيري وعضويته بمجلس الشوري كانت بالتعيين وليس بالانتخاب. ووصف أحمد عبدالهادي رئيس حزب شباب مصر قرار الوفد بالجيد وأن الوفد لو اتخذ قرارا غير ذلك كان سيخسر كثيرا مثلما خسر في التسعينيات عندما قاطع فؤاد باشا سراج الدين رئيس الحزب الانتخابات مشيرا إلي ان من يلجأ للمقاطعة لا يفهم سياسة وان الجبهة الديمقراطية وجمعية التغيير تسيران دائما عكس الاتجاه. وأعرب جورج إسحاق القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير عن أسفه لخوض الوفد الانتخابات ووصف القرار بأنه خسارة كبيرة للمعارضة وفشل للقوي السياسية في الاتفاق علي قرار مشترك, مشيرا إلي أن الوفد حزب معارض كبير ومن المفترض أنه يقود المعارضة المصرية وكان يجب أن يطالب بضمانات حقيقية قبل قبوله المشاركة وان جبهة كبيرة في الوفد كانت تطالب بالمقاطعة بدليل أن نسبة من صوتوا للمشاركة56.7% وأضاف أن قرار الوفد سيؤثر بنسبة كبيرة علي قرار جماعة الاخوان المسلمين المحظورة لأنها ستتعلل بالوفد وتقرر المشاركة. ورحب الدكتور محمد البلتاجي القيادي بالاخوان بقرار الوفد وقال نتمني أن يكون القرار نابعا من إرادة الوفديين دون أن يكون هناك مؤثرات خارجية علي القرار مشيرا إلي أن قرار الوفد ستأخذه الجماعة في اعتبارها وسيؤثر إلي حد ما في قرارها لكنه ليس هو الاعتبار الوحيد مشيرا إلي أن المحظورة لم تقرر خوض الانتخابات رغم استعداداتها للمشاركة. وقال الدكتور عبدالرحمن السيد عضو مكتب الارشاد بالجماعة ان المشاركة في الانتخابات واجب ديني وهي الأفضل في كل الأحوال ولا يجوز الخروج من الساحة حتي لا نكون سلبيين وبعيدين عن الشعب. وأضاف أن التعددية الحزبية مثل المذاهب الفقهية وان الجماعة أخذت بهذا المبدأ منذ سنوات ويجب علي الشعب أن يتحرك لصناديق الانتخابات ويدلي بصوته لأن التغيير لن يأتي بالعنف أو السلبية والجلوس في البيوت واصفا خوض الانتخابات بالجهاد. البدوي يرشح توماس لمقعد طنطا ذكر مصدر قريب من الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد أن البدوي لن يترشح لانتخابات مجلس الشعب بمسقط رأسه بمحافظة الغربية وسيدفع بالمحامي القبطي عماد توماس بدائرة طنطا بدلا منه وذلك دعما للمرشحين الأقباط داخل الحزب. وأضاف المصدر أن مسألة خوض البدوي انتخابات الرئاسة القادمة غير مطروح.