برغم أنه في كثير من الأدوار يحسب علي الكوميديا فإنه إستطاع أن يثبت أنه عبقري الأدوار الصعبة والمركبة سواء في أدواره السينمائية مثل دوره في شخصية المخبر في فيلم مواطن ومخبر وحرامي. أو شخصية فؤاد حامد في فيلم كباريه أو عبد الستار في فيلم دم الغزال, وكذلك في أدواره بالمسلسلات التليفزيونية, مثل شخصية مصطفي النحاس باشا في مسلسل الملك فاروق وبنفس التألق والعمق والبساطة في آن واحد قدم شخصيتي عبد الحميد يونس في مسلسل الجماعة, والشيخ تمام في مسلسل الحارة وهما شخصيتان مختلفتان يجسدهما النجم.. صلاح عبد الله في رمضان هذا العام ولكنها ليست شخصيات درامية تقليدية فالأول مواطن مصري وسطي في علاقته بربه وفي ممارساته الدينية ويفاجأ بأن ابنه انضم لجماعة الإخوان تلك الصدمة التي تغير مسار الأحداث في حياته.. أما الآخر متشدد ومتزمت يفرض الحجاب علي زوجته وابنته حتي في المنزل ويخطب في الناس في مسجد الحارة, أنت هنا أمام شخصيتين متناقضتين تماما, كل منهما تعكس وجهة نظر معاكسة للأخري الأمر الذي يضع صلاح عبد الله كممثل في موقف صعب مليء بالتحديات, طرحنا تلك الأسئلة وكيفية استعداده للعملين وهذا ما اوضحة النجم صلاح عبد الله في حواره لفنون الاهرام تجسد شخصيتين تمثلان النقيض لبعضهما البعض.. كيف استطعت رسم ملامحهم بهذا الاتقان؟ ما حدث هو مجرد مصادفة,خصوصا وانني لم اضع في الاعتبار أن شخصية عبد الحميد يونس هي ضيف شرف داخل أحداث مسلسل الجماعة بينما تمام شخصية مستمرة ومتطورة في مسلسل الحارة بالمناسبة كيف تري كلا منهما؟ دوري في الحارة, شخصية تمام وهو موظف في وزارة الزراعة, مهووس بالخطابة وعندما يخطب في الناس يتحول الي شخص آخر, ويظهر في المسلسل انه يمارس الخطابة في المساجد دون الحصول علي تصريح من الجهات المختصة وهذا يحدث طول الوقت, وبالنسبة لي هي شخصية كغيرها من الشخصيات التي قدمتها من قبل, كما انني اقوم باستحضارها من خلال نماذج كثيرة قابلتها وتعايشت معها وشخصية تمام في الحارة هي الرجل المتطرف الذي يحرم كل شيء وهذا كله بسبب حبه للخطابة, وميله الي جمع الناس ليستمعوا اليه, مثل هذه الشخصيات تأثيرها في المواطن البسيط كبير جدا, وهوما أدي الي ظهور شخصيات مثل دعاة الفضائيات وما ساعدني علي اجادتها هو ان الشخصية فيها تناقض كبير, فرغم ان تمام يساعد الناس علي حل مشاكلهم الا انه فاشل في حل مشاكله داخل بيته, باختصار نحن طرحنا من خلال شخصية تمام اللي في المسلسل السلبيات والإيجابيات الموجودة داخل كل حارة وشارع وبيت في مصر, اما في مسلسل الجماعة فاعبد الحميد هو موظف بسيط يمثل الطبقة الوسطي الكادحة وهي طبقة تدهورت احوالها في مصر بالفترة الاخيرة بسبب ضغوط الحياة والمتغيرات التي يشهدها المجتمع المصري هذا المواطن عبد الحميد يونس يكتشف أن ابنه عضو في جماعة محظورة سياسيا وكان ذلك من خلال مشاركته في العرض العسكري الذي تم تنظيمه في جامعة الازهر ورغم قلة مساحة الدور الا انه دور كبير في عمل جاد ومحترم و جميع من شاركوا في العمل أجادوا بشكل كبير جدا خصوصا ان النص لكاتب بقيمة وحيد حامد. في رأيك مسلسل الجماعة كمايقول البعض أنه كان في صالح الاخوان المسلمين رغم انهم هاجموه بشدة ؟ بصراحة وعلي المستوي الشخصي, مايهمني هو العمل والمسلسل شديد الاحترام والجدية, كما انه اعاد للدراما المصرية رونقها وخلق حالة من الحراك الاجتماعي والسياسي والثقافي في المجتمع وفي أغلب الجلسات الخاصة لي مع أصدقاء من مختلف الطبقات والثقافات في مصر يتم مناقشة وطرح عدة آراء حول مسلسل الجماعة, هناك من يقول ان توقيت عرض المسلسل هو السبب في الجدل حوله فترة انتخابات مجلس الشعب وأن الهدف منه تشويه صورة جماعة الاخوان المسلمين, ولكن في الواقع هذا لم يتم, أو تجميل صورة رجل الأمن, وهذا أيضا غير حقيقي فالعمل الفني وواقعيته هي الاساس, ووحيد حامد كاتب كبير وواع وأعتقد انه لايغامر بتاريخه الكبير, حتي في اختياره للممثلين لاداء أدوارهم. هل مازالت شخصية عبدالحميد يونس موجودة حتي الآن؟ للاسف ان هذه الوسطية في ظل الزحام السياسي والاجتماعي الذي نعيشه سواء كنا نتحدث عن أحزاب أو جماعات دينية أو سياسية كادت تندثر وتختفي, هذه الفئة من البشر كادت تفقد ملامحها تماما وللاسف أصبحنا نعاني من تطرف يأخذ أشكالا مختلفة, والمجتمع ممزق بين فريق يميل إلي التشدد وفريق يميل إلي الانحلال. كيف تفسر أن الأب فقد ابنه في كل من الجماعة والحارة, فعبدالحميد الوسطي خسر ابنه الذي انضم للإخوان وتمام المتشدد خسر ابنه أيضا الذي أصبح مغنيا في الأفراح؟ لذلك ختمت دوري في مسلسل الجماعة بعبارة ز س ز ز الكبت, وعبدالحميد خسر ابنه لأن ما رباه عليه أصبح معاكسا لكل التغيرات والمتناقضات التي أصبحت موجودة في المجتمع. هل أداؤك لشخصيتين متناقضتين يقلل من مصداقية الرسائل التي تقدمها؟ علي العكس اعتبر نفسي نجحت اذا جعلت الناس تتعامل مع كل شخصية من منطلق أنها شخصيات درامية, علي ان يتناسوا تماما أن الذي يجسد الشخصيتيينصلاح عبد الله وأنا استطيع ان اوكد انني نجحت في ذلك والحمد لله. معروف عنك أنك سياسي قديم هل ممارستك للعمل السياسي ساهمت في نجاحك الدرامي ؟ صحيح انا كنت في شبابي أمارس السياسة ووصلت الي اني كنت أمين عام لجنة الشباب في منطقة بولاق, وايضا أمين لجنة الوعي الانتخابي, ولكن بعد فترة أدركت ان مستقبلي ليس في السياسة واتجهت للفن, وبطبعي انا أميل للتغيير وفعلا حصلت لي تغييرات كثيرة في حياتي, ففي فترة من الفترات أحببت الشعر جدا ثم تركته ايضا, اما عن سؤالك وتأثير ذلك علي عملي الفني وتجسيدي للادوار الصعبة, طبعا ده كان مفيدا جدا لي في أعمالي. ممن استوحيت شخصية تمام؟ وهل لها علاقة من قريب أو بعيد ب دعاة الفضائيات؟ بصراحة دائما ما أسترجع من الذاكرة الانفعالية وخزانتي الشخصية والعديد من المواصفات لشخصيات قابلتها او تعاملت معها في حياتي بشكل عام فمثلا الشخصية التي كانت مسيطرة علي ذهني وقت تجسيد شخصية تمام هي الشيخ عبد الحميد كشك ولذا تناقشت مع المؤلف أحمد عبد الله علي تأكيد هذه الفكرة من خلال المسلسل كأن يترحم تمام بين الحين والآخر علي الشيخ كشكو تأثر تمام بالشيخ كشك يبدو واضحا, ف تمام غاوي خطابة مثل إللي غاوي شعر وتمثيلس س س خطب تمام فيها عنصران أساسيان بالضبط مثل خطب الشيخ كشكس من النقد الاجتماعي من ناحية أخري. هل الفنان صلاح عبد الله مع أو ضد تعدد الأدوار في الموسم الواحد ؟ بصراحة انا ضد ان يكون للممثل أكثر من دور يعرض في نفس الوقت وعن نفسي أقصي عدد كان3 أعمال في وقت واحد, والحمد لله كانت مسلسلات ناجحة كلها, الا ان ذلك يتوقف علي مدي قدرات الممثل وطموحاته.