تواجه الصحافة المطبوعة في السنوات الأخيرة تحديات كبيرة لعل أهمها انتشار الصحافة الالكترونية في ظل ثورة الاتصالات التي نعيشها. وفي هذا الإطار عقد في الاسكندرية مؤتمر تحديات التكنولوجيا في القرن الحالي تحت رئاسة د. مصطفي الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعبوفي المحاضرة التي ألقاها المهندس محمد تيمور عبد الحسيب وتم اعتمادها كوثيقة رسمية في المؤتمر أكد ان الصحافة المطبوعة تواجه خطرا حقيقيا يهددها بالاختفاء من الحياة اليومية ومدلالا علي ذلك بمؤشرات ووقائع رسمية اولها ظهر في الولاياتالمتحدةالامريكية وبعض من الدول الاوروبية نظرا لانخفاض نسبة ايرادات إعلانات الصحف المكتوبة خلال العامين الماضيين والتي وصلت لنحو25% علي مستوي العالم كله واستفحلت الاخطار مع توالي توقف صدور صحف عريقة وفقد75% من باقي الصحف التي لاتزال تقاوم للصدور لنحو ثلاثة أرباع قيمتها السوقية!! ومن المؤكد ان الازمة العالمية المالية التي نتجت اساسا عن جشع البعض من افراد الرأسمالية الامريكية قد نشبت بأنيابها في قطاعات مختلفة من بينها قطاع الصحافة المطبوعة غير ان كثيرين علي حد قوله يلقون مع هذه الازمة باللوم علي الإعلام الجديد أو الميديا الحديثة التي تعتمد اساسا علي التنقية الرقمية المتوافرة في الانترنت والمواقف المحمولة والتي تتصف بالرخص المادي والسرعة والعملية في الاستخدام والتعامل معها ممازادها انتشارا وشعبية علي حساب الصحيفة التقليدية التي تعتمد علي جوهر بقائها في قوة المعلن خاصة في ظل التهديد بانهيار الجبل الجليدي لسوق الاعلانات مع بداية تحول المعلنين من الصفحات الي الشاشات الرقمية غير انه يقترح كحلول لتثبيت اقدام ورواسخ الصحف اليومية المصرية بإبتكار وسائل اعلانية حديثة تتسم بإعمال الفكر والابداع وتدعيم طرق التوزيع اليومية لتتسع ساعات بقاء الصحيفة والمجلة في سوق البيع لتتاح علي مدار اليوم لاكبر عدد من القراء تتناسب ومواعيد نشاطهم وعملهم في الشارع المصري ودعم اكشاك التوزيع وتثبيت اماكنها والإعلان عنها ودعمهم ضد شرطة المرافق والمحليات بمساعدتهم في الحصول علي تراخيص قانونية سارية المفعول لبقائهم الشرعي في اماكن مختارة ومنتقاة تجعل عين القاريء دائما واقعة علي اماكن حصوله علي صحيفته او مجلته المفضلة وفي مواعيد واوقات تتناسب مع تسارع الأخبار والاحداث الجارية. ايضا يقترح تقديم تسهيلات مالية وتكنولوجية تساعد علي انتشار الإعلان وطرق نشره من قبل المعلن الذي يجب ان تعمل علي توسيع دائرته في التعامل والخدمة الجديدة واغرائه بالحوافز التي تجعل من نشر الإعلان بالصحف المكتوبة كفة ارجح في تحقيق الهدف من نشر الإعلان لخطية وايجابية بنسبة اكبر من النشر الرقمي او الديجيتال او علي الشاشات الالكترونية ذلك كله يحدث مع طرح عناصر النشر الثلاثة امام الباحثين عن الجديد لمواجهة تحديات اختفاء الصحف المطبوعة ألا وهي الكتابة والصور والايضاحات والتي تمثل المحتوي الاساسي للصحيفة اليومية والتي يجب ان تدرك الهدف من النشر في اي وسيلة اعلامية يحتاج الي خدمة من البرامج العلمية للنشر او البث الديناميكي او البث والنشر الحي. وايضا يحتاج لوضع طريقة تنفيذ المحررين للعمل الصحفي موضع التجديد والتحديث ومن ثم التغيير للأفضل والاسرع والارقي والابدع وهذا يتطلب في رأي المهندس محمد تيمور عدم اعتمادهم فقط علي النصوص المكتوبة والمتحصل عليها بالطرق التقليدية وهذا يعني في رأيه ضرورة اضافة عناصر الوسائط المتعددة الأخري المالتي ميديا مع زيادة الاستفادة من الخرائط والاستطلاعات الخاصة بالتعرف علي الرأي مع التوسع في الخدمات المقدمة للقاريء في فترة تطور المجتمع الانساني العالمي بأسره مثل اخبار البورصة والمناخ والجودة وحالة الطقس وخرائط الشوارع والمدن وهذا لايعني سوي شيء واحد اساسيا للوصول الي كل هذه المتغيرات وهو تطوير صالة التحرير التقليدية لتصبح غرفة عمليات تتابع الاخبار فور حدوثها لتجمع وتدرس وتحلل وتقدم في صورة مغايرة للتي تقدم بها في بقية وسائل الإعلان او الإعلام غير انه يحذر من ان يتم ذلك بصورة مفاجئة او جذرية بل يجب ان يتم بطريقة مقننة ومدروسة وعلي مراحل.