مع اقتراب الانتخابات البرلمانية المقبلة.. فإن شعب مصر يتطلع الي اختيار اعضاء مجلس الشعب الجديد بكل التفاؤل والأمل.. التفاؤل بأن يكون المجلس بمشيئة الله مجلسا متميزا بكوادره وقدراته وأعماله. والأمل في أن يكون قادرا علي أن يقود حركة البناء والتطوير والإسهام الجاد في تعميق الممارسة الديمقراطية في مصر. ولعل أهم ما يشغل المواطن خلال هذه الأيام هو كيفية اختياره لاعضاء مجلس الشعب الجديد من بين المرشحين في العملية الانتخابية, وهذا أمر حتمي وضروري لضمان حسن الاختيار. إلا أننا نؤكد أن البداية الحقيقية لنجاح هذه المرحلة الجديدة من الممارسة الديمقراطية هي ضرورة المشاركة الجادة والموضوعية والفعالة من المواطنين في عملية الاختيار, ولا سيما وأننا جميعا نطالب دائما بالتغيير الذي يتطلب بدوره ضرورة ممارسة المواطنين لحقوقهم في المشاركة السياسية باختيار من يمثلهم وينوب عنهم في المجلس الجديد. إن متطلبات الاختيار الجيد لأعضاء المجلس الجديد تتطلب ضرورة توافر ثلاثة معايير أساسية, أولا: مسئولية الحزب الذي ينتمي إليه المرشح في عملية الاختيار ومدي توافر المعايير الخاصة التي وضعها الحزب لاختياره, أما المعيار الثاني فهو مسئولية الحكومة في تبصير المواطنين من خلال وسائل الإعلام المختلفة بالمعايير المختلفة التي يمكن عن طريقها تعريف المواطنين بمدي فاعلية برامج دور الاحزاب المشاركة في العملية الانتخابية, وكيفية المفاضلة بينها, وكذا بتخصيص مساهمة إعلامية مناسبة لكل منها, لكي يتعرف المواطن جيدا علي ماهية تلك البرامج وما تعبر عنه من مفاهيم وأفكار قابلة للتنفيذ, وليست شعارات وكلمات رنانة يصعب تحقيقها. أما المعيار الثالث فهو يرتكز علي دور المواطنين أنفسهم في الاختيار الجيد والصحيح لأعضاء المجلس من بين المرشحين بكل طوائفهم ممن تتوافر فيهم الخصائص والسمات التي سوف تفتح لهم الطريق الي برلمان2010, وذلك من خلال التأكيد في عملية الاختيار علي ما يلي: ضرورة أن يتصف المرشح بالسمعة الطيبة والنزاهة والأمانة وطهارة اليد والصدق في القول والعمل, والإخلاص في أداء العمل, وأن يكون له قبول وشعبية من مواطني دائرته الانتخابية. أن يكون المرشح مدركا للاحتياجات الحقيقية للدائرة المرشح بها, وأن يكون لديه القدرة والرغبة في توجيه جهوده نحو تلبية احتياجات المواطنين ضرورة أن يتصف المرشح بالنضج السياسي الواعي في ممارسة العمل الحزبي, وأن تكون إمكاناته وقدراته الشخصية وليست المالية هي المعيار الصحيح في عملية الاختيار, كما ينبغي أن يتحلي بروح عالية من المنافسة الشريفة والابتعاد عن كافة أشكال الممارسات الانتخابية السلبية كإستخدام العنف أو تسخير المال في الحملة الانتخابية. ضرورة أن يكون لديه قدر من الثقافه العامة والفهم الكامل لمجريات الامور السياسيه والاقتصادية علي المستويين المحلي والخارجي, وأن يكون لديه رؤيه شاملة لمختلف قضايا المجتمع, وأن يكون قادرا علي الحوار والمناقشة الموضوعية والاقناع وكسب ثقة الناخبين. المزيد من مقالات د. حسين رمزى كاظم
