تجري في نهاية الشهر الحالي الانتخابات البرلمانية لاختيار مجلس الشعب الجديد, حيث يأمل شعب مصر أن تفرز نتائج الانتخابات اختيار مجلس متميز بكوادره وقدراته وأعماله لكي يكون قادرا علي الاسهام الجاد في تحقيق الأهداف والآمال التي يتطلع إليها المواطنون في مجالات التنمية الشاملة, ونمو وتعميق الممارسة الديمقراطية في مصر. إن المرحلة المقبلة من تاريخ مصر, هي بداية جديدة لمرحلة شاملة ومهمة من العمل الوطني التي تستهدف التغيير المخطط الذي يتسم ببناء مناخ جيد للتطوير واحداث اصلاح في جميع جوانب ومجالات العمل, التغيير من أجل اختيار كوادر حزبية جديدة تكون قادرة وواعية, يتم اختيارها وفق الضوابط والمعايير الأساسية التي تحكم عملية الاختيار الصحيح. ولقد عبر الرئيس محمد حسني مبارك عن رؤيته حول تلك الانتخابات المقبلة, حينها أكد أنها سوف تكون حرة ونزيهة, وستجري بكل أمانة وحيدة كاملة, وأنها تعد مرحلة مهمة جديدة من الممارسة الديمقراطية الصحيحة. ولاشك أن نقطة البداية في الممارسة الديمقراطية وضمان نجاح العملية الانتخابية, هي ضرورة المشاركة المجتمعية البناءة من المواطنين في عملية الانتخابات من خلال ممارسة حقوقهم السياسية, وحرصهم علي المشاركة والإدلاء بأصواتهم لاختيار من يمثلهم وينوب عنهم في المجلس الجديد. وتعد تلك المشاركة المجتمعية من سمات الدولة العصرية الحديثة التي تعمل في مناخ ديمقراطي فعال, مما يتطلب من أبناء الوطن ضرورة استثمار هذا المناخ, حيث إن الديمقراطية تعد حاليا إحدي ركائز شرعية نظام الحكم في مصر, لاسيما وإن حضارة الشعوب ورقيها ونهضتها, ترتبط دائما بقدر المساحة التي تمنح للمواطنين للحرية والديمقراطية, وحرية التعبير عن الآراء والأفكار واحترام الرأي والرأي الآخر. ولقد أصبح من المسلمات أن المشاركة المجتمعية للمواطنين في عملية الانتخابات هي أهم ضمان للاختيار الصحيح لأعضاء المجلس, ذلك لان نتيجة الانتخابات تكون معبرة بكل صدق عن إرادة الناخبين أنفسهم, وما عبروا عنه من رغبات أمام صناديق الانتخاب. ولذلك فإنه من واقع المسئولية الاجتماعية التي يتحملها كل المواطنين في ممارسة حقوقهم السياسية, فانه ينبغي أن يدرك كل مواطن مدي فاعلية البرامج المقدمة من الأحزاب المشاركة في العملية الانتخابية, والمفاضلة بينها, لكي يتعرف المواطن جيدا علي ماهية تلك البرامج, وما تعبر عنه من مفاهيم وأفكار قابلة للتطبيق وليست مجرد شعارات براقة, فضلا عن ضرورة تركيز المواطن علي الاختيار الصحيح لأعضاء المجلس الجديد من بين المرشحين لخوض العملية الانتخابية بجميع طوائفهم من تتوافر فيهم الخصائص والسمات ومختلف معايير الاختيار الصحيح, التي سوف تفتح لهم الطريق إلي مجلس الشعب2010 في دورته البرلمانية المقبلة. المزيد من مقالات د. حسين رمزى كاظم