سرقة لوحة( زهرة الخشخاش) للفنان الهولندي العالمي الراحل فإن جوخ من متحف محمدمحمود خليل بالجيزة إنما تعد خير دليل علي أننا لانستوعب الدروس المستفادة من أخطائنا, ولانبادر بإصلاح الخلل وتقويم الاعوجاج حتي نفيق علي كارثة جديدة أعظم خطرا من سابقتها, إذ لا تزال ماثلة بالأذهان واقعة سرقة9 لوحات فنية نادرة من متحف محمد علي بشبرا في مارس من العام المنصرم نتيجة الإهمال والتقصير والتسيب في إجراءات التأمين والمراقبة!! كما يعد حادث سرقة( زهرة الخشخاش) والتي تقدر قيمتها السوقية بنحو55 مليون دولار وثيقة إدانة تاريخية ضد القائمين علي إدارة المتحف لتقاعسهم البالغ وإهمالهم الجسيم في الاضطلاع بالمهام المنوطة بهم بشأن تأمين المقتنيات علي الرغم من ضيق ومحدودية مساحة المتحف وضآلة عدد الزائرين الذين لايزيد علي عدد أصابع اليدين يوميا وهو الأمر الذي يبدو واضحا جليا من خلال تعطل43 كاميرا مراقبة فضلا عن تعطل جميع أجهزة الإنذار المرتبطة بموقع المقتنيات واللوحات النادرة, وكأنها( دعوة مفتوحة) لعصابات سرقة الآثار ومحترفي السطو علي المقتنيات العالمية لزيارة المتحف ومباشرة نشاطهم الإجرامي بسهولة ويسر ودون أدني مضايقات!! أما الطامة الكبري في تقديري فتتمثل في اعتياد مسئولي المتحف علي استيفاء محاضر الجرد اليومية لمقتنيات المتحف بطريقة شكلية روتينية دون التأكد من ان يد العبث قد طالتها من عدمه, مما يعد مثلا صارخا للإهمال والتقصير ونموذجا يستوجب العقاب الرادع والجزاء الحاسم!! وفي الختام اسمحوا لي بأن اتساءل: كيف السبيل الي حماية المقتنيات الفنية والأثار النادرة في متاحفنا في ظل ثقافة اختيار مديري المتاحف المعمول بها حاليا والتي تلقي بظلالها القاتمة كل حين ؟ وماهي الضمانات التي تكفل عدم تكرار مثل هذا الحادث مستقبلا ؟!! وهل من سبيل الي مبادرة وزارتي الداخلية والثقافة بالتنسيق التام والتعاون الكامل بينهما بإعداد خطة عاجلة ودقيقة لتأمين مقتنيات مصرنا العزيزة وآثارها؟!! مهندس هاني أحمد صيام قطاع البترول