سرقة لوحة »زهرة الخشخاش« للفنان الهولندي العالمي الراحل فان جوخ من متحف محمد محمود خليل بالجيزة إنما تعد خير دليل علي أننا لا نستوعب الدروس المستفادة من أخطائنا ولا نبادر بإصلاح الخلل وتقويم الإعوجاج حتي نفيق علي كارثة جديدة أعظم خطرا من سابقتها إذ لا تزال ماثلة بالأذهان واقعة سرقة 9 لوحات فنية نادرة من متحف محمد علي بشبرا في مارس من العام المنصرم نتيجة الإهمال والتقصير والتسبب في اجراءات التأمين والمراقبة!! كما يعد حادث سرقة »زهرة الخشخاش« والتي تقدر قيمتها السوقية بنحو 55 مليون دولار إدانة ضد القائمين علي إدارة المتحف لتقاعسهم البالغ وإهمالهم الجسيم في الإضطلاع بالمهام المنوطة بهم بشأن تأمين المقتنيات علي الرغم من ضيق ومحدودية مساحة المتحف وضالة عدد الزائرين الذين لا يزيدون علي عدد أصابع اليدين يوميا - وهو الأمر الذي يبدو واضحا جليا من خلال تعطل 34 كاميرا مراقبة فضلا عن تعطل جميع أجهزة الانذار المرتبطة بموقع المقتنيات واللوحات النادرة وكأنها »دعوة مفتوحة« لعصابات سرقة الآثار ومحترفي السطو علي المقتنيات العالمية لزيارة المتحف ومباشرة نشاطهم الإجرامي بسهولة ويسر ودون أدني مضايقات!! أما الطامة الكبري -في تقديري- فتتمثل في إعتياد مسئولي المتحف علي استيفاء محاضر الجرد اليومية لمقتنيات المتحف بطريقة شكلية روتينية دون التأكد من ان يد العبث قد طالتها من عدمه مما يعد مثلا صارخا للإهمال والتقصير ونموذجا يستوجب العقاب الرادع والجزاء الحاسم!!! وفي الختام اسمحوا لي أن اتساءل: كيف السبيل الي حماية المقتنيات الفنية والآثار النادرة في متاحفنا في ظل ثقافة اختيار مديري المتاحف المعمول بها حاليا والتي تلقي بظلالها القائمة كل حين؟!! وما الضمانات التي تكفل عدم تكرار مثل هذا الحادث مستقبلا؟!! وهل من سبيل الي مبادرة وزارتي الداخلية والثقافة - بالتنسيق التام والتعاون الكامل بينهما- بإعداد خطة عاجلة ودقيقة لتأمين مقتنيات مصرنا العزيزة وآثارها؟!! مهندس/ هاني أحمد صيام الشركة المصرية لخدمات الغاز