آلام.. مضاعفات ..تكاليف باهظة ، هكذا يعاني مرضي الالتهاب الكبدي والفشل الكلوي في بلدنا, فكم من أسرة مصرية تفقد يوميا عزيزا لديها. من هنا جاء التفكير في انشاء هذه الكلية الأولي بمصر لزراعة الأعضاء لغير القادرين. وفقا لما تشير إليه الاحصائيات يزداد عدد هؤلاء المرضي سنويا إذ ترتفع نسبة الاصابة في مصر بالفشل الكلوي إلي14 ألف حالة جديدة سنويا بينما تصل نسبة الاصابة بفيروس سي إلي20% من تعداد السكان. كان الحل الوحيد للحفاظ علي حياة هؤلاء المرضي هو العلاج الاستبدالي من خلال زراعة الأعضاء البشرية التي تليفت أو فشلت في القيام بوظيفتها. ومن هنا كان اهتمام الدولة والتفكير في انشاء كلية ومركز جامعي مميز لا يهدف إلي الربح لزراعة الأعضاء لتقديم هذه الخدمة لغير القادرين من المرضي بجامعة المنصورة بإعتبارها الجامعة الأولي علي مستوي مصر في مجال زراعة الأعضاء الكلي و الكبد. حول انشاء أول كلية لزراعة الأعضاء يوضح الدكتور أحمد بيومي شهاب الدين رئيس جامعة المنصورة أن العلاج بالغسيل الكلوي والكبدي لحالات الفشل الكلوي يحمل الدولة تكلفة باهظة بالاضافة إلي ارتفاع نسبة المضاعفات المصاحبة وتأثيراتها التي تمنع المريض من الحياة والعمل بصورة طبيعية أما بالنسبة للغسيل الكبدي فإن تكلفة الجلسة الواحدة تصل إلي15 ألف جنيه, وهذه الطريقة تصلح للابقاء علي حياة المريض لفترة لا تتعدي الشهور, ومن ثم لاتعد حلا لعلاج للفشل الكبدي وبالتالي فإن زراعة الأعضاء أصبحت الحل الأمثل لعلاج حالات الفشل النهائي للأعضاء, لذلك وافق مجلس جامعة المنصورة علي انشاء كلية زراعة الأعضاء والتكنولوجيا الطبية الحيوية ومركز زراعة الأعضاء بها ونحن ملتزمون بالمعايير القياسية والعلمية في التجهيز الجيد والإدارة الحديثة في التعليم والبحث العلمي مما يؤدي إلي انتاج علماء مصريين وانتاج بحث علمي مصري متميز في هذا المجال. ويتابع رئيس الجامعة أن الدولة تتكلف الكثير لتدريب الأطباء المؤهلين في هذا المجال بالخارج وهذا الأمر يقف عقبة في سبيل تدريب أعداد كبيرة لذلك فإن انشاء هذه الكلية يمكن أن يدرب عددا كبيرا من الاخصائيين والاستشاريين في هذه المجالات بتكاليف مقبولة وبصورة منتظمة في حدود خطة الدولة للتنمية في مجال الرعاية الصحية, بالاضافة إلي أن انشاء هذه الكلية يسمح بوضع خطط بحثية عالية المستوي مع توافر إمكانات التواصل مع المراكز البحثية العالمية في هذه المجالات. ويشير إلي أنه من ضمن أهداف إنشاء هذه الكلية إجراء عمليات زراعة الأعضاء بمصر بتكاليف منخفضة, وتوفير رعاية صحية مرتفعة, ذلك أن هناك مرضي ينفقون الملايين في زراعة الأعضاء بالخارج وقد لا ترقي مستشفياتها للمستوي الطبي المقبول بالإضافة إلي عدم انتهاء مشكلات هؤلاء المرضي بعد العودة إلي الوطن إذ لا يجدون مراكز متخصصة في هذا المجال لمتابعة حالتهم الصحية مما يؤدي إلي عواقب وخيمة لهؤلاء المواطنين. ويضيف رئيس الجامعة أنه في حالة اقرار مشروع قانون زرع الأعضاء من حديثي الوفاة الذي يناقش حاليا بمجلس الشعب فسوف يتغير وجه زراعة الأعضاء في مصر حيث ستقل المخاطر مع مضاعفة أعداد عمليات الزراعة, وذلك لتوافر الأعضاء المتاحة للزراعة, وبالتالي يجب أن يكون هناك عدد كبير من الكوادر الطبية المؤهلة لاجراء هذا النوع من العمليات ومن ثم كان التفكير في انشاء هذا المركز حتي يتمكن من تغطية الاحتياجات المتوقعة. ويشير رئيس الجامعة إلي أن المشروع سيتم انشاؤه علي حوالي3 أفدنة بتكلفة كلية حوالي174 مليون جنيه منها80 مليون جنيه لانشاء الكلية والمستشفي و94 مليونا لتجهيزهما, وأن من أهم البرامج الدراسية بها جراحة زراعة الكلي والكبد والنخاع والأشعة التشخيصية والتداخلية والجينات والوراثة وهندسة الأنسجة والخلايا الجذعية