في التقرير الذي تلقاه الرئيس حسني مبارك حول كيفية مواجهة الحكومة أزمة القمح طمأن الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء المصريين بالنسبة لرغيف الخبز المدعم بإعلانه أنه لا اتجاه إلي رفع أسعاره علي الإطلاق, مؤكدا أن هناك احتياطيا استراتيجيا من القمح المحلي والمستورد في الصوامع والشون يكفي لنحو أربعة أشهر وأن المواطن المصري لن يشعر بأي حال من الأحوال بالأزمة التي يمر بها العالم بسبب الارتفاع المفاجيء في أسعار القمح نتيجة الحرائق التي اجتاحت روسيا في الآونة الأخيرة. وفي الوقت نفسه تحدث وزير الزراعة واستصلاح الأراضي السيد أمين أباظة عن وجود خطط لدي مصر لزيادة الاكتفاء الذاتي من القمح بحلول عام2020 إلي نحو75%. وسبق أن حذر المخلصون لمصر من أن بلادنا يجب ألا تبقي تحت رحمة تغيرات بيئية أو مناخية في دولة تصدر إلينا القمح وأن موضوع القمح وضرورة زيادة درجة الاكتفاء الذاتي منه يجب أن تحتل أهمية خاصة حيث أن الحبوب تمثل الغذاء الرئيسي للمواطن المصري إذ أن نسبة مايستهلكه الفرد من الحبوب سنويا ترتفع إلي أقل قليلا من نصف جملة مايستهلكه من المواد الغذائية نتيجة ماناة المصريين من سوء التغذية بالاضافة الي الزيادة السكانية والفقر. من هنا فإنه من الضروري أن تضع الدولة سياسة سعرية مجزية عند شرأئها القمح من الفلاح وفقا للقيمة الحقيقية له لكي تشجع الفلاحين علي زراعة هذا المحصول والاهتمام به. فإذا دعمت الدولة القمح ستشجع الفلاحين علي زراعته وبالتالي سنحقق الأكتفاء الذاتي منه وسيظهر أثر ذلك علي النشاط الزراعي والصناعي علي حد سواء. ولسنا في حاجة إلي القول إن الاكتفاء الذاتي من القمح يؤمن لمصر استقلالها الاقتصادي ويساعد علي تحرير إرادتها الوطنية من الضغوط الخارجية.