جولات مفاجئة للمدارس و تفعيل لجنة الأزمات والكوارث.. استعدادات المحافظات قبل العام الدراسي 2025-2026    مكتب التنسيق : اليوم آخر فرصة لتقليل الاغتراب لطلاب المرحلة الثالثة    خبير في شئون الجماعات الإرهابية: أكاذيب الإخوان تستهدف الاقتصاد عبر التضليل الرقمي    مصر: تعطيل العمل بالقسم القنصلي بسفارتنا في الدوحة الإثنين تزامنا مع القمة العربية    وزير المالية: إطلاق مبادرة إنشاء حساب لتمويل دراسات الطرح لمشروعات المشاركة مع القطاع الخاص    ارتفاع جماعي لمؤشرات البورصة في مستهل تعاملات الأسبوع    بدء تسليم أراضي بيت الوطن المرحلة التاسعة بالعبور الجديدة..الأحد المقبل    مصر تخطط لطرح 10 شركات حكومية في البورصة حتى نهاية 2026    اتحاد شركات التأمين يوصي بالاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي    عبد المنعم سعيد: ثلاثي عربي قادر على إحداث توازن في مواجهة سلوكيات إسرائيل    حدث داخل لندن .. حشود بالآلاف واشتباكات عنيفة مع الشرطة.في أكبر مسيرة لليمين المتطرف    الهلال السعودي يتوعد لاعبه بعد هروبه إلى البرازيل    بسبب رفضه العمل خارج أوربا .. الأهلي يرفع العرض المالي لإقناع فيشر بتدريب الفريق    مواعيد مباريات اليوم الأحد 14 سبتمبر 2025 والقنوات الناقلة    طولان: أنا مدرب منتخب مصر بالصدفة    المدير التنفيذي للأهلي يكشف كواليس قرار الخطيب بالانسحاب من الانتخابات    مصرع 4 تجار مخدرات وأسلحة وضبط آخرين عقب تبادل إطلاق النيران مع قوات الشرطة بأسيوط    السيطرة على حريق شقتين دون إصابات في الجيزة    تفاصيل التقدم لأول امتحان بشهادة البكالوريا المصرية إجباريا    ضبط 107.8 آلاف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    سكرتير بني سويف يبحث تطوير مركز تدريب الحاسب الآلي    محافظ الفيوم يناقش استعدادات تنظيم المهرجان الدولى لأفلام البيئة والفنون المعاصرة    المخرج التركي نوري بيلجي جيلان رئيسا للجنة تحكيم المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته ال46    شاهد أحدث ظهور للفنانة أنغام    الخشت: القرآن يدعو للتفلسف والتفكير النقدي في آيات صريحة الدلالة، والخوف من الفلسفة وهم كبير    «الإفتاء» تواصل عقد مجالسها الإفتائية في المحافظات حول «صلاة الجماعة.. فضائل وأحكام»    الصحة: إيفاد كوادر تمريضية إلى اليابان للتدريب على أحدث الأساليب في إدارة التمريض    وكيل وزارة الصحة في الإسكندرية يتفقد 3 مراكز طبية لمتابعة الخدمات الصحية    مكملات غذائية تساعد في تحسين حالة الكبد الدهني خلال 3 أشهر    هيئة الرعاية الصحية تطلق منصة وطنية للكشف عن بُعد    البنك الأهلي المصري يدعم وحدة الايكمو في القصر العيني ب60 مليون جنيه    إسقاط مسيرة أٌطلقت نحو منطقة مطار رامون بالنقب في إسرائيل    الهلال الأحمر يدفع ب3200 طن مساعدات إغاثية عبر قافلة زاد العزة ال36 إلى غزة    فيديو.. الأرصاد تحذر من كثافة الشبورة المائية وارتفاع أمواج البحر الأحمر    بورسعيد الأعلى، تأخيرات خطوط السكك الحديدية اليوم    صحيفة نمساوية: بولندا باتت تدرك حقيقة قدرات الناتو بعد حادثة الطائرات المسيرة    الدوري الإنجليزي.. موعد مباراة ليفربول ضد بيرنلي والقنوات الناقلة    رغم الضربة على قطر.. وزير الخارجية الأمريكي يزور إسرائيل مؤكدا دعم بلاده لتل أبيب    استقرار سعر الريال السعودي في بداية تعاملات اليوم 14 سبتمبر 2025    أسعار الفاكهة اليوم الأحد 14 سبتمبر في سوق العبور للجملة    روبيو يبحث مع نتنياهو إمكانية ضم إسرائيل لأجزاء من الضفة الغربية    مدرب الزمالك: سعيد بالفوز على المصري    خطوات استخراج البطاقة الشخصية 2025 ب 5 طرق أبرزها عبر الإنترنت    وزير الخارجية يؤكد: لا تهاون إزاء قطرة ماء ونتحرك على كافة المستويات    «الخطيب ملعبش لواحده.. سيبنا أبهاتنا بتموت عشان الأهلي».. مجدي عبدالغني يوجه رسائل نارية لمنتقديه    حظك اليوم الأحد 14 سبتمبر 2025 وتوقعات الأبراج    الجيش الصيني يحذر الفلبين ويدعوها لوقف التصعيد في بحر الصين الجنوبي    نجلاء بدر: «أزمة ثقة» مسلسل نفسي كشف دواخل الشخصيات.. والقاتل كان معروفا منذ الحلقة الأولى    جثة و6 مصابين في تصادم توك توك ودراجة بخارية في البحيرة    مدرب أوكلاند سيتي: بيراميدز الأقرب للفوز ضدنا.. ولاعبان أعرفهم جيدًا    إصابة شخصين في تصادم سيارة ملاكي بعمود داخل نفق بالتجمع الأول    د.حماد عبدالله يكتب: حينما نصف شخص بأنه "شيطان" !!    ما حكم صلاة تحية المسجد أثناء وبعد إقامة الصلاة؟.. أمين الفتوى يوضح (فيديو)    متى تُصلّى صلاة الاستخارة؟.. أمين الفتوى يجيب    هشام جمال يحتفل بخطوبة صديقه.. وليلى زاهر تخطف الأنظار بإطلالة أنيقة    محطة العائلة المقدسة.. دير العذراء ببياض العرب يتحول لمقصد سياحي عالمي ببني سويف    خالد عبدالقادر مستشار وزير العمل للسلامة والصحة المهنية ل«المصري اليوم»: توقيع عقوبات مغلظة على المنشآت المخالفة    هل هناك ترادف فى القرآن الكريم؟ .. الشيخ خالد الجندي يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفاقد الزراعي وسد الفجوة الغذائية المصرية
نشر في الأهرام اليومي يوم 11 - 08 - 2010

صدمت عندما قرأت الأبحاث الأخيرة التي اعدتها مراكز البحوث الزراعية التابعة لوزارة الزراعة ومراكز البحوث الغذائية والتي اكدت ان مصر تفقد اكثر من‏25%‏ إلي‏30%‏ من غذائها وحبوبها بسبب الطرق البدائية في الزراعة والنقل والتخزين وهو ما يوازي حوالي‏11‏ مليار جنيه سنويا‏,‏ والسؤال الذي تبادر الي ذهني‏..‏ هل تلك المليارات من الممكن ان تسد فجوة الغذاء في مصر اذا أحسن اداراتها؟ خاصة من القمح الذي نستورد منه‏14‏ مليون طن سنويا طبقا لآخر احصائيات مجلس القمح الامريكي وتدفع مصر ما يزيد علي‏15‏ مليار جنيه من ميزانياتها في السنوات الاخيرة لاستيراده‏.‏
وكذلك أشارت الدراسات إلي مصر تفقد نحو‏30%‏ من محاصيلها الاساسية سنويا مثل القمح والذرة والارز والحبوب الاساسية والخضراوات بسبب اساليب الزراعة القديمة التي مازالت تستخدم في الحقول المصرية منذ اكثر من‏3‏ قرون ولم تتغير كثيرا حتي في اساليب الري القديمة التي كانت تستخدم عند الفراعنة‏!!‏ مما يهدر‏35%‏ من مياه الري التي نحتاج الي كل قطرة لري مزيد من الاراضي الجديدة خاصة في ضوء المستجدات الجديدة مع دول حوض النيل والمتغيرات المناخية ايضا والتي تحذر بضرورة الحفاظ علي مياه النيل المتوافر لدينا حتي لاندفع الثمن خلال الاعوام القادمة وتدفعه بكل اسف الاجيال الشابة‏.‏
وفي نفس السياق اكد معهد الاقتصاد الزراعي بوزارة الزراعة ان قيمة الفاقد علي المستوي القومي لمحاصيل القمح والبرتقال والطماطم وصل وحده الي‏3.2‏ مليار جنيه سنويا‏..‏
وقد اشارت هذه الدراسات التي اجريت مؤخرا إلي ان الحد من الفاقد والخسارة بنسبة‏50%‏ ممكن ان يحقق لمصر والزراعة المصرية نتيجة مضاعفة لاتقل عن‏5.8‏ مليار جنيه ممكن ان تسد فجوة الغذاء المتزايدة في مصر والتي ستزيد في الاعوام القادمة مع انخفاض مساحات زراعة الارز في مصر وزيادة استيراد القمح هذا غير زيادة كميات الاستيراد لحبوب الفول والعدس وكذلك الزيوت النباتية التي نستورد منها اكثر من‏93%‏ للطهي والصناعة والذي يعتبر غذاء المصريين الاساسي‏.‏
وهي ارقام خطيرة بكل المقاييس في ظل اقتصاد نام وازمة زراعية وغذائية حقيقية تواجه مصر حاليا وستواجهها بقسوة السنوات القادمة اذا لم ننتبه للملايين التي تصرف علي استيراد واستهلاك القمح وباقي الحبوب دون ان تتخذ الدولة خطوات وقرارات مهمة وحاسمة لتخفيض استهلاك القمح في مصر والضرب بيد من حديد علي ايدي سارقي القمح والمتلاعبين من اصحاب الافران لتسريب القمح المدعم للفنادق والمطاعم الخمس نجوم والاسواق الخلفية‏..‏ وكذلك المتلاعبون بقوت الشعب والذين يضيعون اكثر من‏6‏ ملايين طن سنويا بين غذاء الحيوانات ومزارع الاسماك والدواجن التي تربي في المنازل الريفية وتصل نسبتها الي نحو‏20%‏ من الانتاج الكلي للدواجن في مصر‏!!‏
ان قطاع الزراعة في الفترة الاخيرة اصبح يواجه العديد من المشاكل الاستراتيجية والحيوية خاصة ان المساحة الزراعية في مصر لم تزد علي‏8‏ ملايين ونصف المليون اي ما يعادل‏3.5%‏ من مساحة مصر الكلية مع زيادة سكانية سنوية مفزعة تعدت‏2‏ مليون طفل جديد هذا غير ان مصر فقدت اكثر من‏750‏ الف فدان من اجود الاراضي الزراعية في الدلتا والوجه البحري خلال النصف الثاني من القرن الماضي وحتي الآن بالاضافة الي تعرض مخاطر التملح في الآونة الاخيرة بالدلتا وغير قضية الري بمياه الصرف الصحي في بعض قري وريف مصر والتي سلطت عليها الاضواء الإعلامية والدراسات البحثية في الفترة الاخيرة‏.‏
اما المشكلة الثانية فتتمثل في تزايد مشكلة ندرة المياه في مصر والتي يعود سببها الي عدم زيادة حصة مصر من مياه النيل افريقيا والتي لاتزيد علي‏55‏ مليار متر مكعب منذ‏.1958‏
وايضا دخول مصر ما يسمي بنفق الفقر المائي واصبح نصيب الفرد يقل عن‏870‏ مترا مكعبا سنويا مما يستدعي الحفاظ علي كل قطرة مياه وترشيد استهلاكنا للمياه للاستهلاك الزراعي او المنزلي‏.‏
ان الحلول كثيرة ويجب ان نبدأ في اتخاذها والبدء فيها من الآن قبل ان نواجه كارثة كبري خلال السنوات القادمة‏,‏ اول هذه الحلول‏:‏ ضرورة توجيه الاستثمارات المصرية المحلية وجذب الاستثمارات العربية والعالمية لقطاع الزراعة في مصر‏,‏ فليس من المعقول ان تصل الي مصر استثمارات في حدود‏13‏ مليار دولار يكون نصيب الزراعة لايتعدي‏1%‏ من الاستثمارات العالمية‏!‏
وكذلك تطوير اساليب الري والنقل والتخزين واستخدام التكنولوجيا الحديثة في الزراعة لتقليل الفاقد في الحبوب الاساسية ولاستقبال هذه الاستثمارات وايقاف الاساليب البدائية في الري والتخزين والنقل المتهالك والتي تفقدنا نحو ثلث غذائنا في وقت يحذر العالم كله من نقص الغذاء والماء والطاقة‏(‏ تحديات القرن الحادي والعشرين‏)‏ خاصة ان مصر تستورد‏50%‏ من غذائها من الخارج وحتي نستخدم هذا الفاقد في سد جزء كبير من حجم الفجوة الغذائية المصرية‏.‏
وكذلك ضرورة اخذ التحذيرات الدولية والعالمية لخطورة المتغيرات المناخية الجديدة وتأثيرها علي زيادة نسب التملح والتصحر للزراعة المصرية والتربة القديمة في اراضي الدلتا والوجه البحري‏,‏ والاستعانة بخبراء الري والاراضي في هذه القضية المهمة‏,‏ والتي اصبحت تعتمد عالميا علي الدراسات والتجارب العلمية والتكنولوجيا الحديثة وليس علي الفتاوي والاجتهادات الشخصية‏.‏
وأخيرا ضرورة البدء فورا في تنفيذ الاستراتيجية المصرية الجدية للنهوض بالزراعة‏,‏ التي تستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي لمصر عام‏2030‏ في المحاصيل الاساسية مثل القمح والذرة والعدس والسكر والزيوت بجدية وكذلك اللحوم والالبان والتي نصرخ من ارتفاع اسعارها يوما بعد يوم في كل انحاء مصر المحروسة‏..‏

المزيد من مقالات علاء حسب الله


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.