أتوبيسات النقل العام.. هي أكثر المواصلات استخداما, والتي تكاد تكون الوسيلة الشعبية لكثرة خطوطها وتعدد اتجاهاتها التي تخدم المواطنين في مختلف المناطق. لكن التطوير الذي تم إدخاله في الفترة الأخيرة اقتصر علي إدخال أتوبيسات جديدة إلي الخدمة, بينما استمرت القديمة.. كما هي فتهالكت لعدم الصيانة اللازمة أو ربما لأنها تنتظر التكهين. في جولة بجراج امبابة.. قال عدد من السائقين إن قطاع النقل العام يحتاج إلي مساندة لرفع مستوي السائقين ماديا وفنيا ومعيشيا, فلا يكفي إلغاء الإعفاءات المجانية عن بعض الفئات, وإنما يجب أيضا رفع قيمة التذاكر في الخطوط الطويلة التي لا يزال بعضها يبلغ نصف جنيه فقط, بينما الميني باص1.5 جنيه. وفي الجيزةوالقاهرة لاحظنا التزاحم الشديد علي الأتوبيسات وكثرت شكاوي المواطنين من تأخر بعضها وعدم انتظام البعض الآخر, فضلا عن التكدس البشري, ومن بين المواطنين الذين التقينا بهم مرتضي عباس موظف والذي قال: إن هيئة النقل العام تحتاج للعناية المركزة, فمنذ عدة شهور طرحوا أعدادا من الأتوبيسات الجديدة وهي بالفعل تخدم المواطنين وليست مزدحمة, وما زالت حتي وقتنا هذا تظهر عليها سمات النظافة, ولكن المشكلة في باقي الأتوبيسات وسيارات النقل الجماعي التي ما زالت تعاني من إهمال شديد, ولا تخضع لأي صيانة أو حتي رقابة من المسئولين في الهيئة, كما أن المشكلة الحقيقية تظهر في شهر رمضان لأن الجميع يتزاحمون علي ركوب أي مواصلات قبل الإفطار للوصول في الميعاد المناسب قبل المغرب, وفي نفس الوقت العاصمة تختنق من الزحام الشديد التي تعاني منه, ولذلك من الأفضل في شهر رمضان المبارك أن يلتزم المواطنون المنازل بدلا من المتاعب التي يلاقونها كل عام. ويلتقط أطراف الحديث فتحي محمد سائق أتوبيس فيقول: إننا نحن السائقين نعاني من مشاكل كثيرة, وعلي الرغم من ذلك نتحمل ونعمل أكثر من الساعات المحددة لنا في شهر رمضان,ولا نفطر في منازلنا مع أسرتنا من كثرة ضغط العمل وتضاعف عدد الساعات لأن في شهر رمضان والمناسبات الرسمية تقوم هيئة النقل العام بعمل جدول وخريطة عمل مختلفة تماما عن الشهور العادية ولا يصرف لنا أي زيادة مالية أو حتي حوافز والمواطنون دائما يطالبوننا بأشياء ليس لنا يد فيها مثل ضبط المواعيد وهم ينتظرون بالساعات, وهذا خارج عن إرادتنا لأن البلد دائما في زحام, كما يطالبون بأن يستوعب الأتوبيس أعدادهم حتي يجلسوا علي المقاعد, فليس بأيدينا أن نستعين بإتوبيسات إضافية؟ وحاولت أن أنقل الصورة إلي رئيس هيئة النقل العام المهندس صلاح فرج, ولكني وجدته في إجازة مصيف قبل حلول شهر رمضان المبارك.. فتحدث أحد المسئولين بالهيئة رفض ذكر اسمه لأنه غير مصرح له بالحديث دون إذن رئيس الهيئة.. فقال: إن الهيئة تعاقدت علي زيادة في أتوبيسات النقل العام حوالي200 أتوبيس تعمل بالسولار طبقا للمواصفات الأوروبية بموافقة وزارة البيئة علي اعتبار أنها صديقة للبيئة, وأيضا علي80 سيارة أتوبيس بألوان مختلفة تعمل بالغاز الطبيعي كجزء من خطة تطوير هيئة النقل علي مدي ثلاث سنوات. وأضاف أنه يوجد لدي الهيئة ما يقرب من3 آلاف أتوبيس بجميع أنواعه و850 ميني باص تملكها هيئة النقل العام و1300 تملكها شركات النقل الجماعي وهي15 شركة داخل القاهرة و800 لخدمة المدن العمرانية تشترك فيها10 من شركات النقل الجماعي والميكروباص الخاضع لرقابة هيئة النقل العام, وهناك3 ملايين مواطن تنقلهم الوسائل العشوائية مثل التوك توك.. بنفس التعريفة الاجتماعية وهي50 قرشا لمسافة25 كيلو وما يزيد علي ذلك يدفع جنيها, والهيئة تحاول بجميع الطرق العمل علي راحة الجمهور, ولكن كل تطوير يحتاج إلي وقت وصبر والمواطنون بالفعل شعروا بهذا التطوير وما زال مستمرا.