يحتفل به: محمد أبو الخير في مثل هذا اليوم من50 عاما.. وتحديدا24 يوليو عام1960 قام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية العربية المتحدة بافتتاح استاد القاهرة الدولي في مدينة نصر بالجهة الشرقية من القاهرة بالكبري في من منطقة ترتفع عن سطح البحر بمسافة60 مترا في مساحة500 فدان كانت مخصصة في تلك الفترة لاقامة العديد من المنشآت الرياضية بجانب الاستاد. والمدهش أن التكلفة الحقيقية لبناء أهم استاد في مصر وصلت إلي3 ملايين جنيه فقط, وربما لا يعلم الكثيرون أن تصميم الاستاد الرئيسي جاء علي شكل صحن للترشيد في النفقات تلاحما مع تلك المرحلة التي كانت تمر بها الأمة بعد قيام الثورة, والتحول من النظام الملكي إلي النظام الجمهوري. وقد وضع مصمم الاستاد الألماني وارنر مارش, وهو نفسه الذي صمم استاد برلين الذي أقيمت عليه فعاليات الدورة الأوليمبية عام1936 الشكل العام لاستاد القاهرة حتي يسهل الوصول إلي مقاعد الملعب الرئيسية من قبل الجماهير. كما أن نصف الاستاد يقع تحت منسوب الارض بالمنطقة وبعمق15 الف متر, والنصف الاعلي تم تشكيله من ناتج الحضر ليتكون الاستاد من طابقين, وللملعب الرئيسي أربعة مداخل رئيسية, الغربي, الشرقي, القبلي, والبحري و62 بوابة اليكترونية. وإلي جانب هذه المداخل الرئيسية يوجد14 مدخلا عبارة عن انفاق موزعة حول الملعب وموصلة إلي الطابق السفلي, وتم توزيع هذه المداخل بطريقة تمكن من إخلاء الاستاد كله من المتفرجين خلال12 دقيقة فقط. كان هذا هو استاد القاهرة الذي يحتفل اليوم باليوبيل الذهبي علي إنشائه... وهو في الحقيقة ليس استادا يمثل مبني ضخما فقط, لكنه كان ومازال يمثل حالة جميلة ارتبطت في وجدان الجماهير بالعديد من المناسبات القومية الكبري منذ ان افتتحه الرئيس عبد الناصر مرورا بالرئيس الراحل محمد أنور السادات وصولا إلي فترة حكم الرئيس مبارك الذي شهد بنفسه عمليات التطوير والبناء للاستاد والمنشآت الرياضية الموجودة داخل الهيئة, ولعلنا نتذكر ما قام به الرئيس من جهد كبير وموافقته الفورية علي توفير كل الدعم المادي والبشري لبناء مجمع الصالات المغطاة في وقت قياسي لتكتمل المنشآت التي احتضنت منافسات دورة الألعاب الإفريقية تأكيدا من الرئيس مبارك علي أهمية الرياضة في التواصل مع الشعوب. والرئيس مبارك نفسه يعلم قيمة أستاد القاهرة, وتمثل ذلك بشكل واضح في حضورة كل المناسبات القومية التي كان يحتضنها هذا الاستاد وأهمها الاحتفال بانتصارات الجيش المصري العظيم في اكتوبر, وحضور مباريات الفرق المصرية في بطولات إفريقيا, وافتتاح وختام بطولة كأس الأمم الإفريقية وختام دورة الألعاب العربية التي حضرها العديد من الرؤساء والملوك العرب والعديد من المناسبات التي يحضرها الرئيس مبارك شخصيا, وربما كان آخرها زيارته الاستاد منذ عام لحضور بعض المنافسات الرياضية, والآن وبعد مرور هذه الأعوام علي إنشاء استاد القاهرة كان من المهم التحاور مع المسئول الأول عن الهيئة للتعرف منه علي الخطط المستقبلية للمنطقة, ونقل آراء وتصورات المهتمين بالحركة الرياضية, فكان هذا الحوار مع اللواء عبد العزيز أمين رئيس هيئة استاد القاهرة.. فماذا قال: بداية كيف تري الفارق الآن بين الاستاد علي مدي50 عاما؟ الاختلاف كبير, فالدنيا تطورت والانشطة اختلفت فعام60 كان الاستاد مقصورا علي كرة القدم فقط, أما الآن ومنذ سنوات فقد تحول الاستاد إلي هيئة تضم سبعة مواقع منها مجمع الصالات المغطاة, مجمع السباحة والاسكواش, واستاد الفروسية, الصالة المكشوفة, واستاد التنس, والملاعب الفرعية, ومضمار الدراجات تحت الانشاء حاليا, كل هذه المنشآت العملاقة لم تكن موجودة بمعني أن تطورا كبيرا حدث, فإنشاء الاستاد عام1960 تكلف ثلاثة ملايين جنيه, أما الآن فلدينا منشآت ومواقع تصل قيمتها إلي أكثر من5 مليارات جنيه. بصراحة كيف تخسر الهيئة في ظل امتلاكها هذا الكم الرائع من المنشآت؟ لا القضية لا تقاس هكذا بمنطق المكسب والخسارة, فنحن هيئة تخدم أهداف الدولة في توفير الخدمات الرياضية لقطاع الاتحادات الاربعة والعشرين والأندية بأجور رمزية, فليس هدفنا الربح, ولكن خدمة الألعاب المختلفة التي تصب بدورها في تطوير أداء المنتخبات الوطنية. كيف تؤجر المنشآت بأجور رمزية والبعض يقول إن الهيئة تحصل علي الملايين من وراء ذلك؟ أكيد حضرتك تقصد الملاليم فتأجير ملعب مباراة واحدة يكون مقابل50 ألف جنيه فقط في حين أن التكلفة الفعلية لاستخدام الاستاد لمباراة تبلغ200 ألف جنيه, والأمر نفسه لايجار الصالة المغطاة لمدة ساعتين مقابل1500, جنيه في حين أن التكلفة الفعلية تصل إلي10 آلاف جنيه, والذي يدفع الفارق هي الدولة, ومنذ أن توليت المسئولية كان دخل الهيئة بالكامل مليونا و800 ألف جنيه.. الآن وصل الدخل إلي27 مليون جنيه, في حين أننا نتحمل22 مليون جنيه صيانة والخطة الاستثمارية تصل إلي35 مليون جنيه, ولدينا مصروفات تصل إلي12 مليون جنيه. ماذا تقصد بكل هذه الأرقام؟ الأمر واضح فحجم الانفاق السنوي لا يمكن التقليل منه, فمثلا تتعامل مع34 شركة صيانة وتشغيل للملاعب وتنقية مياه الحمامات والزراعة والأمن, صيانة البوابات الاليكترونية, الشاشات وأجهزة اللاسلكي.. كل ذلك مقابل2 مليون و800 ألف جنيه, وأدفع كهرباء2 مليون و200 الف جنيه والمياه مقابل مليون و600 ألف جنيه, والغاز200 الف جنيه ومرتبات ومكافآت7 ملايين جنيه, فلدينا650 موظفا وعاملا بجانب الفين من الشركات التي نتعامل معها. ولماذا لا يتم استغلال المساحات الفضاء الموجودة استثماريا للحد من النفقات وضمان التطوير؟ لم نحاول حتي الآن استغلال المنشآت استثماريا كما قلت لك لكن لدينا فراغات تصل إلي12 ألف متر من الممكن استغلالها بإقامة فندق, منطقة مطاعم وسينمات, ومول تجاري والحصول علي موارد مالية في فترة ماضية حاولنا استغلالها, كما يحدث في العالم لكن الفكرة لم تجد القبول لعدم تفهم البعض, لكننا نفكر بجدية في كيفية خلق موارد مالية للصرف علي الصيانة. في العالم كله تذهب الجماهير إلي ملاعب الكرة للاستمتاع.. وفي مصر يتعرضون للمضايقات.. لماذا لا تكون منطقة الاستاد جاذبة؟ هذا سؤال مهم فنحن لدينا أكثر من62 بوابة اليكترونية بجانب12 قارئا اليكترونيا لتسهيل الدخول, وهو ما يعطينا الافضلية في دخول الجماهير بشكل حضاري, والمضايقات التي تقصدها إجراءات لمنع دخول أشياء تساعد علي العنف الجماهيري, وذلك إجراء طبيعي, ورغم ذلك تعرضت منشآت الاستاد التي هي ملك للشعب للتكسير خاصة الكراسي, ودفعنا600 الف جنيه لإصلاحها... أسأل من يفعل ذلك في أي استاد في العالم.. والنقطة الأخري تصب في مصلحة الجماهير بمعني أننا نحتاج إلي مناطق تجذب محب الرياضة, للحضور للاستاد قبل المباريات بساعات كافية للتسوق والتنزه والترفيه في المطاعم والسينمات والمول التجاري هذا ما ينقصنا حاليا. تشعرني بكلامك بأن مصر كلها تذهب للمباريات في الاستاد فماذا تقصد؟ أقصد أن منطقة هيئة استاد القاهرة تستقبل كل عام ما لا يقل عن4 ملايين مواطن يحتاجون إلي خدمات كثيرة لاننا نقدم خدمة واحدة في وقت واحد, وتوقيت واحد. وبالتالي لابد من تنوع الخدمات فقد شاهدت معظم استادات العالم وحلمت قبل أن أتولي منصبي بأن يكون لمصر استاد عالمي... والحمد لله عندما جاءت الفرصة, وتوفير الامكانيات قمنا بالتطوير المشرف لنا جميعا. ولكن الاستاد تحديدا ينقصه الكثير؟ ليس كثيرا بالمعني المعروف, فكل خدمات الجماهير داخل الاستاد متوافرة من مطاعم ودورات مياه, والأمر نفسه للصحفيين والاعلاميين وكبار الضيوف, فترقيم المدرجات اراحنا كثيرا, ولكني شخصيا أتمني تغطية سقف الاستاد, وهذا حلمي في المرحلة الحالية. تقول أن المنشآت جيدة, ولكن توجد مشكلة في سقف مجمع الصالات؟ لا توجد مشكلة وأرجوك لا تقلق الجماهير, فالذي حدث بالضبط هو هبوط بسيط في سقف مجمع الصالات, وأحضرنا الاستشاري والمهندس المصمم وكلهم أكدوا أن الهبوط وليس السقوط أقل من المسموح به عالميا. سيادة اللواء هناك طرح لدي البعض يطالب بهدم الاستاد واستغلال المنطقة بعد أن زحف العمران عليها؟ هذه دعوة متخلفة لمن يطلقها, فكيف أهدم منشآت تساوي حاليا المليارات, وتخدم البسطاء من الشعب المصري, وإذا كان الاستاد انشيء من50 عاما, فليس هذا سببا كافيا لهدمة بعد أن طورناه بشكل يشرفنا جميعا, وكثير من دول العالم لديها استادات تاريخية ووسط الكتل السكانية لكن الانضباط والالتزام يجعل الأمر سهلا علي الجميع, وبدلا من الهدم علينا التفكير في اقامة مناطق رياضية علي أطراف المدن لتسهم في حركة العمران, فإقامة أي منشأة أو ناد يرفع من قيمة المنطقة المقامة فيها. هل شاهدت منشآت كأس العالم في جنوب إفريقيا؟ أعلم ماذا تقصد لكني أؤكد لك أننا عندما نطور أي منشأة نلتزم بالحصول علي أحدث تكنولوجيا عالمية مهما كان سعرها, وهذا واجب علينا طبقا لأمكانياتنا, كما أننا نمتلك الآن بنية أساسية رياضية جيدة من الممكن تكون بداية قوية للمزيد من إقامة المنشآت, ولابد هنا من الاشادة بمساندة, وتدعيم المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة لاستمرار التطوير والارتقاء بالهيئة وأنشطتها, وشخصيا كنت معجبا بنجاح جنوب إفريقيا في التنظيم بكأس العالم بشكل جيد. تتحدث عن استاد القاهرة كما لو كان بيتك فما هو السبب؟ العمل بالنسبة لي حب وقيمة, وليس الأمر مجرد وظيفة, فمعظم وقتي أقضيه, هنا في هذا المكان وقمة سعادتي تكون في النجاح في إزالة أي تجاعيد علي وجهة الاستاد ليتخلص من الشيخوخة, ويظل شابا, كما نريده وهذا هو هدفي منذ أن التحقت بالعمل بالهيئة في10 يوليو عام95, وتعييني في رئاسة الهيئة في15 سبتمبر2002. بم تختم هذا الحوار؟! أطالب الجماهير بمعاملة الاستاد ومنشآته بما يستحق من احترام حتي يستمر التلاحم بيننا وأؤكد أمتناني للرئيس مبارك, وهو رياضي من الطراز الأول علي زياراته المتكررة للاستاد وتدعيمة المستمر للرياضة بشكل عام, فكل الشكر والتقدير للرئيس مبارك.... وشكرا لاستاد القاهرة في يوبيله الذهبي.