فيما أبدت الإدارة الأمريكية قلقها بشأن استمرار حالة الفراغ السياسي في العراق و عدم انتخاب رئيس للوزراء و لا رئيس للجمهورية منذ إجراء الانتخابات البرلمانية في مارس الماضي. شهدت الساحة السياسية في بغداد تصعيدا خطيرا ينذر بحل التحالف الوطني العراقي; حيث شن عمار الحكيم زعيم التحالف هجوما حادا علي نوري المالكي و طالبه بعدم الترشح لرئاسة الوزراء مرة أخري. ففي واشنطن, حث الرئيس الأمريكي باراك أوباما القادة العراقيين علي الاضطلاع بمسئولياتهم و الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة, مؤكدا أن الوقت قد حان للأطراف العراقية كي تشكل حكومة لوضع حد للفراغ السياسي المستمر منذ أربعة أشهر في بغداد. وقال بيان للبيت الأبيض إن أوباما أدلي بهذه التصريحات عقب لقائه السفير الأمريكي في بغداد كريستوفر هيل وقائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال راي أوديرنو في البيت الأبيض, حيث بحثوا الأوضاع السياسية في بغداد و خطة سحب القوات الأمريكية من العراق. ورحب أوباما بتقرير أعده أوديرنو يفيد بأن القوات الأمريكية ستستكمل سحب قواتها من العراق إلي مستوي50 ألف جندي بحلول نهاية شهر أغسطس المقبل. و كان جوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكي قد أجري أمس الأول اتصالا هاتفيا بكل من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وزعيم القائمة العراقية رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي حثهما فيه علي تشكيل حكومة تمثل جميع أطياف الشعب العراقي. وعبر أوباما عن أسفه الشديد لسقوط ضحايا الهجوم الصاروخي علي المنطقة الخضراء الذي أسفر عن مقتل اوغنديين اثنين ومواطن من بيرو يعملون لشركة للامن مستأجرة لحماية منشات امريكية في العراق. وفي تصعيد جديد يشير إلي تأزم الأوضاع السياسية في العراق, دعا عمار الحكيم زعيم الائتلاف الوطني العراقي رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي الي التخلي عن ترشحه لولاية جديدة.واعتبر الحكيم أن امتناع المالكي عن الترشح ضروري بسبب ما وصفه بالتحفظات علي شخصه وادائه. ورأي الحكيم أن علي السياسيين العراقيين أن يكثفوا مساعيهم للوصول الي رؤية واضحة وحاسمة لاختيار رئيس وزراء جديد للعراق كي لا تشهد البلاد خرقا دستوريا جديدا حسب تعبيره. وجاءت تصريحات الحكيم حول المالكي في كلمته التي ألقاها أمام الملتقي الإسلامي, في الوقت الذي بدا فيه الحراك السياسي علي اشده بين الكتل السياسية المتنافسة, مع اقتراب موعد جلسة البرلمان العراقي في الثامن و العشرين من الشهر الحالي, والتي من المفترض ان يتم خلالها انتخاب رئيس للبرلمان ورئيس الجمهورية. واثارت دعوة الحكيم للمالكي بالتخلي عن ترشحه لولاية جديدة أصداء واسعة علي المشهد السياسي وفي أوساط التحالف الوطني العراقي الذي وجد البعض فيها انذارا بحل التحالف. فمن جانبه, وصف عزت الشهبندر عضو ائتلاف دولة القانون في تصريحات ل بي بي سي دعوة الحكيم تصعيدا من جانب الائتلاف الوطني مما يشير إلي فك التحالف بين الائتلافين.وقال ان الحكيم عبر هذا التصريح والتصعيد الاخير الذي جعل من المسألة شخصية الي حد بعيد قذف بالتحالف الي المجهول. وأضاف: إذا اصبح الحكيم يناقش المالكي علي الهواء الطلق وبهذه الطريقة المشخصنة بامتياز, اعتقد أن لا مبرر لوجود التحالف والافضل ان يقول: نحن نفك ارتباطنا بالتحالف الوطني, والافضل ايضا ان يمنع لجانه من استمرار الحوار مع لجان دولة القانون. وفي الوقت نفسه, نفي حميد المعلة عضو الائتلاف الوطني العراقي في تصريح ل بي بي سي وجود ضغط إيراني من أجل اختيار نوري المالكي مرشح ائتلاف دولة القانون لتشكيل الحكومة الجديدة, مؤكدا أن عددا كبيرا من القوي السياسية قد أجمع علي رفض اختيار المالكي كمرشح لرئاسة الحكومة. وكان الحكيم قد تطرق الي الحديث الدائر عن تقليل صلاحيات رئيس الوزراء الجديد وحدد موقف ائتلافه من ذلك بالقول: اذا اردنا ان نتصفح الدستور العراقي وهو المرجعية القانونية لنا لا نجد في هذا الدستور من مادته الاولي الي مادته الاخيرة مجالا واحدا يذكر فيه منصب رئيس الوزراء وانما يذكر رئيس مجلس الوزراء فمن يخوض في هذا المطلب فهو ليس رئيسا للوزراء وانما هو رئيس لمجلس يتخذ الوزراء القرار فيه ولا بد من الالتزام بهذه التعريفات للدستور والصلاحيات التي يحددها لأي موقع من المواقع.