رصاصات الغدر من خارج مصر وداخلها أنهت بغير جرم حياة مصريين أبرياء مسلمين ومسيحيين جمع بينهم أداء الواجب.. فيهم من وقف حارسا علي حدود بلاده الملتهبة بعبث المتطرفين الحاقدين المتاجرين بآلام بني وطنهم. وفيهم من كان يحتفل بعيد الميلاد خاشعا متضرعا إلي الله أن يكون العام الجديد عام خير وبركة له ولأمته. وفيهم من كان يحرس إخوة له في الوطن ويشاركهم مثل كل المصريين فرحتهم بعيدهم, وقد أطاحت رصاصات الغدر بالجميع وفجرت أحزانا في كل بيت. الذي وقع في رفح وفي الصعيد هو وليد شرعي لأفكار التطرف والخروج علي إجماع الأمة, وسواء أكانت الأسباب وراء الحادثين سياسية أم اجتماعية فهي تعبير عن أفكار متطرفة لاتزال تجد من يشجعها ويوفر لها مناخا ترتع فيه, فليس بالضرورة أن يعبر الإرهاب المنظم أو غير المنظم عن نفسه بمتفجرات يلقي بها هنا أو هناك, ولكنه بمثل هذه الأحداث يفجر أزمات ويثير المخاوف بين الجميع. سقط الشهيد أحمد شعبان برصاصات التطرف الفلسطيني غدرا ونذالة..اغتالته الأيدي التي ترفع الإسلام شعارا, وتتحدث في كذب عن الأخوة والتضامن بين المسلمين.. سقط جندي مصري ليزيد عدد الشهداء المصريين من أجل فلسطين شابا جديدا, ولكنه سقط هذه المرة برصاص الغدر بعد أن عاش أهله زمنا يقتطعون من قوتهم وموارد بلادهم حتي يقف هو ورفاقه المصريون دفاعا عن أرض ورثها هؤلاء القتلة المرابون.. دفع أحمد شعبان ومن سبقوه علي درب الشهادة من المصريين أرواحهم حتي تستمر مسيرة الكفاح من أجل أرض الأشقاء التي تسلط عليها اليوم أراذل الفلسطينيين. حين كتبت الجمعة الماضية عما يفعله هؤلاء المتاجرون بأهلهم وقوتهم في غزة تلقيت رسالة من فتاة فلسطينية ترجو أن أنقلها إلي الأهل في مصر.. تقول الرسالة: ليعلم كل مصري في أرضكم أننا نحبكم ونقدر تضحياتكم من أجل فلسطين.. وليعلم كل مصري أننا نكره أولئك الذين فرضوا بقوة السلاح سطوتهم علينا فاستضعفونا وتآمروا علينا وعلي حقنا في الحياة الكريمة التي تعملون من أجلها لنا. لمثل هؤلاء من الفلسطينيين عملت مصر وسوف تعمل ولن نؤاخذ الفلسطينيين بفعل السفهاء منهم.. ولكننا ينبغي ألا نصمت علي جرائمهم ولا علي اجترائهم علي حقوق مصر ودماء أبنائها.. ولن تنفع تلك الحفنة المأجورة اعتذاراتهم عن فعلتهم الشنعاء بحق دماء مصرية سفحتها أيدي المتطرفين.. لن تنفعهم مغامرات جورج جالاوي والنجومية التي يبحث عنها في فضائيات العرب, فشريان الحياة لفلسطين كان شريانا مصريا في المقام الأول ومنذ زمن بعيد. علي جلوي إذا كان يبحث عن الحق الفلسطيني أن يذهب إلي مجلس العموم البريطاني ويحث الاوروبيين والأمريكان من البلد الذي أطلق وعد بلفورد, وأن يجبر إسرائيل علي الأسحاب من الأراضي المحتلة وإنهاء الحصار عن قطاع غزة. العبث والتطرف الذي غيب عن دنيانا الشهيد أحمد شعبان هو نفسه العبث والتطرف الذي حصد أرواح المسيحيين وجندي الحراسة المسلم أمام الكنيسة في ليلة عيد الميلاد.. ولم يكن هذا الحادث الإجرامي أمام مطرانية نجع حمادي وكنيسة العذراء تعبيرا عن الطائفية, كما يروق لبعض المحللين داخل مصر وخارجهاالحديث دائما, فهي تقفز إلي سطح الحوار في المجتمع كلما هزت جريمة من هذا النوع وجدانه, ان الحصول علي الحقوق له آلياته ومساراته, ولكن الإقدام علي عمليات الغدر والقتل له مغزي آخر.. فأي علاقة للحقوق بما وقع من جريمة بشعة ليلة عيد الميلاد. الحقيقة أن قطاعات واسعة من المجتمع وقعت ضحية فكر ديني متطرف تمدد علي حساب الشعور بالوطنية المصرية التي جمعت بين المصريين كثيرا ومكنتهم من تجاوز العديد من الأزمات والأخطار.. ولكن الوطنية المصرية ظلت مرجعا نلجا إليه في أوقات الشدة, وكان أولي بنا أن نجعلها مسيرة حياة يومية لكل مصري يعيش في الداخل أوالخارج, فالشعور الدائم بالوطنية المصرية كفيل بمواجهة تراجع التسامح في الحياة الاجتماعية المصرية وتجاوز الكثير من المشكلات التي تقذف بها الاجتهادات الدينية الخاطئة في وجه الجميع, وكفيل ايضا بمواجهة حالة العزلة التي رضي بها المتطرفون علي الجانبين, وما أدت إليه من رفض للآخر. ما حدث في نجع حمادي سلوك إجرامي بكل المعايير أقدم عليه من لانتوقع منهم فهما للدين أو حرصا عليه. فلو كان الأمر كذلك لكان المسيحيون أولي بالرعاية والتراحم من المسلمين في هذا البلد.. ولكنه الجهل بالدين وضرورات الحياة في مجتمع مدني معاصر. وهو جهل اكتسب المزيد بفعل التطرف السائد في المنطقة بأسرها. ومهما يكن أمر الحقوق التي تتداولها الأحاديث عقب جريمة نجع حمادي, فإنها جريمة قابلة للتكرار ما بقي التسامح بيننا غائبا, وبقي التنادي القبلي لنصرة فريق علي آخر بحق وبدون حق, حيث تعبر القبلية عن نفسها في التمايز الديني. إن الشعور بالوطنية المصرية في كل مجالات حياتنا اليومية هو الأولي الآن بالاهتمام, ومن ثوب الوطنية سوف تستقر الحقوق وتترسخ مفاهيم التسامح والاندماج لتكشف عن وجه مصر الحقيقي. لمثل هؤلاء من الفلسطينيين عملت مصر وسوف تعمل ولن نؤاخذ الفلسطينيين بفعل السفهاء منهم.. ولكننا ينبغي ألا نصمت علي جرائمهم ولا علي اجترائهم علي حقوق مصر ودماء أبنائها.. ولن تنفع تلك الحفنة المأجورة اعتذاراتهم عن فعلتهم الشنعاء بحق دماء مصرية سفحتها أيدي المتطرفين.. لن تنفعهم مغامرات جورج جالاوي والنجومية التي يبحث عنها في فضائيات العرب, فشريان الحياة لفلسطين كان شريانا مصريا في المقام الأول ومنذ زمن بعيد. علي جالاوي إذا كان يبحث عن الحق الفلسطيني أن يذهب إلي مجلس العموم البريطاني ويحث الأوروبيين والأمريكان من البلد الذي أطلق وعد بلفورد, وأن يجبر إسرائيل علي الانسحاب من الأراضي المحتلة وإنهاء الحصار عن قطاع غزة. العبث والتطرف الذي غيب عن دنيانا الشهيد أحمد شعبان هو نفسه العبث والتطرف الذي حصد أرواح المسيحيين وجندي الحراسة المسلم أمام الكنيسة في ليلة عيد الميلاد.. ولم يكن هذا الحادث الإجرامي أمام مطرانية نجع حمادي وكنيسة العذراء تعبيرا عن الطائفية, كما يروق لبعض المحللين داخل مصر وخارجها الحديث دائما, فهي تقفز إلي سطح الحوار في المجتمع كلما هزت جريمة من هذا النوع وجدانه.. إن الحصول علي الحقوق له آلياته ومساراته, ولكن الإقدام علي عمليات الغدر والقتل له مغزي آخر.. فأي علاقة للحقوق بما وقع من جريمة بشعة ليلة عيد الميلاد. .............................................................. الحقيقة إن قطاعات واسعة من المجتمع وقعت ضحية فكر ديني متطرف تمدد علي حساب الشعور بالوطنية المصرية التي جمعت بين المصريين كثيرا ومكنتهم من تجاوز العديد من الأزمات والأخطار.. ولكن الوطنية المصرية ظلت مرجعا نلجأ إليه في أوقات الشدة, وكان أولي بنا أن نجعلها مسيرة حياة يومية لكل مصري يعيش في الداخل أوالخارج, فالشعور الدائم بالوطنية المصرية كفيل بمواجهة تراجع التسامح في الحياة الاجتماعية المصرية وتجاوز الكثير من المشكلات التي تقذف بها الاجتهادات الدينية الخاطئة في وجه الجميع, وكفيل أيضا بمواجهة حالة العزلة التي رضي بها المتطرفون علي الجانبين, وما أدت إليه من رفض للآخر. ما حدث في نجع حمادي سلوك إجرامي بكل المعايير أقدم عليه من لانتوقع منهم فهما للدين أو حرصا عليه. فلو كان الأمر يتعلق بالدين لكان المسيحيون أولي بالرعاية والتراحم من المسلمين في هذا البلد.. ولكنه الجهل بالدين وضرورات الحياة في مجتمع مدني معاصر. وهو جهل اكتسب المزيد بفعل التطرف السائد في المنطقة بأسرها. ومهما يكن أمر الحقوق التي تتداولها الأحاديث عقب جريمة نجع حمادي, فإنها جريمة قابلة للتكرار ما بقي التسامح بيننا غائبا, وبقي التنادي القبلي لنصرة فريق علي آخر بحق وبدون حق, حيث تعبر القبلية عن نفسها في التمايز الديني. إن الشعور بالوطنية المصرية في كل مجالات حياتنا اليومية هو الأولي الآن بالاهتمام, ومن ثوب الوطنية سوف تستقر الحقوق وتترسخ مفاهيم التسامح والاندماج لتكشف عن وجه مصر الحقيقي.