باريس من نجاة عبد النعيم: فلم تكد فرنسا تنتهي بعد من الجدل حول فضيحة بيتنكور, حتي برزت من جديد مشكلة المهاجرين بسبب أحداث عنف جديدة اندلعت في إحدي مدن جنوب البلاد, وذلك فيما وصف ب ثورة المهمشين. اليوم العاصف الذي شهدته مدينة جرينوبل الجنوبية كان أبطاله من المهمشين الذين يضمون شباب الأقليات العرقية والدينية, حيث تم إضرام النيران في عشرات من السيارات, ووقعت مصادمات عنيفة مع قوات الشرطة عقب مقتل شاب علي أيدي الشرطة قبل42 ساعة. وذكرت مصادر محلية أن جموع الشباب الغاضب أعدت كمينا لقوات الشرطة وبادرت بإطلاق النار عليها, مما أجبر الشرطة علي الرد بإطلاق النيران والغاز المسيل للدموع. وقالت بريجيت جوليان المتحدثة باسم الشرطة إن أعمال الشغب انتهت بإضرام النيران في أكثر من ثلاثين سيارة وإلحاق أضرار بعدد من المحال والمنشآت التجارية. وهاجم الشباب المسلح بالعصي الحديدية ومضارب البيسبول عربات ترام بالمدينة و أجبروا الركاب علي مغادرتها. أعمال العنف تفجرت فور انتهاء مراسم دفن كريم بودودا-27 عاما- والذي لقي حتفه قبل يوم واحد برصاصات الشرطة الفرنسية أثناء تدخلها لمنعه من سرقة ملهي بالقرب من جرينوبل. وأكدت مصادر الشرطة في حينها أن الشاب القتيل كان مسلحا, وأنه تبادل إطلاق النار مع الشرطة. واعتقلت الشرطة أمس أحد الشباب علي هامش أعمال الشغب. ومن المتوقع أن تشهد تلك المدينة الفرنسية الواقعة علي الحدود مع إيطاليا والمعروفة ب شيكاجو فرنسا تصاعدا في أعمال العنف في الفترة المقبلة, وهو ما دفع عمدة المدينة إلي مطالبة الحكومة الفرنسية بتكثيف التواجد الأمني بها للسيطرة علي المشاكل الأمنية المتكررة هناك وحماية الأهالي خلال الفترة المقبلة. يأتي الحادث كتذكرة بسلسلة من المصادمات بين شباب الفئات المهمشة في الضواحي الباريسية والمدن النائية وقوات الشرطة التي تتهمها هذه الفئات بالتزام سياسة تصادمية بشأنها.