شهدت فرنسا أمس أشد حالات التشاحن السياسي و ذلك خلال جلسة عاصفة بالبرلمان لمناقشة فضيحة تورط الرئيس الفرنسي تلقى اموالا من مليارديرة فرنسية . وجاء التحقيق مع نيكولا ساركوزي في تلقي150 ألف يورو من المليارديرة الفرنسية الشهيرة ليليان بيتنكور صاحبة شركة لوريال باريس لتمويل حملته الانتخابية عام2007.و تبادلت المعارضة و الحزب الحاكم الاتهامات في الجلسة التي انتهت بانسحاب النواب الاشتراكيين من النقاش احتجاجا علي سياسة الرئيس الفرنسي. و شنت زعيمة الحزب الاشتراكي المعارض مارتين اوبري هجوما عنيفا علي حكومة ساركوزي قائلة انها تلتقط انفاسها الاخيرة و ان الفرنسيين ضاق بهم الامر و انخفضت معنوياتهم ولم يعد لديهم ثقة في رجال الدولة نظرا لفقدان الشفافية وتفاقم قضايا الفساد داخل الحكومة, واشارت الي ان الازمة المعنوية التي يعيشها الفرنسيون من شأنها ان تتحول الي ازمة سياسية خطيرة. كما ادلت مرشحة الرئاسه السابقة الاشتراكية سيجولن رويال- رئيسة اقليم بوتو شارنت حاليا- بتصريحات نارية ضد ساركوزي قائلة ان فرنسا تحتاج الي الالاف من آلات الكارشير وهي ماكينة تضخ المياه عبر مواسير ضخمة لتنظيف البلاد من سياسة ساركوزي مستخدمة بذلك نفس العبارة التي ادلي بها ساركوزي في احدي ضواحي باريس عندما كان وزيرا للداخلية حيث وعد الاهالي بتنظيف المنطقة من الشباب المشاغبين في اشارة الي المهاجرين العرب والافارقة بآلة الكارشير. و في المقابل وصف وزير المالية فرنسوا براون قضية لوريال بأنها تصفية حسابات متهما المعارضة الاشتراكية بانها تنتهج اساليب فاشية في مهاجمة الحكومة.مما اثار غضب الحزب الاشتراكي ودفع نوابه الي الانسحاب من الجلسة. ومن جانبه, لم يعلق ساركوزي بنفسه حتي الآن علي انباء تلقيه اموال من بيتنكور الا انه اكتفي بالتنديد ضمنيا بالوشايات التي تهدف الي تشويه صورته بدون اي اساس للصحة و ذلك في تصريح له علي هامش مائدة مستديرة حول الصحة. و كان مكتب ساركوزي قد نفي امس الاول تلك الانباء واصفا ايها بالكاذبة. و كانت الحملة الشعواء الحالية ضد حكومة ساركوزي قد تصاعدت بعد تصريحات ادلت بها مديرة حسابات المليارديرة ليليان بيتنكور اشارت فيها الي المليارديرة الشهيرة اعتادت دفع مبالغ نقدية طائلة للسياسيين من بينهم ساركوزي. واضافت ان وزير العمل الحالي اريك ويرت قد تلقي عندما كان يعمل المسئول المالي لحملة ساركوزي الانتخابية عام2007 150 الف يورو من حسابات ليليان لتمويل حملة ساركوزي. كما اكدت المحاسبة ان ساركوزي نفسه كان ضمن نخبة من السياسيين الفرنسيين الذين اعتادوا الحصول علي مبالغ مالية قيمتها50 الف يورو. ومن المقرر ان يعقد البرلمان الفرنسي جلسة استماع اخري يوم13 يوليو الجاري للتحقيق في ملف بيتنكور و في اليوم ذاته سيلقي ساركوزي خطبة يوضح فيها الامور للمواطنيين الفرنسيين الذين اعرب69% منهم عن عدم ثقتهم في الحكومة الحالية وفقا لاحدث استطلاعات الرأي. البرلمان الفرنسي يستعد للتصويت علي حظر النقاب رغم تحفظ المعارضة الاشتراكية باريس وكالات الأنباء: قررت المعارضة الاشتراكية الفرنسية أمس مقاطعة التصويت علي مشروع قانون حظر ارتداء المسلمات للنقاب في فرنسا, وذلك احتجاجا علي منع استخدامه في جميع الأماكن العامة. ونقل أحد مسئولي الحزب الاشتراكي الفرنسي عن مارتين أوبري زعيم حزب المعارضة الاشتراكي الفرنسي قوله أمام أعضاء مجلس النواب أنه لن يكون عقبة أمام اقرار القانون رغم تحفظه عليه.