ما من شك فى أن أصداء الإستضافة الناجحة لكأس العالم 2010 بإعتراف الجميع هى أمر سيلمسه سكان جنوب أفريقيا أكثر فأكثر خلال الأيام القليلة المقبلة. والأمر المؤكد منذ الآن هو أن البطولة زرعت في قلوب مواطني بلاد قوس قزح شعورا جديدا بالفخر والثقة والتفاؤل, بينما فتح هذا المهرجان الكروي فصلا جديدا ليس في تاريخ بلاد نيلسون مانديلا فحسب, بل في القارة السمراء برمتها. وقال موقع الفيفا: صحيح أن أسبانيا خرجت منتصرة في عروس البطولات علي المستطيل الأخضر, إلا أن جنوب أفريقيا فازت بقلوب وعقول الملايين حول العالم. لقد جلب كأس العالم معه أملا جديدا لهذه القارة وإيمانا حقيقيا بإمكانيات هذه البلاد التي كثيرا تم التشكيك في قدرتها علي استضافة هذا الحدث الكروي الضخم. ويحق لسكان جنوب أفريقيا أن يفخروا بهذا المجد الذي صنعوه. وكما قال ديزموند توتو كبير أساقفة جنوب أفريقيا, فإن هذا يمثل معجزة جديدة لدولة قوس قزح التي خرجت من ماض أليم منذ16 سنة فقط لتأخذ مجددا مكانها الصحيح بين دول العالم.وقال جاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا: لقد شهدنا تدفقا لشعور الفخر الوطني لدي جميع الأعراق والثقافات. الأمر الأكيد هو أن أفريقيا لن تعود كما كانت في السابق. لقد تغيرت نظرة العالم بأسره إلي هذه القارة. فعندما يفكر الناس بالأفارقة الآن, سرعان ما يتبادر إلي أذهانهم شعوب قادرة علي الاضطلاع بكل شيء بنفسها. إن نشوة الفرح التي جلبتها البطولة ألهمت القارة علي أن تحلم بالكثير وإلي ما هو أبعد من هذا الحدث الكروي, وليس من المفاجئ بعد ذلك أن يسود في جنوب أفريقيا إيمان راسخ بقدرتها علي تنظيم أحداث عالمية أخري. لكن بلاد قوس قزح قطعت شوطا كبيرا منذ أن نالت شرف استضافة كأس العالم.2010 كان ذلك مشوارا حافلا, إلا أن أهم ما ميزه كان الأمانة والثقة وهما أمران أثبتا نجاحهما علي كافة المقاييس. وبالنسبة لمواطني جنوب أفريقيا العاديين, فقد كانت هذه فرصة لكتابة فصل جديد وبحروف من ذهب في تاريخ بلادهم علي الأخص والقارة السمراء عموما, حيث قال آرون تشينهارا إننا فخورون لكوننا أفارقة. لقد شهدنا طوال البطولة اختلاط الناس من جميع الأعراق والأديان والعقائد سوية وبكل ألفة ومحبة. يجسد هذا خطوة نحو الأمام. لم نعد بعد اليوم قارة الأمراض والفقر, بل قارة الفرح والسعادة والخير. أما مواطنه مارك سميث, فقد قال: إننا فخورون بهذه اللحظة. كانت هذه نسخة رائعة من كأس العالم. لقد عاشت بلادنا أياما مذهلة.من جانبها, امتدحت وسائل الإعلام المحلية نجاح البطولة. وتحت عنوان جنوب أفريقيا تسكت كل المتشائمين, قالت صحيفة إنديبيندنت أونلاين: يجب علي المشككين أخيرا أن يسحبوا كلماتهم. ليس من الغريب أن تحصد جنوب أفريقيا اليوم المجد من شعورها بالرضا بما حققته وثقتها الكبيرة بإمكانياتها.أما صحيفة بريتوريا نيوز, فقد كتبت: هنيئا لك يا جنوب أفريقيا. يمكننا الآن أن نرفع أيدينا عاليا بعد انتهاء هذه النسخة الرائعة من كأس العالم. ربما كان الاكتشاف الأشهر في كأس العالم2010 هو الفوفوزيلا التي تحولت إلي هوس بالنسبة لعشاق كرة القدم الذين توافدوا إلي البلاد من كل حدب وصوب, فتعرفوا علي هذه الآلة الفريدة بعيد وصولهم إلي جنوب أفريقيا. وقد تعهد أحفاد نيلسون مانديلا منذ الآن بأنهم يتطلعون إلي استضافة أحداث عالمية أخري بعد أن نجحوا في الامتحان الأهم بتنظيم أم البطولات.