يبحر الباحث والناقد الدكتور أحمد سخسوخ في عالم شكسبير ليقدم للمكتبة العربية كتابه المهم تجارب شكسبيرية في عالمنا المعاصر. و يتنقل الكاتب بين هاملت وعطيل والملك لير وماكبث وتاجر البندقية وروميو وجولييت وغيرها من الأعمال الخالدة عارضا للتجارب التي تناولتها ورؤي المخرجين المختلفة لها سواء في الغرب أو الشرق يقول الدكتور أحمد سخسوخ في أحد فصول الكتاب: قدمت مسرحية الملك لير في معالجات مختلفة سواء علي خشبة المسرح لمسرحية أو أوبرا أو باليه أو علي الشاشة فيلما سينمائيا أو تليفزيونيا ونلقي هنا ببعض الظلال علي بعض المعالجات الأوروبية والمصرية.. إن الثراء الشديد الذي تتميز به مسرحية لير أعطاها إمكانية كبيرة في تفسيرات المخرجين وتناولهم لها.. فنحن نجدها قدمت كأوبرا قدمتها فرقة أوبرا برلين ووضع موسيقاها ايبرت رايمارن وأخرجها هاري كويغر.. وقد استخدم هذا العرض كل إمكانيات الخشبة المسرحية من موسيقي.. أصوات إضاءة.. ديكور.. مستويات حركات.. مؤثرات سمعية.. دمي مسرحية. لكي يؤكد عجز لير وضعفه في النهاية مؤكدا عدمية العالم وعبثيته.. ولم تكن هذه الأوبرا هي الأولي في العالم عن مسرحية لير.. وإنما قدمت كأوبرا في روسيا القيصرية عام1858 كتبها ميلس أبالاكيرف وفي عام1899 حول ديبوس المسرحية الي دراما موسيقية وتحولت الي السينما ومن أشهر من أخرج النص للسينما الروسي كوزنتسيف والياباني أكيراكيروسلوا ويستمر الدكتور سخسوخ في عرض تجارب المخرجين الذين تناولوا لير في النمسا وانجلترا ثم يتوقف أمام الرؤي المصرية للملك لير حيث قدمت في قاعة صلاح عبدالصبور بمسرح الطليعة من إخراج محمد عبد الهادي وقد ركز المخرج من وجهة نظر الكاتب في تفسيره للعرض علي الجانب الكوميدي من منظور البهلول الذي يتحول في المسرحية الي الشخص المركزي في أحداثها.. ثم يتناول سيمفونية لير التي طرحها المخرج انتصار عبد الفتاح في رؤية تجريبية موسيقية.. وأخيرا يتوقف أمام الملك لير قدمها المخرج الكبير أحمد عبد الحليم علي المسرح القومي لعدة مواسم ناجحة. ويقول الدكتور سخسوخ منذ أن مثل أحمد عبد الحليم دور عطيل لشكسبير في أثناء بعثته في إنجلترا وهو يعشق شكسبير بطريقته الخاصة.. وكانت قصيدة لير كما يحلو لبعض النقاد تسميتها هي إحدي معشوقاته.. وقد صبغ عليها من ذاته ليجعلها معاصرة وفي الوقت نفسه لم يفصلها عن عواملها الشكسبيرية وعن أصولها الأولي.. والكتاب لايكتفي بعمل تاريخ ورصد للتجارب المختلفة التي تناولت روائع شكسبير, وإنما يضيف اليها النقد والتحليل فيما شاهده الناقد من أعمال كما يزخر الكتاب بالعديد من الصور الفوتوغرافية والمرسومة لمشاهد من المسرحيات أو لبعض الممثلين والمخرجين العالميين.. وكذلك ملصقات الدعاية لتلك العروض مما يجعل من القراءة متعة ذهنية وبصرية.