تحقيق: منال الغمري : يتعرض15 طفلا من ذوي الاحتياجات الخاصة وتتراوح أعمارهم بين سنة و10 سنوات لمحنة شديدة داخل جمعية الأولاد بالمعادي وذلك بمحاولة طردهم من مركز التأهيل الذين يتعلمون فيه تعديل سلوكهم والاعتماد علي النفس. وكذلك وتأهيلهم للتعامل مع المجتمع بحجة تغيير نشاط الجمعية من رعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة إلي مشروع للأسر المنتجة برغم أن السفارة الهولندية تبرعت لبناء وتأسيس هذا المركز منذ أكثر من19 عاما لخدمة الأطفال المعاقين وتقول علياء عبد المجيد مديرة مركز الأولاد ذوو الاحتياجات الخاصة بالمعادي إن قصة هذا المركز بدأت عام1992 عندما قامت جمعية الانرويل في المعادي بمخاطبة السفارة الهولندية برغبتها في إنشاء دار لرعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بمنطقة دار السلام, ووافقت السفارة علي التبرع لبناء مبني مساحته70 مترا لذوي الاحتياجات في14 شارع عمر متفرع من شارع النصر بالمعادي بعد أن خصصت المحافظة قطعة الأرض( أملاك الدولة) لصالح جمعية نادي سيدات روتاري جنوبالقاهرة( الانرويل) والمقام عليها حاليا مركز طبي لرعاية الأسرة ومركز لذوي الاحتياجات الخاصة بايجار قدره جنيه لكل متر في السنة علي أن تظل الأرض ملكا للمحافظة ويلغي التخصيص في حالة مخالفة الاشتراطات البنائية أو اقامة أنشطة بديلة خلاف المحددة بهذا القرار وتم تجهيز المبني وتأسيسه عام92 إلا أن الجمعية فشلت في استخدامه لعدم وجود كوادر من ذوي الاحتياجات فخاطبت السفارة الهولندية لتحويل نشاط المكان والمبني من رعاية الأطفال المعاقين الي مشروع للأسر المنتجة الفقيرة إلا أن السفارة الهولندية رفضت تعديل النشاط وقامت بمخاطبة وزيرة الشئون الاجتماعية وقتها بذلك كما أصدرت خطابا بأن المكان مخصص للاطفال المعاقين وأن أي تغيير في النشاط سيترتب عليه سحب المنحه وإعادتها للسفارة تفاقم المشكلة تضيف مديرة المركز قائلة لم تجد سيدات الأنرويل حلا لهذا المأذق سوي مخاطبتي كمديرة وصاحبة جمعية براعم الإيمان للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والتي كانت في طريقها للإشهار بنقل الأطفال المعاقين إلي المركز لإدارة المكان, وتم ذلك بالفعل عام1998. وبدأت بعد21 طفلا وطفلة تخرج منهم5 أولاد وفتاة بعد أن بلغوا سن18 سنة وتم تعليمهم حرفة وتوفير فرص عمل لهم في بعض الشركات. وبدأت المشكلة الكبري كما تقول علياء عندما حاولت جمعية سيدات الأنرويل بالمعادي إشهار الجمعية علي نادي اليخت بالمعادي فقد أصبحت مخالفة لقانون الجمعيات الأهلية لسنة2001 الذي نص علي أن يكون مقر الجمعية ثابتا ولايجوز الإشهار علي النوادي أو الفنادق ومن هنا نشأ الخلاف حيث قرر أعضاء الجمعية تشريد الأطفال المعاقين بدعوي تغيير النشاط ولجأوا الي القضاء لرفع دعوي لطرد الأطفال ومديرة المركز من المكان حيث رفضت الدعوي في الدرجة الأولي وحكم بطرد مديرة المركز وفي الدرجة الثانية حكم القضاء بطرد المديرة ولم يحكم بطرد الأطفال أو غلق المكان. المهم الأطفال وتؤكد مديرة المركز أن المهم هم الأطفال واستمرار تقديم الرعاية والخدمات الصحية والاجتماعية لهم فالمركز لابد أن يستمر سواء بوجود علياء أو بعدم وجودها وإنما نرفض طرد وتشريد هؤلاء الأطفال وبدلا من رفع قضايا طرد وإنفاق مبالغ مالية كبيرة علي المحاكم والمحامين كان تم صرف هذه المبالغ في تدبير مقر آخر لهؤلاء الأطفال طالما أن جمعية سيدات الانرويل في حاجة ملحة لهذا المكان! لذا تناشد مديرة المركز محافظ القاهرة ورئيس مجلس إدارة جمعية سيدات الانرويل والسفارة الهولندية تنفيذ القرار رقم184 لسنة2007 بعدم تغيير النشاط المقام علي قطعة الأرض المملوكة للدولة والمقام عليها مركز طبي لرعاية الأسر ومركز لذوي الاحتياجات الخاصة والتراجع عن توزيع الأطفال علي دار القدس وغيرها لأن هذه التجربة أثبتت فشلها حيث تم بالفعل إرسال طفلين لدار القدس لمدة شهر ثم امتنعت جمعية الانرويل عن سداد المبالغ المتفق عليها مع الدار وتشريد الطفلين ولم يجدا مأوي لهما.