الفنان سمير العصفوري من المخرجين القلائل الذين جمعوا بين القطاعين العام والخاص محققا نفس النجاح وهو لايجد في هذا أي غرابة. ويقول: عندما سافرت إلي فرنسا في عام1968 أدركت أنه ليس هناك خطوط حمراء بين القطاع العام والقطاع الخاص.. ورأيت في فرنسا اساطين المسرح يعملون في القطاع الخاص بل ويقدمون فنا أقرب إلي الترفيه المطلق.. وأن هناك موجة سائدة لتقديم الكباريه السياسي.. وبعد العودة- يشير بأسلوبه الساخر وجدت أن أفضل وسيلة لإنقاذ نفسي من الإفلاس وانقاذ سيارتي في الجمرك هي الاقتران الفني بالمنتج الكبير سمير خفاجي... ومثلما يلقبون الشاعر مطران بشاعر القطرين أصبحت أنا مخرج القطاعين.. وحول انصراف الجمهور عن المسرح هذه الأيام يقول سمير العصفوري: هناك عشر أو خمس عشرة فرقة من القطاع الخاص تكسرت تحت سيقان صناع السينما والتكنولوجيا الحديثة الحركة شبه متوقفة ولقد كان مسرح عادل إمام هو المعقل الأخير وتوقف هذا العام ربما بسبب قصر موسم الصيف- أما عن غيابه بعض الوقت عن القطاع العام فسببه أن هناك زحاما شديدا من المبدعين للحصول علي فرص في المسارح القليلة الموجودة.. وأنا حصلت علي حقي من الفرص الذهبية علي مدي50 عاما ولايجوز لي أن ادخل في المنافسة. وبالتأكيد لن أعود إلا إذا وجدت عملا يضيف لي الجديد والحل الوحيد لإنقاذ المسرح من الترهل واعادة جذب الجمهور هو فهم المتغيرات الجديدة وعدم التمسك بأشكال لم تعد مناسبة لأذواق الناس.. لقد أدرك الفنان فاروق حسني هذه المشكلة قبل عشرين عاما عندما أصر علي تبني مهرجان المسرح التجريبي وتطوير شكل المسرح لدينا.. وعندما سافرت إلي باريس وأردت زيارة المسرح الشعبي لجان فيلار وجدت التليفزيون الفرنسي قد استولي علي هذا المسرح وأصبح يقدم فيه شكلا متطورا من المنوعات الفنية مستعينا برسائل التكنولوجيا الحديثة وبعد هذه الزيارة قررت أن أكون عامل ديلفري واقوم بتوصيل المسرح للمنازل عن طريق برنامج تليفزيوني يكون هدفه تقديم فنون المسرح برؤية تناسب العصر.. وفرنسا أم الفنون تعمل بشعارات: المسرح في بيتك والكوشير في بيتك, صحيح أن هذا يفقدنا حاجز التجمع العام لكنه علي الأقل يبقي علي روح المسرح وعلي وجوده وقد آمن معي المهندس أسامة الشيخ بهذه الفكرة حتي استطعنا تقديم البرنامج وعرضت من خلاله عشرات القضايا الإنسانية بالاضافة للخدمة الثقافية الرفيعة.. أما عن مشروعي الجديد للعودة إلي مسرح الدولة فنقدم ياساكني مصر من تأليف يسري الجندي وهي اعادة رؤية لعرض قديم قدمناه معا بعنوان حدث في وادي الجن حيث يحتفل الجد في واديهم باستقبال الشاعرين الكبيرين أحمد شوقي وحافظ ابراهيم ويقيمون لهما مساجلة ومقارنة ويقول العرض انه علي الرغم من اختلاف صوت شوقي الأمير عن صوت حافظ ابن الشعب فإنه أمام المشروع القومي والخطر يصبحان صوتا واحدا.. والمسرحية تنادي عموما بتوحيد الأصوات والجهود لصالح قضايا الوطن.