إذا عصرت منديله فسوف تنهمر منه فيضانات عرق الشرفاء للمهنة الأقدس في التاريخ الإنساني كله, عرق ممتزج بقطرات تنز رحيق الرجولة والنزاهة للصحافة الرشيقة الجذابة المحاطة بالرصفية والمهنية الأصيلة. كل ذلك وذاك تحمله أجنحة فراشات الألوان الربانية لصاحب الكون المبدع الخلاق لتصل للقارئ في أبهي صور الجذب لكل حرف يكتبه من قلبه المبدع الخلاق لأقدس الرسالات الإنسانية, وهذا يتجسد لقارئه مع إطلالته اليومية بالصفحة العاشرة من صفحات واحدة من أعرق صحف الدنيا الأهرام, وذلك بعد أن يتحرك مؤشر عقله الواعي الدارس ليقول كلمته في قضية أي قضية يطرحها ملتزما في ذلك بالقسم الذي تلاه, مؤكدا وملتزما بأن تكون هذه الكلمة هي الحقيقة نفسها مجردة عن أي غرض أو هوي, وهو القسم أو اليمين الذي حلفه في المبني المقدس لكعبة الصحافة في الشرق الأوسط والقابع وسط مبنيين عريقين يحملان حجارة وأبدان ممثلي هيكلي العدالة والقانون وحمياتهما في شارع عبدالخالق ثروت, أي مبني نقابة الصحفيين المصريين وسط القاهرة أم الدنيا والعواصم قاطبة. ذلك هو الأستاذ الكبير مكرم بن محمد أحمد نقيب صحفيي مصر, الذي يقدم كل يوم, بل كل لحظة من لحظات حياته غير منقسم علي ذاته بين الولاء لضميره الإنساني والصحفي لأنهما لشخصية تقدم الدروس لكل صحفي في مصر وهو يحمل جهاز التسجيل لأي لقاء صحفي صغر أم كبر, في الوقت نفسه الذي يدون بقلمه نفس ما يلتقطه شريط التسجيل حتي لا تضيع الحقيقة, ولتكون كلمته في النهاية نتاج عدالة تزينه الحرفية النادرة, والعبارات الرشيقة الجذابة. وأستاذنا هدفه الأساسي من الالتزام المهني والأخلاقي هو الذي يغلف حياديته في عملية تنوير القارئ الباحث عن الحقيقة, ذلك هو مكرم بن محمد أحمد, الذي نعتذر له نحن مع كل صحفي شريف وليس هو الذي يعتذر عن رئاسة مجلسنا تحت دعاوي شعرت بالخجل من نفسي, وبالأصالة عن كل شريف صحفي ترد الإحسان من شيخ مهنتنا القدسية بالإساءة ولو بحسن ظن. وبدوري كعضو جمعية عمومية صحفيي كل بر مصر أنا الذي أعتذر لك ولشخصك النبيل ومعي كل من يدين بالولاء وهو يؤدي رسالته المقدسة الصحفية لا المهنية لاكتساب رزق بعيدا عن الالتزام بأبجديات القسم الذي حلفناه في بداية المشوار.