حريق يلتهم 4 أفدنة قمح في قرية بأسيوط    متحدث الصحة عن تسبب لقاح أسترازينيكا بتجلط الدم: الفائدة تفوق بكثير جدًا الأعراض    بمشاركة 28 شركة.. أول ملتقى توظيفي لخريجي جامعات جنوب الصعيد - صور    برلماني: مطالبة وزير خارجية سريلانكا بدعم مصر لاستقدام الأئمة لبلاده نجاح كبير    التحول الرقمي ب «النقابات المهنية».. خطوات جادة نحو مستقبل أفضل    ضياء رشوان: وكالة بلومبرج أقرّت بوجود خطأ بشأن تقرير عن مصر    سعر الذهب اليوم بالمملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الأربعاء 1 مايو 2024    600 جنيه تراجعًا في سعر طن حديد عز والاستثماري.. سعر المعدن الثقيل والأسمنت اليوم    تراجع أسعار الدواجن 25% والبيض 20%.. اتحاد المنتجين يكشف التفاصيل (فيديو)    خريطة المشروعات والاستثمارات بين مصر وبيلاروسيا (فيديو)    بعد افتتاح الرئيس.. كيف سيحقق مركز البيانات والحوسبة طفرة في مجال التكنولوجيا؟    أسعار النفط تتراجع عند التسوية بعد بيانات التضخم والتصنيع المخيبة للآمال    رئيس خطة النواب: نصف حصيلة الإيرادات السنوية من برنامج الطروحات سيتم توجيهها لخفض الدين    اتصال هام.. الخارجية الأمريكية تكشف هدف زيارة بليكن للمنطقة    عمرو خليل: فلسطين في كل مكان وإسرائيل في قفص الاتهام بالعدل الدولية    لاتفيا تخطط لتزويد أوكرانيا بمدافع مضادة للطائرات والمسيّرات    خبير استراتيجي: نتنياهو مستعد لخسارة أمريكا بشرط ألا تقام دولة فلسطينية    نميرة نجم: أي أمر سيخرج من المحكمة الجنائية الدولية سيشوه صورة إسرائيل    جونسون: الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات الأمريكية نتاج للفراغ    قوات الاحتلال تعتقل شابًا فلسطينيًا من مخيم الفارعة جنوب طوباس    استطلاع للرأي: 58% من الإسرائيليين يرغبون في استقالة نتنياهو فورًا.. وتقديم موعد الانتخابات    ريال مدريد وبايرن ميونخ.. صراع مثير ينتهي بالتعادل في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    معاقبة أتليتيكو مدريد بعد هتافات عنصرية ضد وليامز    موعد مباراة الأهلي والإسماعيلي اليوم في الدوري والقنوات الناقلة    عمرو أنور: الأهلي محظوظ بوجود الشناوي وشوبير.. ومبارياته المقبلة «صعبة»    موعد مباريات اليوم الأربعاء 1 مايو 2024| إنفوجراف    ملف رياضة مصراوي.. قائمة الأهلي.. نقل مباراة الزمالك.. تفاصيل إصابة الشناوي    كولر ينشر 7 صور له في ملعب الأهلي ويعلق: "التتش الاسطوري"    نقطة واحدة على الصعود.. إيبسويتش تاون يتغلب على كوفنتري سيتي في «تشامبيونشيب»    «ليس فقط شم النسيم».. 13 يوم إجازة رسمية مدفوعة الأجر للموظفين في شهر مايو (تفاصيل)    بيان مهم بشأن الطقس اليوم والأرصاد تُحذر : انخفاض درجات الحرارة ليلا    وصول عدد الباعة على تطبيق التيك توك إلى 15 مليون    إزالة 45 حالة إشغال طريق ب«شبين الكوم» في حملة ليلية مكبرة    كانوا جاهزين للحصاد.. حريق يلتهم 4 أفدنة من القمح أسيوط    دينا الشربيني تكشف عن ارتباطها بشخص خارج الوسط الفني    استعد لإجازة شم النسيم 2024: اكتشف أطباقنا المميزة واستمتع بأجواء الاحتفال    لماذا لا يوجد ذكر لأي نبي في مقابر ومعابد الفراعنة؟ زاهي حواس يكشف السر (فيديو)    «قطعت النفس خالص».. نجوى فؤاد تكشف تفاصيل أزمتها الصحية الأخيرة (فيديو)    الجزائر والعراق يحصدان جوائز المسابقة العربية بالإسكندرية للفيلم القصير    حدث بالفن| انفصال ندى الكامل عن زوجها ورانيا فريد شوقي تحيي ذكرى وفاة والدتها وعزاء عصام الشماع    مترو بومين يعرب عن سعادته بالتواجد في مصر: "لا أصدق أن هذا يحدث الآن"    حظك اليوم برج القوس الأربعاء 1-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. تخلص من الملل    هل حرّم النبي لعب الطاولة؟ أزهري يفسر حديث «النرد» الشهير (فيديو)    هل المشي على قشر الثوم يجلب الفقر؟ أمين الفتوى: «هذا الأمر يجب الابتعاد عنه» (فيديو)    ما حكم الكسب من بيع وسائل التدخين؟.. أستاذ أزهرى يجيب    هل يوجد نص قرآني يحرم التدخين؟.. أستاذ بجامعة الأزهر يجيب    «الأعلى للطرق الصوفية»: نحتفظ بحقنا في الرد على كل من أساء إلى السيد البدوي بالقانون    إصابات بالعمى والشلل.. استشاري مناعة يطالب بوقف لقاح أسترازينيكا المضاد ل«كورونا» (فيديو)    طرق للتخلص من الوزن الزائد بدون ممارسة الرياضة.. ابعد عن التوتر    البنك المركزي: تحسن العجز في الأصول الأجنبية بمعدل 17.8 مليار دولار    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    "تحيا مصر" يكشف تفاصيل إطلاق القافلة الإغاثية الخامسة لدعم قطاع غزة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط.. صور    أفضل أماكن للخروج فى شم النسيم 2024 في الجيزة    اجتماعات مكثفة لوفد شركات السياحة بالسعودية استعدادًا لموسم الحج (تفاصيل)    مصدر أمني ينفي ما تداوله الإخوان حول انتهاكات بسجن القناطر    رئيس تجارية الإسماعيلية يستعرض خدمات التأمين الصحي الشامل لاستفادة التجار    الأمين العام المساعد ب"المهندسين": مزاولة المهنة بنقابات "الإسكندرية" و"البحيرة" و"مطروح" لها دور فعّال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هووهي
يوم التنفيض
نشر في الأهرام اليومي يوم 03 - 07 - 2010

طيب قولوا لي وحياة كل غال عليكم كيف بالله تستقر الأمور‏,‏ وينصلح الحال‏,‏ إذا لم يأخذ كل ذي مكانة موضعه لامعا مجلوا متسيدا في الصدارة‏,‏ ويغور لمستودع القمامة. كل ما نخره السوس وأكلته العتة وعبثت به الفئران‏..‏ كيف يغدو الجو صفوا والرؤية نقاء والأجواء بهاء؟‏!!..‏ كيف تقوم للبيت قائمة إذا لم يخصص يوم للتنفيض تستحم فيه الحجرات‏,‏ وتتمخض الأركان‏,‏ ويغسل المطبخ رأسه‏,‏ ويدعك الحمام كعبه‏,‏ ويشطف البلاكار تحت إبطيه‏,‏ ويدلك الصالون سجادته‏,‏ ويطرقع المدخل أصابع قدميه‏,‏ ويكيس الزجاج سطحه‏,‏ وتذيب الثلاجة جليدها‏,‏ وترفع الستائر ذيولها‏,‏ والبياضات أقنعتها‏,‏ والكريستالات غبشها‏,‏ والجلود بقعها‏,‏ والفضيات طمسها‏..‏ كيف يهجر الذباب بيضه‏,‏ ويمزق العنكبوت خيوط عشه‏,‏ وينفق جيل الصراصير الوليد في بالوعته‏,‏ ويغير النمل مسارات جيوشه‏,‏ ويعترض البرص مطقطقا فوق أسقف أخري؟‏!..‏ كيف ترحل من الزوايا والحنايا والخفايا ذوات الطنين والصفير والأزيز والصدي؟‏!..‏ كيف تندحر موجات إنجاب علي وشك أن تفقس أفراخها‏,‏ وتموت أجنة علي أبواب البعث‏,‏ وتغتال مواليد حملت إرث الهرمون وفصائل الدماء وأنسجة الخلايا المبرمجة سلفا علي اللثغ والمص والعض والوخز والقرص‏..‏ كيف؟‏!!‏
يوم التنفيض المقدس ماتت أجيال‏,‏ وأتت أجيال‏,‏ من عهد أمي وجدتي لابنتي لحفيدتي‏,‏ ولا غني عنه‏,‏ وإن تأرجح الاسم واتسع التوصيف وتبدلت العبارات لكن المعني والهدف واحد‏:‏ يوم التنفيض‏..‏ بكرة حشيل الشقة‏..‏ عندي السبت الكركبة‏..‏ الاثنين غسيل ومسح‏..‏ الراجل جاي الأربع يغسل النجف‏..‏ أم أحمد بتشيل السجاجيد مرة في الشهر‏..‏ مقدرشي الخميس يا روحي جايه لي الولية‏..‏ المرة بسبعين وإن كان عاجبني‏,‏ ده من غير المواصلات زائد التعاطف مع اسطوانات الشكاوي وأمي في المستشفي وأخويا في الحميات وبنت أختي رجلها مكسورة والراجل قاعد لي زي الطوبة من غير شغل والبت علي وش جواز وأختها جوزها طاردها بعيالها والبيت عايز تنكيس‏,‏ والدبة وقعت في البير وصاحبها واحد خنزير‏..‏ و‏..‏اللي تنقرص ما عندهاش يوم فاضي إلا الأربع تلاقي ويلي ويلين شغلي لازم أروحه وخوفي علي المصاغ في الدولاب‏,‏ ما هي لازم تنفض كل الأود بما فيها النوم‏..‏ خلاص أنا استنفدت كل إجازاتي المرضية والعارضة والمدفوعة والمؤجلة لأن أم سيد عندها بيت الدقي يوم السبت‏...‏
وخلاص أصبحت من التراث أشعار بيرم التونسي لما خدامة السبع سنوات تخدم ثلاثين نفر ساكنين في سابع دور‏:‏
وعلشان لمونة تنزلها الهانم سبع أشواط
وتحطها نص يوم تغسل في صحون وبلاط
وبيه محال ع المعاش في حالة اشمئناط
طول النهار تشتري له أدوية ورباط
وواد مدلع تقيل ما ينقطع له عياط
يلزق علي الكتف منها لزقة الوطواط
والشهر بريال‏,‏ ويمكن يندفع أقساط‏!!‏
‏..‏دلوقت غالبا ما يتمركز التنفيض في يوم الجمعة المفترض انه اجازة أسبوعية نصحو فيها علي أقل الأقل من راحتنا‏,‏ نتمطي في الفراش ونلعب في وداننا ونتثاءب مرة واثنين وعشرة‏,‏ وبعدها نقعد نص قعدة ونطرقع ظهرنا‏,‏ وننزلق لحافة المرتبة ونهز طولنا نتوكل نقوم نحط الروب ونجرجر الشبشب للحمام نتطلع للمرآة قبل غسيل الوجه وبعده‏..‏ يمكن‏..‏ والمضمضة وفرشاة الأسنان‏,‏ وقراءة الجرنال وهواية حل الكلمات المتقاطعة في قعدة الصبر والجبر‏,‏ وورق تشده من الحيط بمنتهي الحرص يجيب آخره‏..‏ و‏..‏يمكن دش‏..‏ ويمكن الاستعاضة عنه بالوضوء‏,‏ وطلعة للبلكونة أو طلة من الشباك لاستنشاق نفسين هواء يسلكوا القصبة‏.‏ و‏..‏يمكن بدلا من الخروج من باب النوم نرجع ننام تاني‏..‏ وليه لأ‏..‏ إجازة‏..‏ ومائدة إفطار الجمعة العامرة التي مازلنا نذكر من محتويات زمانها الجميل علي سبيل المثال لا الحصر طاسة البيض العيون التي تأتي نشطة متأججة فايرة‏,‏ وطبق المدمس بالشكشوكة والزبادي يا عيني عليه‏,‏ وسجق بالزبدة‏,‏ والمرته السايحة والبسطرمة النايحة وحتتين رنجة علي البوتاجاز‏,‏ وعيش مقمر‏,‏ ولقمة القاضي‏,‏ والبليلة بالقشطة‏,‏ وشعرية الدولاب البيتي بالسكر‏,‏ وسد الحنك‏,‏ والطعمية السخنة‏,‏ ومخلل الزيتون الأخضر المنزوعة بذرته وسد فوهته بمربع جزر تحط الحباية منه تحت الضرس ماتقولشي لعدوك عليها‏,‏ ماتقولشي لوزة مقشرة بنكهة البقدونس ولسعة قرن الفلفل المشطشط وحدوقية الأنشوجة المستوردة النايمة فوق بعضها مرصوصة علي وضعها جاية كده من بلاد بره‏!‏
وتنتزع روحك من حضن الإفطار والجو العائلي الحميم ومش أكلتك ومش أكلتك وطيب حتة صغنونة عشان خاطري وجري إيه ياولاد محدش مد إيده لصحن المفتقة وقربي يا بنت لبابا الطبق ويا ابني كل بشويش محدش بيجري وراك وماقلتوش عايزين إيه علي الغداء؟‏!..‏ونتفرق لكل اتجاه‏,‏ بينما رب البيت بالذات وجهته حضن المقعد الفوتيي يمد يده اليمين للتليفون والشمال لخرطة الكيك بالمكسرات‏,‏ أو بسبوسة مسقسقة شربات‏,‏ لأجل يحبس بها لقمة الإفطار بالهنا والشفا ومطرح ما يسري يمري‏..‏ إجازة‏..‏ مهل وكسل وتراخي وخمول ومضغ‏..‏ وقراءة الورد‏..‏ وبخور‏..‏ وخطبة الجمعة وزيارة تحيي صلة الرحم‏,‏ من بعد ستة أيام بلياليهم طاحونة ما تعرف فيها إن كنت ثورا‏,‏ أم حمارا‏,‏ أم ملكا علي أرض جبلاية‏,‏ أم ترسا في ماكينة أفلام شارلي شابلن‏..‏ إفطارك في عشاك ونهارك في ليلك ووشك في قفاك‏,‏ وعدد ركعات الصلاة تحصيها علي صوابعك‏,‏ ناسيا أكلت إيه إمبارح‏,‏ أو بتاكل إيه دلوقت‏,‏ ولا إن محمد أخو سي أحمد‏,‏ ومهند كان في مسلسل تركي مش ليبي‏,‏ وغالي ده غير غالي التاني‏,‏ والمجلس ده رغم استمرار وجوهه غير المجلس اللي فات‏..‏ وإذا ما كان صاحبك في أشد الحاجة للراحة وتغيير الجو والفسحة وتزييت المكن والبعد عن تلوث الدوشة وشوية رومانسية والاستراحة من عبء المسئولية‏,‏ فصاحبتك بالمثل في أمس الحاجة لكل هذا المثل‏,‏ وما ذنبنا وجريرتنا نحن الزوجات إذا ما تحولت اجازة الجمعة إلي يوم تنفيض يصرخ فيه اللي إيده في المية باقتراحه الممجوج‏:‏ مش لازم يا ستي الهدة والنكتة كل أسبوع‏,‏ وكفاية ترويقة علي الماشي يوميا‏..‏ طيب علي فرض تطنيش الزوجات لأسبوعية النظافة المقترح‏,‏ فهل سيحرك السادة القناصل الأفاضل يد المعاونة في جمع التلال المتراكمة باطراد لأحذيتهم المتناثرة وجواربهم التي تصاعدت روائحها‏,‏ وأعقاب سجائرهم‏,‏ وجرائدهم البايتة‏,‏ وفلوس فكتهم‏,‏ وأظرف خطاباتهم‏,‏ ووصولاتهم‏,‏ وفوط وجوههم‏,‏ وبشاكير حماماتهم‏,‏ وفرش حلاقاتهم‏,‏ وقشر فاكهتهم‏,‏ وقطن ودانهم‏,‏ وعلب بلابعهم‏,‏ ولا مؤاخذة غياراتهم من كل ركن ورف وظهر وأرض وسقف؟‏!..‏ هل سيهب فنجري بق منهم ليبلل طرف جرنال ليمسح به بنورة ترابيزة الصالون التي برقشها بانسكاب فنجان قهوته وكباية حلبته ودواء كحته وبذرة مانجته؟‏!!‏
وليحمد الله ويشكر فضله كل زوج معترض علي تخصيص يوم واحد في الأسبوع للتنفيض‏,‏ فهناك من الزوجات الفضليات من يجعلن الحياة كلها تنفيضا‏,‏ واليوم الواحد إلي عمر مديد حتي يحين الأجل‏..‏ وهن غالبية متفشية مصابة بداء النظافة ربما كرد فعل عكسي لمناخ عايشنه قبل الزواج في بيت بابا إلي درجة تحويل أرجاء المنزل إلي غرف عناية مركزة بلافتات الممنوع المصحوبة بموسيقي تصويرية من نغمات الطقطقة والأفأفة واللألأة والاعتراض الصارخ‏..‏ ممنوع التجول بأحذية قادمة رأسا من أرض الطريق لحرم الريسبشن‏..‏ ممنوع استخدام فوطة الوجه لليدين‏..‏ ممنوع جر كرسي السفرة للبلكون‏..‏ ممنوع وقوع نقطة مية علي الرخام‏..‏ ممنوع تناول أي طعام خارج مربع أو مستدير أو مستطيل المائدة‏..‏ ممنوع زفارة السمك في البيت‏..‏ ممنوع زيارة فلاحين البلد‏..‏ ممنوع بخور طانت مامتك بيقلب معدتي‏..‏ و‏..‏ كل واحد منكم يغسل طبقه وينشفه ويرجعه مطرحه و‏..‏كل شيء في مثل تلك المنازل المعقمة المرتبة يبدو لامعا براقا إلا صاحبتها التي تطل علي الدوام خابية كابية مرهقة منهكة ساندة راسها وظهرها بيدها من دورانها في ساقية النظافة والنظام ووضع أطر الممنوعات‏..‏ وإذا ما كان حال هؤلاء المحسوكات المصابات بهيستيريا النظافة هكذا طوال أيام الأسبوع فما بالهن يوم التنفيض ذاته‏,‏ حيث تعلن الأحكام العرفية وحظر التجوال‏,‏ فأرضية العمليات من مخططاتها غسل السجاد والنجف والشراعات والأسقف وحلوق الأبواب وتلميع قواعد الأباجورات والأكر النحاس‏,‏ والدوران بالزعافة في جميع الثنيات والطيات والمقرنصات‏..‏ وفي إطلالة علي ميدان المعركة ستشاهد القيادة الرشيدة مستغرقة إلي حد التصوف ومراتب الوله والوجد والتدله في الدعك المروحي والقشط الدائري والمسح الرأسي والأفقي والجلي العميق‏,‏ مع نزهة زنانة تدفع فيها مكنستها الكهربائية في كل اتجاه يشير به وسواسها لتسريح الوبرة والتقاط العفرة وشفط الشعرة العالقة‏..‏ و‏..‏قد تتوفر الشغالة الداعية عليها أمها للمساعدة‏,‏ فيغدو من المحال التفريق بينهما الست من الشغالة فكلتاهما نافشة شعرها كأمنا الغولة‏,‏ حافية القدمين مشققة الكعبين كمن تحفر قناة‏,‏ فاتحة صدرها مبللة بطنها عاقدة جبينها رافعة حاجبها قافشة في رقبة مقعد نازلة فوقه خبط بالمنفضة‏..‏ وحدث ولا حرج عن هذه الفصيلة إذا ما كانت قد دعت ضيوفا في المساء‏,‏ فالدعك سيغدو ملتاثا‏,‏ والتنظيف حرائقا‏,‏ والمسح جنونا‏,‏ من أجل الحصول علي شهادة الإطراء التقديرية مع مرتبة الشرف‏:‏ الحقيقة يا هانم بيتك بيشف ويرف‏!‏
وإنشاالله ما شف ولا رف ولا فتح بابه من أصله لضيوف‏,‏ فغالبية المحسوكات من قبل بلوغهن الأربعين في استطاعتك تفنيطهن من مواصفات خاصة تدمغهن‏..‏ بشرة باهتة مسحوب دماءها‏..‏ شعر محروق أطرافه‏,‏ قش قوامه‏..‏ أظافر متآكلة بأصابع وارمة‏..‏ قشف في مواضع لا يتطرقها القشف‏..‏ ظهر لا يصلب طوله رقدت فقرته الكظرية علي القطنية‏..‏ تجاعيد مروحية في مواطن الاستقامة‏,‏ وأفقية في المنحنيات الدائرية‏,‏ ورأسية كضربات سكين في مواقع الشنب والمقاصيص‏,‏ وحواجب مفرغة ورموش منحولة‏,‏ ومية بيضاء وزرقاء‏,‏ وذبابة طائرة فوق إنسان كل عين‏,‏ ودوالي سوداء وزرقاء هضابا علي أرضية الساقين‏,‏ وبحة في الصوت نتيجة إدمان استنشاق أبخرة مستحضرات الإبادة والتعقيم‏..‏ وتسأل مثل هذه الزوجة عن زوجها راح فين؟‏!..‏ فتعيد عليك نفس السؤال‏..‏ هو صحيح راح فين؟‏!‏
فإذا ما ساقك سوء الحظ ضيفا علي مثل هذه النوعية من ربات البيوت المحسوكات بحكم القرابة أو الصداقة أو المعرفة‏,‏ فلا راحة لك في مقام ولا طيب منام‏,‏ ومهما حاولت أن تزيل من آثار جريمتك من تلويث البيئة بعد دخولك للحمام كمثال‏,‏ فسوف تجدها قد دخلته بعدك مباشرة لقلب كيانه رأسا علي عقب‏,‏ فتتواري خجلا في ركن ضيافتك ترقب من بعيد أوجه نشاطها المكثف في تعقيم الجو الفاسد الذي خلفته من ورائك مع تغيير كل ما يمكن تغييره‏,‏ ولو كان بيدها لنسفت الحمام من أصله واقتنت آخر بديلا‏..‏ وأبدا لن ترضي هذه المحسوكة بمساعدتها في رفع أطباق المائدة أو غسلها أو تجفيفها بل سوف تقول لك وكأنه من باب كرم الضيافة‏:‏ اتفضلي يا حبيبتي ارتاحي هناك وشوفي لك حاجة تقريها أو تقزقزيها أو تنأنئيها وماتتعبيش نفسك وهذا القول سينقل لك معني في بطن الشاعر روحي العبي لك في حاجة هناك وقبلها اغسلي إيدك وبلاش عطلة وحياة أبوك‏,‏ فإذا ما قمت من فرشتك في فراش ضيافتك وحاولت محو آثار رقدتك بشد الملاءة علي الآخر وعدل أكياس المخدات وتسوية الكوفيرتة كما في اللوكاندات‏,‏ فلا تخدعن سوي نفسك بأن كل شيء قد غدا في حكم التمام‏,‏ وأنك قد قمت بفعل الذوق كضيف نازل علي أهل البيت‏,‏ فصاحبتك سوف تقتحم مخدعك المؤقت بابتسامة ليتها من سماجتها تسحبها أو تمسحها أو تبلعها‏,‏ لتنزع جميع الأغطية التي لم يمض عليها يوم واحد‏,‏ وتعري جميع المخدات لتحملها كالجثث المهدلة في أحضانها إلي النوافذ المفتوحة لتعريضها لأشعة الشمس القاتلة للجراثيم‏,‏ وليس ببعيد ثني المراتب وخلع كام لوح من ملة السرير وتسييق ما تحتها بالماء والديتول والفنيك‏..‏ ومازلت أذكر أفعال قريبتنا عندما كنا نسافر إليها في إجازة الصيف لنصحو عنوة مع خيوط الفجر‏,‏ فنجد أطراف الأغطية قد رفعت جوانبها المتدلية فوقنا‏,‏ وهناك شغالة مقروضة مندسة تحت السرير تدعك الأرضية بالفرشاة والصابون علي نسق مستشفيات الحميات بخروشة مدوية تصحي الميت‏,‏ إلي جانب ما يفعله ضوء النوافذ بسهام الأشعة الثاقبة للقرنية‏..‏ وضجة ست البيت الآمرة الناهية الآتية من الصالة موجهة للمزغودة الصغيرة تحت أسرتنا البيضاء‏:‏ مدي إيدك يا بنت الكلب للركن البعيد هناك‏..‏ و‏..‏الآن وبعد عشرات السنين أدركت أن الله يرحمها كانت تستخدم طريقتها الفذة تلك في إعلان استيائها من قدوم أهل زوجها وأنجالهم الهابطين علي بيتها كالقضاء المستعجل لأن الصيف قد حل وحصيرته واسعة وبيتها الله يعمره يقع في الثغر‏,‏ البحر أمامه والهواء بيطس من خلفه‏..‏
وحمدا لله أنني في تاريخي الزوجي قد أدركت أن شغل البيت لا ينتهي وإن اللي نبات فيه نصبح فيه‏,‏ وإن الملعقة التي لا تكاد تدخل الدرج تخرج بعد دقيقة واحدة‏,‏ وأن الطبق تو ما نرزعه في المطبقية يضرب بلانس من جديد في الحوض‏,‏ وأن ذرات التراب ما أن تغمض عينيك عنها حتي تسهيك وتهبط من عليائها إلي مكانها‏,‏ وهناك إمكانية مشاهدة دواماتها إذا ما دققت النظر في شعاع الشمس القادم من أيتها شباك‏,‏ وأن الذبابة اللحوحة التي ما أن تهشها وتخلع ذراعك في عملية مطاردتها تعود لتدور وتدور وتدور وترجع مطرحها من تاني‏,‏ وأن طابور النمل المفركش إثر بخاخة المبيد يلتئم في الحال من جديد ليكمل مسيرته الجهنمية الأزلية حاملا جثث الضحايا النافقة لمواراتها التراب مؤونة للشتاء‏.‏
ومن هنا قلت لروحي لا بيت يا بت ولا زوج ولا أولاد ولا أحد سينفعك غير صحتك وحدها‏,‏ وادخري من هنا وجاي جهدك لحاجة تأتي بنتائج مثمرة‏,‏ ومن هنا تلاقيني الآن عندما ألمح خيط عنكبوت مغزول ومنشور كما حبل الغسيل ما بين أرجل الدولاب والحيط أدور وجهي للناحية الثانية وأدعي من شفافيته أني كنت في وهم‏,‏ وقد تلفت نظري بقعة المفرش المتمركزة في نن عيني لكن سياستي معها الطناش‏,‏ وألقي الأطباق المسلطحة في عراك مع الغويطة داخل الحوض فأعبرها بمنطق أن الدنيا خلقت في سبعة أيام‏,‏ ويقابلني فوتيي الصالون داخل البلكونة فأجلس كمن لقي الوعد فاردة ظهري بمتعة الاسترخاء لأراقب الطريق من فوق‏..‏ ولم يعد يعنيني كثيرا الدخول في مباريات النظافة البيتية الساذجة بل أصبح يستهويني للغاية المكوث ساعات لوضع وإزالة ماسك الخيار والزبادي ودعك المسام بالردة وبودرة الترمس والسأسأة بماء الورد واستدارة ظافر الإصبع البنصر بالقصافة والمبرد وقطنة الأسيتون أثناء عمليات المانيكير والباديكير‏,‏ فالنتائج هنا أكثر دلالا وجمالا ونعومة وتأثيرا داخل المحيط وخارجه‏,‏ وربما قد أتت قناعتي تلك بعد الموقف المحرج المتكرر الذي صفعني بواقع غدوت عليه عندما كنت أفتح باب السكة أثناء انهماكي في عمليات التنظيف يوم التنفيض‏,‏ لأجد أمامي الواد الشبر ونص صبي المكوجي الذي ما أن يراني علي تلك الهيئة الشعثة حتي يخاطبني ببراءة‏:‏ روحي يا بت اندهي لي ستك‏..‏ وأروح ما أرجعشي‏..‏
وجاء القرار الفصل الذي حرمت فيه التنفيض علي نفسي وبيتي عندما أزمعنا استضافة الدكتور الراحل إسماعيل صبري عبدالله وزير التخطيط وقتها في المساء‏,‏ وما أن شقشق فجر العزومة حتي شمرت عن كاهلي ونزلت أرض المعركة أشب وألب وأدعك وأزيل البقع والجلخ والتراب‏,‏ وفجأة وسط النهار وكراسي السفرة مقلوبة علي سطحها‏,‏ والسجاجيد مبرومة وشها للحيط‏,‏ والأرض جرادل ميه بلزوجة الصابون و‏..‏أنا حافية ومنكوشة ومبتلة‏,‏ وفي الذراع منفضة‏,‏ وفوق الكتف الفوطة الصفراء‏,‏ وبين أسناني إبرة وجدتها مغروسة وسط سجادة‏..‏ ضرب الجرس‏..‏ فتحت الباب بلا وعي لأجد سيادة الوزير قبالتي مبتسما‏..‏ وقفت مترددة لحظات ما بين دعوته للتفضل أو تركه مزروعا علي البسطة وأدخل أجري‏..‏ وكان الرجل رقيقا متفهما متعجلا معتذرا أمام إصراري المسبهل علي اصطحابه للصالون بأن زيارته التي كانت سيجريها لنا هذا المساء سوف تؤجل غصبا عنه لأن مهمة سفر رسمية طارئة بعد ساعتين قد اعترضت برنامجه‏..‏ و‏..‏قدم لي هدية جاء يحملها عبارة عن قناع أفريقي بديع منحوت باليد‏,‏ وغادرني معاليه لأودعه أيضا حافية القدمين‏,‏ لأجلس حتي قدوم الزوج عصرا ليجد الجردل مازال مندلقا‏,‏ وكراسي السفرة لم تهبط لأرضها‏,‏ والإبرة واقعة مش عارفة فين‏,‏ والأفريقي خامدا بابتسامة بلهاء فوق ساقي‏!!‏
ورغم الأخذ والرد في صحة تخصيص يوم للتنفيض فهو حقيقة وقضية يلمسها الأقربون والأبعدون‏,‏ ولم يزل يوم التنفيض في بيت الأمة الذي كتب عنه الأديب رشاد كامل في رصده الرائع لمشوار سعد زغلول وأم المصريين ماثلا أمام عيني عندما كانت صفية هانم تدخل غرفة سعد وتقف أمامه لا تتحرك ولا تتكلم‏,‏ ويفهم سعد من هذه الحركة أنها تدعوه إلي الجلاء عن البيت علي وجه السرعة‏,‏ وكان سعد يسمي صفية في ذلك اليوم بلقب مقلقة الراحات وهادمة اللذات‏,‏ فقد اعتاد كل يوم أن يقوم من فراشه بتثاقل ويحمل معه الصحف إلي دورة المياه‏,‏ ويمكث فيها ساعة كاملة ثم يخرج إلي الحمام ويحلق ذقنه بيده‏,‏ وحتي آخر أيامه لم يكن يعرف ماكينة الحلاقة‏,‏ بل كان يستعمل الموس الطويل الذي يستعمله الحلاقون‏,‏ ثم يرتدي ملابسه علي مهل وينزل إلي مائدة الإفطار‏,‏ ويتناول إفطاره الذي يستمر ساعة أو أكثر من ساعة‏..‏ أما في يوم التنفيض فلا يستمر في الحمام إلا دقائق‏,‏ ولا يبقي علي مائدة الطعام إلا لدقائق‏!!..‏ وكان سعد زغلول يقول إن صفية مريضة بمرض اسمه النظافة‏,‏ وكانت صفية تضع ممسحة من الحديد في أدني درجات السلم الخارجي وممسحة من سعف النخيل أعلاه‏,‏ الأولي ليمسح فيها الزائر قدميه من الطين‏,‏ والثانية ليمسح فيها حذاءه من التراب‏,‏ فإذا وجدت صفية آثار أقدام علي الرخام الأبيض علي سلم السلاملك‏,‏ نادت عبدالكريم فراش السلاملك ليسارع إلي محو هذه الآثار حتي تبدو درجات السلم الرخامية ناصعة البياض تبرق وتلمع وتضيء‏,‏ فقد كانت تري آثار الأحذية علي الرخام وكأنها وصمة عار في جبين البيت الأبيض النظيف‏..‏ بيت سعد زغلول وبيت الأمة‏!‏
وها هي صفية زغلول التي أفنت شبابها في عشرة زوجية وقفت فيها علي رموش عينها في خدمة زوج يكبرها بثمانية عشر عاما علي أكمل وجه قد اضطرت بعد ثمانية عشر شهرا من وفاته إلي إصدار بيان علي الشعب حول ما ورثته عن الزوج الذي أدمن القمار يوما وأعطته زوجته مصاغها ليعوض خسارته فيه وما تركه لها والدها مصطفي فهمي باشا رئيس الوزراء من إرث‏,‏ وذلك بعدما تناولت الصحف ثروتها بالغمز واللمز‏,‏ وقد جاء في البيان التاريخي‏:7.781‏ جنيه و‏33‏ مليما قيمة كل ما خصني في تركة المغفور له زوجي‏,‏ إلي جانب إيراداتي من عزبتي بمسجد وصيف البالغ مساحتها‏210‏ أفدنة و‏21‏ قيراطا وثلث سهم وهي التي خصتني في وقف المغفور له والدي‏!‏
و‏..‏إذا ما كان صحيا وعلاجا نفسيا تخصيص يوم لتنفيض البيت الصغير‏,‏ أما آن الوقت لتنفيض البيت الكبير‏,‏ بعدما تهرأت الحوائط‏,‏ وسقط الطلاء‏,‏ وتصدع السقف‏,‏ وبهتت الصور‏,‏ ونخر السوس الإطار‏,‏ وتمزقت كسوة الصالون‏,‏ ووقعت ملة السرير‏,‏ وانشرخت البلتكانة‏,‏ واسودت المرايا‏,‏ وانتهت مدة الصلاحية‏,‏ ولعب في الأساس‏,‏ وارتفع السخام والسناج والهباب والرزايا والردي طبقات من فوق طبقات‏,‏ وصدأت الرؤوس‏,‏ وانسدت النفوس‏,‏ وشحت الفلوس‏,‏ وانتحر البائس واليائس‏,‏ وقتل الأب عياله إملاقا‏,‏ ونجار خالي شغل شنق نفسه في المروحة الكهرباء‏,‏ ودقوا رأس الولد في الحيطة الرخام‏,‏ وجت الحزينة تفرح مالقيتلهاش مطرح‏,‏ وتضاربت الشفافية‏,‏ وغدت قبلتنا مذيع‏,‏ ومنابرنا في العاشرة مساء‏,‏ ووقع من قال كلمة حق في ملقف هوي‏,‏ وطفحت المنافذ والنواصي والميادين والسلالم بالأنات‏..‏ باللعنات‏..‏ باللافتات المهدرة‏..‏ وقال كل امرؤ لصاحبه إلي متي؟‏!..‏ إلي متي؟‏!..‏ إلي متي سنظل نرقب المشهد العبثي من مقاعد المتفرجين؟‏!!..‏ من خلف الأبواب الموصدة؟‏!!..‏ من النوافذ التي تصفعها الرياح ولا يصلها سلم الحريق؟‏!..‏ إلي متي ستظل تمرق العربات الفارهة لتلطخ في مسيرتها الوجوه الكعابي الشاردة علي الرصيف؟‏!!..‏ إلي متي وأنا وأنت سنظل نخجل من الإمساك بالمقشات ومضارب التنفيض لنمحو الكلس‏,‏ ونهوي الفرش‏,‏ ونسحق البق‏,‏ ونهش الدبان‏,‏ ونطفش البراغيث‏,‏ ونعمل حواة نطلع الثعابين من دهاليز البدروم‏,‏ ونعزم بعدية ياسين نطرد عصابة العفاريت خارج الحدود‏,‏ ونغسل وجه وقلب وضمير البيت ونقدم للإمام عرضحال‏..‏ ونكنس السيدة علي من أعطونا الطرشة‏,‏ ونكسر القلة وراء من لبسونا الطرحة‏,‏ ودبحولناالقطة‏,‏ وتركونا ننفخ في القربة المقطوعة‏,‏ ونضرب دماغنا في الحيط‏,‏ ونؤذن في مالطة‏,‏ ونمشي مش عارفين راسنا من رجلينا‏..‏ إخوانا البعدة اللي سابونا نهوهو لأبعد مدي نوعا من التنفيس‏,‏ فلابد من نزع الغطاء في الوقت المناسب لتسريب جانب من الدخان في حلة الغليان‏..‏ إخوانا البعدة الحاطين علي قلوبهم مراوح‏,‏ الهارشين الدور‏,‏ اللي متغطي بهم عريان‏,‏ المتساب لهم السايب في السايب‏..‏ إخوانا البعدة اللي إذا ما ردوش ببقين حمضانين‏,‏ وبيانات في الهجايص‏,‏ ووعود هردبيس‏,‏ يسوقوا لنا العوج و‏..‏ودن من طين وودن من عجين‏.‏
ويا دنيا في عهد نور العلم خاب الرجا فيكي
يا دنيا لو يعرفوا آخرتك للكلب يرموكي
و‏..‏سلام علي الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا‏!!‏

المزيد من مقالات سناء البيسى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.