حادثة انتحار أحد الشباب من فوق كوبري قصر النيل لعجزه عن تدبير نفقات الزواج من جارته التي أحبها كانت صدمة للمجتمع. وبعد عدة ساعات شاب آخر حاول الإنتحار علي كوبري عباس بالجيزة لنفس السبب.. كشفت عن أبعاد خطيرة لظاهرة عدم قدرة الشباب علي الزواج وتكوين أسرة.وكشف احد التقارير والاحصاءات الصادرة عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء لعام 2009 أ ن 5% من الذكور فى عمر 30 سنة فأكثر خلال2006 لم يسبق لهم الزواج ونسبة الإناث 2,8%, وأن البطالة هي أحد الاسباب الرئيسية في ارتفاع سن الزواج, فلم يستطع هؤلاء الشباب توفير المهور المبالغ فيها والشبكة والشقة ومستلزمات الزواج ومصاريف الفرح فهي تعد عائقا في استكمال الزواج. ويقول علماء النفس أن عدم وجود الحميمية وعدم مساعدة البعض في الحالات الحرجة يؤدي الي السلبية والإنتحار, و لكن لأن الاستسلام واليأس ليس الحل الأمثل في هذه الحالات فإن ظهور افكار بناءة لتيسير الزواج هو الأمل الذي نسعي اليه, ومن بين هذه الأفكار ما طرحه يسري الطحاوي رئيس قسم السفراء بالاغاثة الاسلامية والذي اقترح انشاء صندوق وطني بمصر لتيسير الزواج يقدم منحا مالية وقروضا حسنة بلا فوائد من خلال المؤسسات الخيرية والصناديق الخاصة بتيسير الزواج كما هو موجود ببعض البلدان العربية من خلال دراسة أحوال الشباب غير القادرين والوصول بهم الي الحل المناسب واعانتهم بالاضافة الي تشجيع حفلات الزفاف الجماعي من أجل تقليل المصاريف والتركيز علي توعية الاباء والأمهات لتيسير متطلبات الزواج وعدم المغالاة في المهور. وأضاف يسري ان الصندوق يهدف أساسا الي تزويج كل الراغبين في الزواج وتكون الأولوية للأيتام والأكبر سنا وتقديم الدعم النفسي والاستشارات النفسية والاجتماعية للمقبلين علي الزواج عن طريق الندوات والمحاضرات بالاضافة الي تقديم الدعم النفسي والمعنوي لمن دخل في مرحلة العنوسة والتوعية المجتمعية باخطار تأخر سن الزواج والعنوسة علي الافراد والمجتمع من خلال الندوات حتي يشارك المجتمع المدني ويكون له دور في تقديم الدعم لفكرة الصندوق. وأكد يسري الطحاوي ان هناك أهدافا غير مباشرة من هذا الصندوق منها الحد من ظاهرة اطفال الشوارع والقضاء علي الزنا والعلاقات المحرمة والزواج العرفي وحماية شبابنا من الانحراف, بالاضافة الي تغيير مفاهيم المجتمع عن الزواج. وتقاليده التي أصبحت غير تقليدية وبهذا الصندوق يمكن تغيير نظرة المجتمع للمطلقات والأرامل وتمكينهم من استعادة حياتهم الطبيعية فالطلاق أو موت الزوج ليس حكما بالإعدام علي المرأة. بقي ان نعرف ان الفكرة متداولة علي صفحات الانترنت ولها جروب يتكون من ثلاثة الاف عضو من شباب وشابات مصر.