القراءة صارت حقا للجميع.. ولم يعد هناك عذر, لمن يعلقون عجزهم عن شراء الكتب, علي شماعة الإمكانات المادية, وصلت المكتبات المتنقلة إلي العديد من المناطق العشوائية, والمحرومة ثقافيا. وأصبح بأمكان من يريد صغيرا كان أو كبيرا, استعارة الكتب, واعادتها مرة أخري بعد قراءتها.. وتجربة المكتبات المتنقلة, انطلقت منذ عشرين عاما, ضمن فعاليات مهرجان القراءة للجميع, والذي تحول إلي حملة قومية منذ3 سنوات, ليصبح لدينا6 مكتبات متنقلة تجوب تخوم القاهرة, تضم الواحدة منها10 آلاف كتاب, حيث تتم اعارة الكتب للمواطنين ليقوموا بقراءتها ثم اعادتها إلي المكتبة, وهي تستقر في أماكن مختلفة داخل هذه المناطق وفق خطة يتم وضعها كل3 أشهر أو كل6 أشهر, حيث يجري تكثيف وجود هذه المكتبات في الأماكن التي تشهد اقبالا كبيرا عليها, بينما يتم نقلها من الأماكن التي يكون الإقبال فيها ضعيفا.. هكذا بدأ الدكتور عبدالناصر حسن رئيس الإدارة المركزية لدار الكتب حديثه عن المكتبات المتنقلة, مؤكدا أن هذه المكتبات توجد فقط في تخوم القاهرة, ولا تغادرها إلي المحافظات, ذلك أن هناك مكتبات دائمة فيها, سواء في البلديات, أو في قصور, وبيوت الثقافة, وبذلك هي ليست في حاجة إلي مكتبات متنقلة. العمر الافتراضي للمكتبات! وبشكل عام, فإن العمر الافتراضي للمكتبات يتراوح بين5 سنوات و8 سنوات, في حين تجاوز عمر بعض المكتبات المتنقلة نحو10 سنوات, وفي هذه الحالة يجب تغييرها, لذلك سوف نقوم بمخاطبة وزارة التعاون الدولي لشراء مكتبات متنقلة جديدة, بعد أن نجحت هذه التجربة في الوصول إلي العديد من المناطق المحرومة التي لم يكن الكتاب يصل إليها. والآن, توجد المكتبات المتنقلة كما يقول رئيس الإدارة المركزية لدار الكتب, يوم الأحد في المرج الجديدة, والسلام, وعزبة النخل, والعبور, وعين شمس, وأمام كلية التجارة بنات( جامعة الأزهر), وفي المطرية يوم الاثنين, والثلاثاء في الزاوية الحمراء, والأربعاء في قليوب, وتوجد يوم الخميس في منطقة شبرا الخيمة. المكتبات الدائمة هي الحل وبرغم نجاح المكتبات المتنقلة, في تزويد المحرومين من الثقافة بالكتب المستعارة, كما يقول حلمي النمنم نائب رئيس الهيئة العامة للكتاب إلا أن هذه النوعية من المكتبات يجب أن تكون فكرة مؤقتة لأنها, لا تغني عن وجود مكتاب عامة, ودائمة, لا سيما أن مصر بها العديد من المناطق المحرومة التي لا يوجد بها مكتبات فمنشية ناصر يسكنها3 ملايين مواطن لا يوجد بها مكتبة عامة, وحي مدينة نصر بالقاهرة يخلو منها كما أن وجودها يقتصر علي بعض المحافظات, وبعض المدن الكبري, وحتي تسود الثقافة لابد من التعامل من القضية بشكل مختلف, يتضمن أن يتم انشاء مكتبة عامة في مختلف المناطق. والمشكلة في المكتبات المتنقلة كما يقوم النمنم أن بعض الذين يستعيرون الكتب منها, لا يقومون باعادتها, خاصة أن مفهوم الاستعارة, والإعادة لم يتبلور لدي عدد كبير من سكان هذه المناطق العشوائية. لذلك من الضروري أن تكون المكتبة جزءا من تصاميم الأحياء الجديدة كالمدارس, والمساجد, والمستشفيات, وغيرها من المرافق الضرورية التي يحتاجها المواطنون. قوافل ثقافية للمناطق الحدودية والمكتبات المتنقلة, ليست حكرا علي دار الكتب وحدها, فهناك جهود كبيرة قامت جمعية الرعاية المتكاملة ولاتزال في مجال نشر الثقافة عبر هذه النوعية من المكتبات, وأخري تقوم بها الهيئة العامة لقصور الثقافة, والتي يقول عنها سعد عبدالرحمن رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية, وأمين عام النشر بالهيئة, إنه يجري تنظيم4 قوافل ثقافية متنوعة في المناطق الحدودية والنائية, حيث تتجه القافلة الأولي إلي اقليم وسط وجنوب مصر( حلايب وشلاتين, وأبورماد), والثانية تستهدف غرب, ووسط الدلتا,( مرسي مطروح, وسيوه, وسيدي براني), بينما تتجه القافلة الثالثة إلي اقليم القناة, وسيناء( رفح وبئر الحسنة, والعريش, والطور), وتتجه القافلة الرابعة إلي شرق الدلتا( المنصورة, ومناطق الاصطياف, والقري المحرومة ثقافيا), وفي هذه القوافل تتم الاستعانة بسيارات كبيرة, تضم خشبة مسرح متنقلة, ومكتبة, وبعض الفنيين. المكتبات المتنقلة كما يراها الدكتور حشمت قاسم استاذ علم المعلومات المتفرغ بكلية الآداب بجامعة القاهرة تمثل شكلا من أشكال الخدمة المكتبية العامة, وتقوم بدور فعال, وايجابي في توصيل الكتاب إلي حيث يوجد القاريء, ويمكن أن تنجح هذه المكتبات في التجمعات العمرانية ذات الكثافة السكانية المنخفضة, بينما لا تفيد في التجمعات الكبيرة, ومع ذلك, فتوعية الناس بأهمية القراءة يجب أن تكون قضيتنا الأساسية, والاستراتيجية, بحيث نخلق جيلا مثقفا, وواعيا, وقادرا علي فهم القضايا المحيطة به, ومواجهة التحديات, والتعامل معها بأسلوب علمي.