بمناسبة صدور الطبعة الأولي من كتابه ترجمة معاني القرآن الكريم مع نص مواز باللغة العربية, وذلك بعد6 سنوات من صدور ترجمته الأولي التي خلت من النص العربي,, اختص د. عبدالحليم دنيا الثقافة بهذا الحديث يقول. هناك نوعان من الناس يطلبون هذه الترجمة, المسلمون من ناحية, والدارسون للعربية والأكاديميون في الجامعات غير العربية من ناحية أخري, لرغبتهم في مقارنة النص العربي بالترجمة الانجليزية في دراساتهم, لكن بالنسبة للمسلمين, فإن الأمر يتعلق بسببين رئيسيين, الأول رسمي, وهو أن بعض الدول الاسلامية, مثل ماليزيا, لاتسمح بتداول أي ترجمة لمعاني القرآن داخل البلاد مالم تكن تحمل نصا عربيا موازيا, وذلك لأنهم يعرفون أن المترجمين, سواء جهلا منهم أو بسوء نية, يمكنهم أن يغيروا المعني ويزعمون أن هذا كلام الله, لذلك يجب أن يتوافر النص العربي حماية للترجمة. ويتعلق السبب الثاني بالمسلم نفسه, فهو يجد متعة وبركة في قراءة القرآن باللغة العربية, وتعلمه وتلاوته, سواء فهمه أو لم يفهمه, فبالنسبة لهم القرآن العربي وحده هو كلمة الله. ووجود النص العربي مع الترجمة يسمح للكثير من المسلمين المتحدثين بالانجليزية أن يفهموا بشكل أفضل ما يعلمهم الله. ويضيف: لقد كان إعداد هذا الكتاب تحديا كبيرا, بسبب بدء السور ونهايتها, ولأن كلمات بعض الآيات في اللغة العربية قد تكون مكتوبة في سطرين أو ثلاثة لكن ترجمتها كانت تحتاج إلي خمسة أو عشرة سطور إن لم يكن أكثر. وكان الحل هو اعتماد طريقة تركية في كتابة المصحف الشريف تضمن أن تبدأ وتختتم كل صفحة بآية كاملة, وبناء عليه كانت كل صفحة عربية أمامها الترجمة الانجليزية في مكانها الصحيح. وعن اسباب شروعه في التجربة الجديدة يقول: الحقيقة أنه نظرا لقيامي بالتدريس في الجامعات البريطانية منذ سنوات عديدة خاصة حول القرآن وأساليبه المختلفة, لم أكن أشعر بالرضا إزاء الترجمات الموجودة, سواء من حيث أسلوبها أو من حيث مدي دقتها في تفسير آيات القرآن. كانت هناك العديد من الأخطاء التي شعرت أنها تحتاج إلي تصحيح خاصة أن بعضها كان جسيما ويعطي أسوأ صورة عن القرآن والاسلام. وتصادف أن اتصلت بي دار نشر جامعة اكسفورد وسألتني إن كنت مستعدا لإعداد ترجمة جديدة لمعاني القرآن, ووافقت في الحال. نعم بالفعل هناك عدة كتب تفاسير, وقد استعنت بالكثير منها في آن واحد, وإن كنت أري ان تفسير فخر الدين الرازي هو أفضلها, لأنه كان عالم لغويات ممتازا, وأثار تساؤلات لم نفكر فيها إلا الآن, علي عكس معظم الآخرين. ومع ذلك, لايوجد تفسير مفيد بمفرده, نحن الآن نتحدث إلي غير المسلمين في ثقافة مختلفة, ولديهم مشكلات أخري تشغل أذهانهم, علينا أن نقدم لهم كل الأجوبة التي يحتاجونها, من خلال القرآن الكريم, وهذه غير متوافرة في كتب التفسير التقليدية. ويستطرد قائلا عندما بدأت الترجمة سألت طلابي في الدراسات العليا عن رأيهم في الترجمات الموجودة, وكانت إجابتهم انها مكتوبة بلغة لم يسبق لهم أن قرأوها لا في المدرسة ولا في الجامعة, مما يثبط عزيمتهم, لذلك قمت بترجمة صفحة وعرضتها عليهم, وقالوا إنها جيدة لكنها مازالت مشابهة لما هو موجود من عدة نواح. وكانت النتيجة ان قمت بعدة مراجعات حتي أصبحت الترجمة خالية من اللغة المهجورة وأصبحوا راضين عنها, يمكن أن نقول إن ترجمتي ربما تكون الوحيدة التي أجريت علي أساس أبحاث السوق, إنها موجهة لمن يحتاجونها. لقد أدركت أن مهمتي لا تقتصر علي استبدال الكلمات القديمة بأخري جديدة, هناك آية في القرآن تقول: وما أرسلنا برسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم( سورة ابراهيم:4) وهذا أولي أن ينطبق علي ترجمة معاني القرآن, يجب أن تكون بلغة الناس أنفسهم, وطريقة استخدامهم للغتهم, لكي تتضح الأمور بالنسبة لهم, أنا مؤمن تماما أن الترجمة يجب أن تكون بإنجليزية سليمة, وليست بانجليزية ببناء عربي للجملة. لقد استغرقت الترجمة سبع سنوات كاملة. وعن الشروح المضافة للنص المترجم يقول: لقد نزل القرآن عربيا للعرب, متماشيا مع ثقافتهم, ومن هنا توجد به إشارات لا تحتاج بالنسبة للعرب أي تفسير, لأنهم يفهمونها, ويعرفون خلفياتها, لكن هذا لا ينطبق علي غير العرب, وبالتالي في ترجمة المعاني شعرت انه من الضروري توضيح هذا الجزء الضمني في الرسالة الموجهة إلي الناس أجمعين, لذلك قمت بوضع مقدمات وحواشي للخلفيات الثقافية والجغرافية للآيات, لتوضيحها وإلقاء الضوء علي المعني الضمني, ولكي يفهم الجميع ما الذي يتحدث عنه هذا الكتاب العظيم, إن المطلوب فهم النص العربي وفقا للمعايير العربية والأسلوب القرآني ثم تحويله إلي الانجليزية وفقا لمعايير وأسلوب اللغة الانجليزية, إن هذه الترجمة موجهة لمن لايعرفون العربية, ولا تاريخ العرب, ولا تفاصيل حياتهم, فكانت مقدمات الصور تضمن خلفية تاريخية واجتماعية لكي يعرف القارئ الأجنبي ماهو معروف تلقائيا لدي العرب, كذلك للتعريف بكيفية تطور الموضوعات خلال السورة نفسها, لأن القرآن له أسلوبه الخاص في السرد القصصي. كما أن الملاحظات أسفل الصفحة تهدف إلي التعريف بكيفية ترابط المادة, بل وبعضها يقدم التفسيرات المختلفة للآيات.