الباحث علي الإنترنت سوف يجد مواقع لاحصر لها, تتضمن أحاديث بلغات عديدة, فمجرد البحث عن طريق الأحاديث النبوية يفتح11 مليونا و500 ألف موقع, وبكل لغات العالم, لكن من يحكم هذا العالم ومن يحمي الباحثين من الأحاديث المضللة أو المقحمة, أو سوء الفهم من جانب المترجمين أو مجرد عدم الخبرة. يقول الدكتور محمد عبدالحليم, أستاذ علوم القرآن ومدير مركز الدراسات الاسلامية في جامعة لندن وصاحب واحدة من الترجمات المهمة لمعاني القرآن الكريم والحديثة نسبيا, أن المسلمين أهملوا بشدة الأحاديث في الترجمة. ويقول: من المفترض لأنهم شعروا بدءا من القرن التاسع عشر أن عليهم العمل علي القرآن لمواجهة مايقوله المستشرقون عنه. وكان القائم بترجمة الأحاديث هم المسلمون من الهنود وليس العرب, فكانت الترجمة رديئة للغاية وصدت الناس عن قراءتها. وظل العرب خارج الصورة تماما حتي وقت قريب جدا. ويضيف: بصفة عامة, كل الأعمال التي تمت من أجل ترجمة الحديث, وحتي معاني القرآن الكريم, في العالم العربي لم ترتفع الي المستويات المطلوبة. ربما يكون الحديث أحد المشروعات المستقبلية لكنه يتطلب تمويلا ضخما. وأقترح دعوة فاعلي الخير والمنظمات غير الحكومية لدعم شيء مثل بيت الحكمة هنا في لندن لبدء ترجمة ووضع كتب عن الموضوعات الإسلامية, وربما تخصيص وقف ما لمثل هذه المشروعات, وهي مسألة يسيرة هنا في بريطانيا. هناك حركة ترجمة واسعة للكتب الانجليزية الي العربية, ومع تقديري لهذا الجهد, فإنه من المحزن والمؤسف أنه لايوجد فاعلو خير عرب يدعمون ترجمة الكتب الاسلامية الي اللغات الاجنبية. ويقول د. أحمد عمر هاشم, استاذ الحديث وعلومه بالأزهر الشريف, وعضو مجلس البحوث الإسلامية: إن بعض العلماء يرون أنه لاتصح رواية الحديث بالمعني, وإذا كانت لم تصح روايته بالمعني فلاتصح ترجمته, اللهم إلا إذا كانت الترجمة خاصة بمعاني الأحاديث فقط, وليس للنص عند من يقول إنه لاتجوز رواية الحديث بالمعني. أما الرأي الآخر, فيجيز رواية الحديث بالمعني ولكن اشترطوا ألا يخل من يروي الحديث باللغة, أو الاشتقاق أو بالمعني, وفي هذه الحالة وعند توافر هذه الشروط يجوز روايتها بالمعني إلا التي هي في جوامع كلم الرسول, صلي الله عليه وسلم, وإلا الحديث المتعبد بألفاظها, مثل أحاديث الدعاء اللهم اهدني فيمن هديت. وحول وجود مشروع لترجمة الكتب الجامعة للأحاديث النبوية, مثل البخاري, النسائي وغيرهما, في إطار الأزهر الشريف, منارة الإسلام في العالم, يقول د. أحمد عمر هاشم: إنه تم بالفعل في الازهر إنشاء مركز الازهر الشريف للسنة والسيرة النبوية, وفي هذا العهد لشيخ الأزهر الجديد د. احمد الطيب, أخذ المركز علي عاتقه خدمة السنة وترجمة مايحتاج لترجمة من كتب تتناولها وسوف تشهد الفترة القادمة بدء ظهور ترجمة لعدد كبير من كتب السيرة والأحاديث لتحقيق هذا الهدف علي الوجه الأكمل. من جانبه, يقول الاستاذ الدكتور محمد نبيل غنايم أستاذ الفقه المقارن ورئيس قسم الشريعة بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة ومدير مركز الدراسات الاسلامية إن السنة النبوية تفسر وتبين مضمون القرآن الكريم, ومعانيه, ولكن يجب ان نعلم ان هذه الترجمة لابد ان يتوافر لها علماء متخصصون يعرفون اللغات ومعاني الفاظها والدقة في اختيار اساليب الترجمة الصحيحة, وان تتم مراجعة هذه الترجمات من قبل لجان علمية اكثر تخصصا واعلي دقة, حتي نحافظ علي المبادئ الصحيحة لقيم الاسلام ومبادئه . من جانبه, يقول د. محمد فؤاد شاكر, استاذ الدراسات الاسلامية بجامعة عين شمس, ترجمة السنة النبوية ربما يكون فيها قصور, ومرد ذلك الي عدم اهتمام علماء المسلمين بهذا النوع من التبليغ لدعوة الله ودعوة رسوله في الدنيا, وربما خوف علماء الامة من ان تأتي الترجمة مخالفة لمراد رسول الله في الاحاديث النبوية, فنخرج النص عن مراد المشرع فيه. ويوجه د. محمد دعوة الي المركز القومي للترجمة التابع لوزارة الثقافة لكي يولي المزيد من الاهتمام لترجمة الكتب الاسلامية بدلا من ان يقتصر دوره علي ترجمة الكتب والروايات من اللغات الاجنبية الي العربية. ويقول د. محمد احمد, المسئول عن قسم الترجمة بواحدة من دور النشر المهمة بالقاهرة, والمنفردة بتخصصها في ترجمة الكتب الاسلامية, ان الدار تولت ترجمة ونشر عديد من كتب التفسير, الفقه, المعاملات, كما ترجمت من كتب الاحاديث الاربعين النواوية فرنسي, اسباني وانجليزي والمفروض في هذا العمل ان نبحث عن المترجم المحترف الذي يتقن اللغة حتي بنسبة90% من اللغتين,اصواتها, ولابد ان يكون لدي المترجم ثقافة وأن يكون امينا في ترجمته.