إنشاء وحدات صحية ومدارس وتحسين خدمة المياه.. محطات مهمة ل حياة كريمة بالجيزة    تركيا تعلن رفع العقوبات الأمريكية عن أنقرة المفروضة بسبب شراء "إس-400" الروسية    ألبانيا أول منتخب أوروبي يحجز مقعده في ملحق مونديال 2026    حملة مكبرة لإزالة الإشغالات والتعديات بالشوارع والالتزام بإعلان الأسعار في مرسى علم    رئيس هيئة المتحف الكبير: لا صحة لشائعات منع المصريين.. والزيارة بنظام التوقيتات للجميع    رئيس البورصة: تحديد 5% حد أدنى للاستثمار في الصناديق المفتوحة يزيد من السيولة    هالة فاخر تشعل تريند جوجل بعد ظهورها الصريح مع ياسمين عز وحديثها عن كواليس مشوارها الفني    أمين اتحاد الغرف التجارية: الوفرة والمنافسة تدفعان لاستقرار الأسعار.. وتوقعات بالانخفاض    أسعار الدواجن والبيض في الأسواق اليوم الأحد 16 نوفمبر 2025    استشهاد شاب برصاص الاحتلال فى مخيم عسكر بالضفة الغربية    فيلم شكوى 713317 معالجة درامية هادئة حول تعقيدات العلاقات الإنسانية    رئيس قصور الثقافة يتابع حالة طلاب أسوان المصابين في حادث طريق إسنا    حبس المتهم بسرقة المتاجر في النزهة    رئيس هيئة قصور الثقافة يزور الطلاب المصابين في حادث طريق إسنا بمستشفى طيبة (صور)    وزير الصحة ينفي شائعات نقص الأنسولين: لدينا 3 مصانع واحتياطي استراتيجي يكفي 4 أشهر    رئيس قناة السويس: ارتفاع العائدات 20%.. وتوقعات بقفزة 50% في 2026    حامد حمدان يفضل الأهلي على الزمالك والراتب يحسم وجهته    طقس خريفي مستقر وتحذيرات من الشبورة الكثيفة صباحًا.. الأرصاد تعلن تفاصيل حالة الجو الأحد 16 نوفمبر 2025    "دولة التلاوة".. برنامج قرآني يتصدر الترند ويُحيي أصالة الصوت المصري    وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية تستضيف وفدًا من قيادات مجموعة ستاندرد بنك    خالد عبد الغفار: مصر تحقق نجاحات كبيرة جدًا على المستوى الدولي    وزير الصحة: متوسط عمر المصريين زاد 20 عاما منذ الستينيات.. وكل دولار ننفقه على الوقاية يوفر من 3 ل 7 دولارات    دعاية يتبناها الأذرع: "أوبزرفر" و"بي بي سي" و"فورين بوليسي" نماذج لإعلام "إخواني" يهاجم تدخل الإمارات في السودان!    الاحتلال الإسرائيلي يحدد موعد لمحاكمة إمام الأقصى بتهمة التحريض على الإرهاب    مدحت عبد الهادي عن "نعش" محمد صبري: كان خفيف ومتعبش حد فينا    الداخلية تضبط المتهمين بسرقة أبواب حديدية بإحدى المقابر بالشرقية    أسفرت عن إصابة 4 أشخاص.. حبس طرفي مشاجرة في كرداسة    بدون إصابات.. السيطرة على حريق في برج سكني بفيصل    أهلي جدة يبدأ خطوات الحفاظ على ميندي وتجديد العقد    فيران توريس بعد دخوله نادي العظماء: الطموح لا يتوقف مع الماتادور    آسر محمد صبري: والدي جعلني أعشق الزمالك.. وشيكابالا مثلي الأعلى    "ضد الإبادة".. ظهور حمدان والنبريص والدباغ في خسارة فلسطين أمام الباسك    الدفاع الروسية: إسقاط 36 طائرة مسيرة أوكرانية فوق عدة مناطق    عمرو أديب بعد حادث أحمد سعد: واخد عين.. حوادثنا قاتلة رغم الطفرة غير الطبيعية في الطرق    المستشار ضياء الغمرى يحتفل بحفل زفاف نجله محمد علي الدكتورة ندى    العرض العربي الأول لفيلم "كان ياما كان في غزة" فى مهرجان القاهرة السينمائي الدولي    البنك الأهلي المصري يقود تحالفاً مصرفياً لتمويل «مشارق للاستثمار العقاري» بمليار جنيه    قائمة أكبر المتاجر المشاركة في البلاك فرايداي وأسعار لا تُفوَّت    إيران تحذر من تداعيات التحركات العسكرية الأمريكية في منطقة الكاريبي    رئيس الوزراء المجرى: على أوروبا أن تقترح نظاما أمنيا جديدا على روسيا    أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. إسرائيل: لا إعادة إعمار لقطاع غزة قبل نزع سلاح حماس.. قتلى وجرحى فى انزلاق أرضى فى جاوة الوسطى بإندونيسيا.. الجيش السودانى يسيطر على منطقتين فى شمال كردفان    تريزيجيه: اتخذت قرار العودة للأهلي في قمة مستواي    تساقط أمطار خفيفة وانتشار السحب المنخفضة بمنطقة كرموز في الإسكندرية    اختتام المؤتمر العالمي للسكان.. وزير الصحة يعلن التوصيات ويحدد موعد النسخة الرابعة    هل تشفي سورة الفاتحة من الأمراض؟.. داعية توضح| فيديو    مؤتمر السكان والتنمية.. وزير الصحة يشهد إطلاق الأدلة الإرشادية لمنظومة الترصد المبني على الحدث    مؤتمر جماهيري حاشد ل"الجبهة الوطنية " غدا بستاد القاهرة لدعم مرشحيه بانتخابات النواب    (كن جميلًا ترَ الوجودَ جميلًا) موضوع خطبة الجمعة المقبلة    حبس والدى طفلة الإشارة بالإسماعيلية 4 أيام على ذمة التحقيقات    جامعة قناة السويس تنظم ندوة حوارية بعنوان «مائة عام من الحرب إلى السلام»    دعت لضرورة تنوع مصادر التمويل، دراسة تكشف تكاليف تشغيل الجامعات التكنولوجية    أسماء مرشحي القائمة الوطنية لانتخابات النواب عن قطاع القاهرة وجنوب ووسط الدلتا    فرص عمل جديدة بالأردن برواتب تصل إلى 500 دينار عبر وزارة العمل    مواقيت الصلاه اليوم السبت 15نوفمبر 2025 فى المنيا    الإفتاء: لا يجوز العدول عن الوعد بالبيع    إقامة المتاحف ووضع التماثيل فيها جائز شرعًا    دعاء الفجر| اللهم ارزق كل مهموم بالفرج وافتح لي أبواب رزقك    اشتباكات دعاية انتخابية بالبحيرة والفيوم.. الداخلية تكشف حقيقة الهتافات المتداولة وتضبط المحرضين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إزالة الشر من عزبة خير الله‏!‏

كل انواع الشر كانت في عزبة خير الله‏..‏عشوائيات‏..‏بلطجة‏..‏ عشش صفيح وبيوت غير أدمية يعيش فيها الاهالي دون مرافق ولا دورات مياه‏..‏ اطفال شوارع وعمالة اطفال‏..‏تشرد‏..‏ عيش بين اكوام القمامة‏.‏ الوضع في العزبة كان غير انساني لايمت للعاصمة بصلة ولا يقترب من الحد الادني المطلوب للحياة الأدمية لاي انسان‏.‏ وفوق كل هذا كانت صخور هضبة الزهراء بالمقطم تقف بالمرصاد فوق رءوس الاهالي منذرة بكارثة خطيرة مثل كارثة الدويقة في سبتمبر‏2008‏ يذهب تحت انقاضها المئات من اهالي العزبة‏..‏ باختصار كانت العزبة في انتظار الكارثة‏.‏
عشرات السنين التي عاشها اهالي العزبة في هذه الظروف جعلت البعض يطلق عليها العزبة المنسية‏..‏ فقد الاهالي الامل في كوب ماء نظيف او حتي شبكة صرف صحي برغم انهم يعيشون في قلب القاهرة واصبحت الحياة وسط تلال القمامة امرا مألوفا بل معلم من معالم العزبة التي للاسف تضم بينها العديد من المناطق الاثرية والتاريخية والاسلامية المهمة التي تؤهلها لتكون قبلة سياحية ومزارا للمواطنين وليس مأوي للبلطجية سرطانا عشوائيا ينهش في جسد القاهرة‏.‏
هذا الوضع المأساوي لم يكن غائبا عن محافظ القاهرة د‏.‏ عبدالعظيم وزير بعد توليه المسئولية وقرر بحسم تحويل هذه البؤرة السرطانية الي مجتمع حضاري جديد علي اعلي مستوي في التخطيط‏..‏ وجاء انهيار صخرة الدويقة علي بيوت الاهالي العام قبل الماضي ليعجل بالبدء في تنفيذ خطة تطوير العزبة خوفا من تكرار مأساة الدويقة وكانت البداية بإزالة المنازل المهددة بالانهيار علي حافة هضبة الزهراء ونقل سكانها الي مساكن جديدة كاملة التشطيب بمحافظة‏6‏ اكتوبر ليبدأ وجه عزبة الهجانة في التغير‏.‏
تحقيقات الاهرام رصدت عملية ازالة الشر من عزبة خير الله حتي تم نقل السكان‏.‏
بداية سألت محافظ القاهرة د‏.‏ عبدالعظيم وزير ماذا تم حتي الآن في عزبة خير الله اسوأ منطقة عشوائية في القاهرة؟
اجابني د‏.‏ وزير بأن تطوير عزبة خير الله يأتي ضمن أولويات العمل ضمن برنامج تطوير العشوائيات بالمحافظة‏,‏ حيث تعتبر من أكبر المناطق العشوائية وتمتد علي مساحة‏480‏ فدانا‏,‏ ونظرا لتعدد الولايات عليها حيث تتبع العزبة هيئة الآثار نظرا لوجود أقدم مواقع أثرية شهدت بدايات دخول الإسلام مصر كما تتبع شركة المعادي للإسكان لذا كان من الصعب علي المحافظة خلال السنوات الطويلة الماضية التدخل بالتطوير والازالة ولكن قمنا بحل هذه المشكلة بالتنسيق مع المجلس الأعلي للآثار من خلال تحديد المناطق الاثرية بالعزبة وتحديد حرم لها وإخضاعه لقانون الآثار وما عدا ذلك اصبح تحت اشراف المحافظة مباشرة وبالتالي قضينا علي العراقيل الادارية التي كانت تعوق التطوير‏.‏
كما تم التنسيق مع شركة المعادي للإسكان بأن يتم إعداد تخطيط عمراني جديد للمنطقة وتحديد حرم لحافة هضبة الزهراء يمنع البناء فيه تماما حتي لا تتكرر كارثة سقوط صخرة الدويقة علي منازل المواطنين كما حدث في سبتمبر‏2008‏ كما تم وضع اشتراطات بنائية للمنطقة‏,‏ وتم اعتماد مبلغ‏100‏ مليون جنيه من وزارة الإسكان لإنشاء مشروعات شبكات لمياه الشرب والصرف الصحي للمنطقة حيث يتكلف مشروع الصرف الصحي مبلغ‏70‏ مليون جنيها وتم انجاز العمل فيه حتي الآن بنسبة‏70%‏ مع الالتزام بأن يكون الحفر تحت إشراف هيئة الآثار‏.‏
وقد انتهينا من إزالة وتفريغ مساحة تقدر بحوالي‏28‏ فدانا أعلي وأسفل الهضبة وتحديد حرم لسفح وأعلي هضبة الزهراء لايقل عمقه عن‏20‏ مترا وتحديد المناطق ذات الخطورة بها والتي تضم عزبة خيرالله أعلاها واسطبل عنتر أسفلها حيث تم تشكيل لجنة فنية لفحص وتأمين هضبة الزهراء برئاسة د‏.‏ اميمة صلاح الدين رئيس جهاز التفتيش علي اعمال البناء‏.‏
وأضاف المحافظ أن العمل متواصل حاليا تحت اشراف اللجان العلمية لتهذيب وصيانة الهضاب واتخاذ الاجراءات الهندسية لحمايتها طبقا لأولويات الخطورة‏,‏ حيث تقوم شركة المقاولون العرب بإزالة وتهذيب الصخور التي تحددها اللجنة المختصة لإزالة أسباب الخطورة كما يجري العمل علي قدم وساق في إزالة مناطق الخطورة بهضبة الزهراء‏,‏ والتي تشمل عزبة خير الله في أعلاها ومنطقة اسطبل عنتر أسفل الهضبة‏,‏ حيث يتم تحديد الأماكن الأكثر خطورة بمعرفة اللجنة العلمية المشكلة لفحص وصيانة الهضبة برئاسة د‏.‏أميمة صلاح الدين رئيس جهاز التفتيش علي البناء‏.‏
وأكد د‏.‏ وزير أن الأراضي التي يتم إخلاؤها حاليا سوف تستخدم كحرم أمان للهضبة سواء من أعلي الهضبة أو أسفلها‏,‏ وأنه لن يسمح بالبناء في منطقة الحرم مرة أخري‏,‏ وقد تم تكليف شركة المقاولون العرب بالبدء في تنفيذ توصيات اللجنة بإقامة حائط ساند لإنشاء مصيدة للصخور في حالة انهيارها‏,‏ أو بإنشاء مصاطب في بعض المناطق طبقا لما أوصت به اللجان الفنية‏.‏
وأضاف المحافظ أنه بعد حادث الدويقة تم تشكيل لجنة فنية علمية من أساتذة الجامعات والخبراء في مجالات الهندسة والجيولوجيا وميكانيكا التربة لفحص الهضبة والتأكد من سلامتها‏,‏ وتحديد مناطق الخطورة بها‏,‏ وهي أول مرة يتم تكليف لجنة باتخاذ إجراء وقائي وليس كرد فعل لمشكلة حدثت بالفعل‏..‏
وقد انتهت اللجنة من إنجاز عدد من المراحل طبقا لخطتها‏,‏ فقد قامت في المرحلة الأولي بتجميع البيانات وتحديد المناطق شديدة الخطورة وعمل الدراسات المساحية والجيولوجية والجيوتكنيكية للمنطقة‏,‏ ودراسة طرق تدعيم الحافة وتوفير التأمين اللازم للعقارات‏,‏ وتحديد مناطق الخطورة اللازم إزالتها فورا وتم خلالها إزالة عدد من العقارات أعلي وأسفل الهضبة والواقعة علي الحافة‏,‏ ونقل السكان إلي مدينة‏6‏ أكتوبر فورا‏,‏ وفي المرحلة الثانية قامت اللجنة بوضع الحلول التخطيطية المناسبة ودراسة تأمين المنشآت المتبقية حول مناطق الدراسة مع مراجعة التعديلات المقترحة مع استشاري مشروع الصرف الصحي‏,‏ وسوف يتم البدء في أعمال المرحلة الثالثة من الإزالة فور توفير الوحدات السكنية المقرر نقل السكان إليها مع إعداد مخطط أمثل للمناطق التي تمت إزالة العشوائيات بها‏,‏ وأن تقوم شركة المقاولون العرب بتنفيذ أعمال الهدم وتهذيب الصخور وعمليات تأمين الهضبة طبقا لما أشارت به اللجنة‏.‏
تسكين الأهالي
وما مصير الاهالي سكان العشش والبيوت التي تمت إزالتها؟
يقول المحافظ‏:‏ هؤلاء السكان تم عمل حصر دقيق بهم قبل تنفيذ الازالة ويتم نقلهم فورا الي مساكن حضارية جديدة قبل تنفيذ الازالة حتي لا تبيت هذه الاسر في العراء ولو ليوم واحد‏..‏ وقد تم نقل‏550‏ اسرة في المرحلة الاولي الي شقق جديدة مساحة‏63‏ مترا في‏6‏ اكتوبر كاملة التشطيب وجار حاليا القيام بأعمال المرحلة الثالثة لإزالة ونقل المواطنين وتسكينهم من عزبة خير الله واسطبل عنتر إلي مدينة‏6‏ أكتوبر‏,‏ والتي سوف تشمل نحو‏200‏ أسرة من المناطق الأكثر خطورة بالمنطقة طبقا لتوجيهات اللجنة الفنية التي شكلتها المحافظة لفحص هضبة الزهراء‏,‏ وحتي امس بلغ اجمالي الاسر التي تم نقلها الي شقق جديدة في‏6‏ أكتوبر بعد ازالة منازلهم‏1584‏ اسرة‏,‏ كل اسرة في شقة مستقلة‏.‏
وأكد المحافظ أنه تم خلال المرحلتين الأولي والثانية وطبقا لتوصيات اللجنة بإزالة‏173‏ عقارا‏,‏ وإعادة تسكين المواطنين الموجودين بهم‏,‏ وبلغ عددهم‏745‏ أسرة‏,‏ وتم التنسيق مع محافظة‏6‏ أكتوبر لتوفير كافة الخدمات لهم‏,‏ وقبول تحويل أبنائهم إلي مدارس قريبة‏,‏ وربط الموقع القديم والجديد بخطوط مواصلات‏.‏
وقمنا بإعداد جدول زمني محدد لنقل الأسر المقرر إخلاؤها وتوفير وسائل النقل اللازمة‏,‏ وتيسير الإجراءات بحيث تصبح كل أسرة لديها المعلومات الكاملة عن الوحدة السكنية المنقولة إليها‏.‏
ولماذا تم نقلهم لمحافظة اخري؟
يجيب المحافظ قائلا‏:‏ في اطار خطة المحافظة لاعادة التوزيع الجغرافي وخلخلة العاصمة من الكثافة السكانية الزائدة عن الحد والتي تسبب مشاكل كبيرة في المرور والمرافق وغيرها‏.‏
سألت د‏.‏ وزير‏:‏ من تحمل تكلفة هذه المساكن وكم تكلفت؟
يقول تحملتها محافظة القاهرة بالكامل حيث تكلفت حتي الآن‏113‏ مليون جنيه من ميزانية المحافظة قابلة للزيادة حيث يصل سعر الشقة الواحدة الي‏100‏ الف جنيه هذا بخلاف تكاليف الازالات وتكسير وتهذيب الصخور‏,‏ وتكاليف علاج الهضبة نفسها الذي لم تحدد قيمته بعد‏.‏
وهل هناك مخطط محدد او تصور شامل لتخطيط المنطقة بعد تنفيذ الازالات؟
يقول د‏.‏ وزير انه سيتم اعداد مخطط عمراني شامل لتحويل عزبة خير الله الي منطقة سكنية سياحية خدمية وسيشمل التخطيط التوسع في المساحات الخضراء لتكون رئة ومتنفسا للمنطقة مع تزويدها بالخدمات التي يحتاجها أهالي المنطقة من مدارس ووحدات صحية وخدمات شبابية مع مراعاة اتساع الشوارع حتي تستوعب الكثافة المرورية‏.‏
وكيف نضمن عدم نشوء تعديات جديدة علي الاراضي التي تم اخلاؤها بعد الازالة لحين تنفيذ المخطط الجديد؟
يقول المحافظ‏:‏ هذه المسألة مهمة للغاية ولم تكن غائبة عنا لذلك قررنا عدم ازالة ركام ومخلفات المنازل التي تم هدمها لحين بدء تنفيذ التخطيط العمراني الجديد كما تم التنسيق مع الجهات الامنية لمنع اي تعديات علي هذه الاراضي وتم التنسيق بين كل من رؤساء احياء مصر القديمة ومنشية ناصر والبساتين في هذا الشأن‏.‏
ويشير د‏.‏وزير الي القيمة الاثرية للعزبة موضحا انها شهدت اول وجود اسلامي في مصر في عهد عمرو بن العاص وبها عدة مواقع اثرية وتاريخية وتنتمي لحقبا مختلفة مثل طابية اسطبل عنتر والقباب السبع ومصلي السيدة الخضرة الشريفة وطواحين الهواء لذلك تم الاتفاق مع المجلس الاعلي للآثار ان تتم عمليات الحفر لتوصيل المرافق في حضور مفتشي الآثار تحسبا لظهور آثار يمكن تسجيلها ونقلها بمعرفتهم‏.‏
وماهي اسباب بعض المظاهرات والاعتراضات من بعض اهالي عزبة خير الله التي تكررت في الفترة الماضية؟
هؤلاء من غير السكان الحقيقيين لعزبة خير الله الذين تم حصرهم ونقلهم لمساكن بديلة وهؤلاء يدعون كذبا انهم من السكان الذين تمت ازالة مساكنهم ويطالبون بمساكن بديلة معتقدين ان هذه التجمعات سوف تجبر المحافظة علي اعطائهم ما لا يستحقون‏..‏ وأوكد ان كل اسرة تمت ازالة منزلها تسلمت مسكنا بديلا وان عملية الحصر تمت بكل دقة بالتعاون مع كل الاجهزة المعنية‏.‏
نشأة العزبة
ولكن كيف نشأت هذه العزبة حتي تحولت الي اخطر بؤرة عشوائية؟
اللواء احمد محمد حسين رئيس حي مصر القديمة يقول ان قرب العزبة من وسط المدينة‏,‏ وتوسطها لعدة مواقع جاذبة للعمالة كسوق أثر النبي والمدابغ وشق الثعبان‏,‏ وأعمال الخزف وكسر الرخام ببطن البقرة شجع علي نزوح القادمين من المحافظات الأخري للبحث عن الرزق للاستيطان بها‏,‏ وفي ظل ازمة الاسكان وعدم تدخل الدولة في وقتها لوقف هذه التعديات تحولت بمرور السنين الي منطقة عشوائية امتدت عبر أحياء مصر القديمة والبساتين‏,‏ ومن أسفلها منطقة إسطبل عنتر حتي بلغ عدد سكانها‏600‏ الف نسمة واخذت المحافظة علي عاتقها مهمة تطويرها في اطار خطة تطوير المناطق العشوائية المكتظة بالسكان بتوفير جميع المرافق لها من مياه شرب وصرف صحي وطرق ورصف ومسطحات‏.‏
وأكد رئيس الحي أنه قام بالتنسيق مع الأمن العام لتأمين المناطق التي تمت إزالتها لمنع تمكين أحد من إعادة البناء بها مرة أخري لحين الانتهاء من التخطيط العمراني الجديد للمنطقة‏,‏ وأضاف أنه تم هدم العقارات التي كانت تمثل خطورة شديدة نظرا لإقامتها علي سطح الهضبة مباشرة‏,‏ أو داخل بطن الجبل في كهوف طبيعية به‏.‏
اما المهندسة أميمة صلاح الدين رئيس الجهاز الفني للتفتيش علي اعمال البناء ورئيس اللجنة الفنية المسئولة عن صيانة هضبة الزهراء فتقول ان الهضبة لم تسبق دراستها من قبل من خلال أي جهة علمية ولم يتم تحديد مدي صلاحيتها ومناطق الخطورة بها بدرجاتها الثلاث‏,‏ وأن الهضبة تعلوها عزبة خير الله البالغة مساحتها نحو‏480‏ فدانا يقطعها الطريق الدائري‏,‏ ومن أسفلها وداخل كهوفها تقع منطقة إسطبل عنتر‏,‏ وقد قام فريق العمل بتقسيم المنطقة إلي أربعة أقسام متساوية‏,‏ وتحديد مناطق الخطورة بكل مربع ودرجة الخطورة به‏,‏ وقد تم تنفيذ المرحلتين الأولي والثانية لإزالة المناطق شديدة الخطورة‏,‏ وتحديد حرم أمان أعلي وأسفل الهضبة‏,‏ وإخلاء مناطق للسماح للمكاتب الاستشارية المتخصصة بعمل اختبارات وجسات وأبحاث بالهضبة لمنع أي انهيارات مستقبلية‏.‏
وفيما يلي كلمات الاهالي الذين تم نقلهم بين لحظة واخري من عشش طينية ومنازل لا تتعدي الغرفة الواحدة أو الغرفتين بدون صرف صحي الي شقق فاخرة كاملة التشطيب في ارقي مواقع محافظة‏6‏ اكتوبر‏.‏
مسعد ابراهيم يقول لم اكن اتوقع في حياتي ان اخرج من عزبة خير الله التي ولدت بها وتزوجت بها في هذه الغرفة الكئيبة التي لاتدخلها شمس ولا هواء وتقتلنا الرطوبة كل شتاء ولا نجد كوب ماء نظيف ولا صرفا صحيا‏..‏ وفجأة تحقق الحلم الذي لم يكن علي البال وتسلمنا الشقة الجديدة وبحمد الله سينشأ اطفالي في جو صحي ووسط اجتماعي نظيف سيساعدهم بالطبع علي التفوق في حياتهم والطموح لاستكمال تعليمهم‏.‏
ويقول جمال رشيد‏:‏ انتقلت من بيتي المكون من حجرتين صغيرتين الي الشقة الجديدة وكان يوم عيد لي ولأسرتي ولأقاربي الذين جاءوا لزيارتنا‏..‏ في البداية عندما ابلغونا بان بيتنا ستتم ازالته كنا غير مصدقين انهم سيعطوننا شقة بديلة وكنا خائفين من الازالة حتي لا يتم القاؤنا في الشارع ولكن خاب ظننا وتسلمنا الشقة ووفرت لنا المحافظة سيارات لنقل متاعنا وأثاثنا‏.‏
والحمد الله ان الدولة تنبهت لخطورة الوضع فوق هضبة الزهراء في عزبة خير الله ونقلتنا قبل ان تقع كارثة كنا سنذهب ضحاياها‏.‏
ويقول مصطفي محمد الذي انتقل لشقة جديدة في‏6‏ اكتوبر‏:‏ اتمني ان يتم في كل المناطق العشوائية ما تم في عزبة خير الله لان من حقنا جميعا ان نعيش حياة آدمية مع اولادنا لانه لا ذنب لنا في أننا نشأنا في هذه المناطق التي لم نجد غيرها ولم نكن نملك العيش في اي مكان آخر لاننا بالكاد نعيش ونوفر متطلبات الحياة اليومية ولا نملك حتي ثمن الايجار‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.