في واحدة من التجارب الديمقراطية الجديدة أثبت أبناء الأهرام كعادتهم أنهم علي قدر كبير من الوعي والمسئولية وبرغم الجو الساخن الذي سبق توقيت إجراء الانتخابات علي مواقع أعضاء مجلس الادارة والجمعية العمومية وشدة التنافس وقوة المتنافسين.. فإن النتائج النهائية جاءت مفاجأة للكثيرين فقد جسدت معاني التعاون والانتصار لقيم وتقاليد الأهرام سواء الصحفيون أو الإداريون. وهذا ما أكدته النتائج والسجلات التاريخية لمن نالوا ثقة الزملاء في مختلف القطاعات حيث جاء في المقدمة عن الصحفيين عبدالمحسن سلامة الحاصل علي713 صوتا متقدما عن الثاني سعيد حلوي الحاصل علي418 صوتا بفارق300 صوت تقريبا, وهذه السابقة تعد الأولي في تاريخ انتخابات مجالس الادارة التي كانت تجري في جو هادئ ربما لا يعرف به الكثيرون, وقد سجل عبدالمحسن سلامة رقما قياسيا جديدا متجاوزا رقمه السابق في المجلس المنتهية فترته والذي حصل فيه علي424 صوتا ليضيف حوالي300 صوت جديد إلي رقمه السابق الذي كان أعلي الأصوات أيضا في ذلك الوقت. أما في انتخابات الإداريين فكانت المعركة ساخنة جدا حيث كانت المنافسة عنيفة حتي اللحظات الأخيرة, وقد حسم عاصم خليفة المنافسة لصالحه بحصوله علي المركز الأول وباجمالي1365 صوتا, بينما جاء في المركز الثاني د.حسين المصري الذي حصل علي1006 أصوات. أما في انتخابات العمال فقد حسم أحمد عثمان المنافسة لصالحه وجاء في المركز الأول ثم جاء في المركز الثاني جمال السعيد وهو الوجه الجديد في هذه الانتخابات وهذا يؤكد أن الجميع الآن باتت اختياراتهم الانتخابية تختلف كثيرا عن المرات السابقة, فقد أصبحت الأمور تعتمد علي رصيد المرشح وقدرته علي التواصل مع الزملاء وتبني سياسات إدارية وتنفيذية جادة وليست مجرد تقديم خدمات فقط.. لكن تبقي هناك قضايا أهم تتعلق بضرورة القدرة علي الإنجاز والدخول سريعا علي كل الملفات الادارية فيما يتعلق بالمرتبات والحوافز والأجور وكذلك تحسين أوضاع العاملين بالمؤسسة, وكانت الانتخابات التي جرت يوم الأثنين أمس الأول تستدعي التوقف كثيرا لأنها تمثل تأكيدا حقيقيا علي الممارسة الديمقراطية داخل أروقة مؤسسة يعتبرها البعض حكومية لكنها مارست الديمقراطية في أبهي صورها.. والدليل علي ذلك حدة التنافس واختلاف المرشحين مابين بعضهم البعض ولم تعد المسألة مقتصرة علي نمط واحد.. وهو مالايحدث في المؤسسات الصحفية الخاصة لكنها إعتمدت علي اجماع الصحفيين وكذلك الاداريين علي من يمثلونهم وهذا ما أكدته الاسماء الكبيرة التي خاضت الانتخابات وجميعهم قيادات كبري ووسطي بالأهرام ومنهم عبدالمحسن سلامة مدير التحرير للأقسام المتخصصة ووكيل أول نقابة الصحفيين وعضو مجلس الادارة السابق وسعيد حلوي مدير التحرير والمسئول عن القسم الديني وكذلك الزميل محمد السعدني نائب رئيس التحرير ورئيس قسم الأخبار ومحمد خراجة عضو مجلس نقابة الصحفيين والصحفي بالأهرام المسائي والأستاذ عبد الفتاح إبراهيم نائب رئيس التحرير والمسئول عن المحافظات والزميلة مشيرة موسي وجلال نصار الذي حقق مفاجأة في التنافس بحصوله علي المركز الثالث الذي كاد يدفع به إلي الفوز لولا تغلب سعيد حلوي عليه الذي نجح في بذل جهود كبيرة بالسعي لتقديم خدمات للزملاء. أما تجربة الجمعية العمومية فقد بدت هذه المرة في غاية الأهمية وقد شعرت ونحن نتابعها أن المرشح يخوض تجربة انتخابات مجلسي الشعب والشوري سواء في الدعاية أو تقديم البرامج الانتخابية وقد اشتدت علي خمسة مواقع فيها حدة التنافس فازت فيها الزميلة فاطمة الدسوقي بالمركز الأول وقد حصلت علي681 صوتا وهذا الرقم لم يتحقق من قبل في الجمعية العمومية وفاطمة تعد من الزميلات المتفانيات في خدمة الزملاء في كل مكان مما جعلها تستحق حب وتقدير الزملاء وكذلك الزميلة منال الغمري التي جاءت في المركز الثاني فهي صاحبة تجربة وموقف مشرف في انتخابات الصندوق, وقد جاء في المركز الثالث الزميل هاني عمارة عضو مجلس نقابة الصحفيين وهو صاحب تجربة انتخابية ورصيد كبير من الخدمات لكل الزملاء ومن بعده الزميل محمد زكي الصحفي بالاهرام العربي وزكي يعد واحدا من الشخصيات المحبوبة ويمتلك قدرة كبيرة علي العطاء ويكفيه أنه دائم الابتسامة في وجه الصغير والكبير. وقد حصل محمد زكي علي414 صوتا ومن بعده الزميل عماد حجاب الذي حصل علي411 صوتا بفارق ثلاثة أصوات علي زكي ليحتل المركز الأخير. وجاء من بعدهم الزملاء حسين الزناتي ودعاء خليفة واسماعيل العوامي واسماعيل جمعة وبدوي طه ومحمود حلمي وغيرهم لم يحالفهم الحظ. وإنتهي عيد الانتخابات للأهرام ليترك لحظة فارقة وجميلة ويكشف دائما عن قدرة أبناء الأهرام علي الانتصار لقيم الحق والعدل والإخلاص.