الجريمة البشعة التي ارتكبتها إسرائيل في المياه الدولية المفتوحة مجزرة في المياه المفتوحة د. أحمد إبراهيم الفقية [email protected] الجريمة البشعة التي ارتكبتها إسرائيل في المياه الدولية المفتوحة ضد قافلة الحرية وسقط ضحية لها19 شهيدا وأكثر من50 جريحا من نشطاء السلام المسافرين في سفن تحمل مواد الاغاثة من غذاء ودواء للمحاصرين في غزة وينتمون لاكثر من ثلاثين جنسية, هي بالتأكيد وبكل المقاييس جريمة ضد الانسانية. فقد تمت عن طريق جنود كوماندوز اقتحموا عنوة سفنا مدنية في رحلة سلمية تحمل نشطاء في مجال السلام عزلا من اي سلاح واستخدمت السلاح في ارهابهم وقتل مجموعة كبيرة منهم بدماء باردة ثم انها جريمة تتم في بحار مفتوحة ومياه دولية تبعد أكثر من مائة وخمسين كيلو مترا عن اقرب شاطيء لها, وترتكب عملها العسكري الاجرامي هذا ضد منظمات سلمية وسفن مدنية تحمل اعلام دول صديقة لإسرائيل من اجل كسر رمزي لحصار لا انساني فجاءت هذه الجريمة تكشف عن الوجه البشع الاجرامي لهذا الكيان الصهيوني المبني علي العدوان والاغتصاب والقرصنة, وتكشف هذه المرة طبيعته امام العالم كله, في عملية من عمليات التحدي السافر للقوانين الدولية والنواميس الانسانية وقواعد التعامل بين البشر, ولهذا لم يكن غربيا ان تقابل الجريمة بهذه الانتفاضة التي شملت اركان الارض الاربعة استنكارا وادانة وتعبيرا عن الغضب الذي شمل عواصم لبلدان كانت تعتبرها إسرائيل معقل نفوذها ودعايتها مثل العاصمة الأمريكية والعاصمتين البريطانية والفرنسية, وقد غطت المظاهرات والمسيرات, الشوارع الرئيسية في كل منها, نعم هي جريمة جديرة بأن يهتز لها ضمير كل انسان, ويدنيها كل قلم شريف, وتعلن كل دولة في العالم شجبها لها, لان الامر هنا يجب ألا يخضع للمجاملات بين الدول, ومراعاة الصداقات التقليدية بين الحكومات, كما حدث مع بعض الدول في مجلس الأمن واخري في المفوضية العالمية لحقوق الانسان التي اعاقت خروج بيانات تدين ادانة واضحة وصريحة هذا العمل اللا إنساني, وهي دول تدعي انها من المدافعين عن القيم الانسانية مثل هولندا, التي كانت تقود جبهة المعارضة للقرار الذي يدين إسرائيل في جنيف الصادر عن المجلس العالمي لحقوق الانسان أو الولاياتالمتحدةالأمريكية التي اجهضت قرارا لمجلس الأمن وجعلته يمسخ في تصريح باهت لرئيس المجلس, مع ان للرئيس الأمريكي باراك أوباما توجهات انسانية وسلمية يطرحها في خطابه السياسي تتعارض مع مثل هذا السلوك الاجرامي الإسرائيلي المعادي للسلام والامن العالميين والمناويء لكل القيم الانسانية وكنا ننتظر منه ومع ادارته موقفا اكثر شجاعة ونزاهة وامانة ينسجم من اطروحاته التي فاز من اجلها بجائزة نوبل للسلام. شرح البيان الصادر عن الاجتماع الطاريء لوزراء الخارجية العرب في إطار الجامعة العربية نتائج مداولات هؤلاء الوزراء ازاء هذا الحدث الجلل, وقد شهدت شخصيا هذا الاجتماع, وقد لا اكون مخولا بنقل مادار فيه من نقاش داخل القاعة المغلقة التي كانت تشهد اجتماعا لا يحضره الصحفيون, ولا ادري حقا ان كان البيان قد عكس كل ما دار من نقاش, لان اجتماعات الجامعة العربية تتوخي في بياناتها التوافق والاجماع, وهما توافق واجماع قد ينقصان من حدة وتوهج الموقف كما تبدي في النقاش, واريد ان اقول شهادة مبرأة من اية مجاملات, ان كل رؤساء الوفود وطاقم امانة الجامعة قد ارتفعوا إلي مستوي الحدث, امانة ومسئولية وغيرة ووطنية واحساسا بالفجيعة والالم ورغبة بايصال الموقف العربي إلي اقصي ما تتيحه الظروف المحلية والاقليمية والدولية, وكان حديث المتحدثين فعلا يصدر من قلوب كليمة مليئة بالحرقة والغضب, صادقة في بث احاسيسها ومشاعرها للحاضرين. واخيرا صدر القرار الذي حمل ما توافق عليه الوزراء محتويا ثلاثة عشر بندا مدينا المجزرة داعيا إلي كسر الحصار بكل الوسائل مطالبا مجلس الأمن والجمعية العامة للامم المتحدة بالتنادي للاجتماع واتخاذ الاجراءات الكفيلة بايقاف اسرائيل عن تماديها في هذا الاجرام, والالتزام بالملاحقة القانونية عبر مؤسسات العدالة الدولية لمعاقبة المسئولين عن الجريمة وغيرها من بنود تحض علي التكاتف العربي وتنسيق المواقف مع الاطراف الدولية لرفع الحصار وردع العدوان وانهاء الاحتلال للاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة. ولابد هنا من الاشارة إلي عدد من المبادرات الحاسمة التي اتخذتها اقطار عربية علي حدة تصب في تعزيز الموقف المجابه للعدوان الإسرائيلي يأتي في مقدمتها قرار الرئيس حسني مبارك بفتح معبر رفح فتحا مستمرا ليكون شريان حياة واغاثة للقطاع ثم مبادرة السلطة الفلسطينية في رام الله لارسال وفد إلي غزة للتعجيل برأب الصدع الفلسطيني وانهاء الخلاف وكذلك برقية قائد الثورة الليبية باعتباره رئيسا للقمة العربية, إلي الرئيس الأمريكي يحمل فيها دافع الضرائب الأمريكي وزر ماحدث من عدوان اسرائيل بسبب ما تقدمه أمريكا من دعم وما تنشره من غطاء الحماية والمناصرة لإسرائيل حتي وهي تواصل الظلم والافتراء والاجرام مما لايجوز ان يستمر, وتداعيات الجريمة الإسرائيلية مستمرة علي مستويات اقليمية ودولية والنصر قريب باذن الله علي الهمجية الصهيونية, ومن سل سيف البغي قتل به, وعلي الباغي تدور الدوائر.