القدس المحتلة: ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي جريمة بشعة ضد متضامنين ودعاة سلام عزل كانوا على متن سفن محملة بالمساعدات الإنسانية والمعونات الغذائية لشعب غزة المحاصر، وقامت بقتل 20 شخصا وأصابت العشرات بجراح ، في عملية وصفت بالقرصنة الدولية. وعلي الرغم من الغموض الذي يشوب العملية التي تمت في المياه الدولية، وفق المصادر الإسرائيلية رجحت وسائل الإعلام الإسرائيلية ارتفاع عدد الضحايا. وقال تليفزيون الاقصي التابع لحماس ان الشيخ رائد صلاح زعيم الحركة الاسلامية في الداخل اصيب بجروح خطيرة خلال الهجوم الاسرائيلي. وقالت حركة الحرية لغزة التي نظمت القافلة ان 15 من بين القتلي اتراك. وبدأت العملية عندما هاجمت زوارق الاحتلال الإسرائيلي سفن الأسطول، وقامت طائرات مروحية بالتحليق فوق السفن بالتزامن مع محاصرة الزوارق لها وبمهاجمة إحدى السفن التركية المحملة بالمساعدات بنيرانها وبسحب سفينة أخرى إلى احد الموانئ الاسرائيلية ، كما قامت مروحية اخري بعملية انزال لفرق الكوماندوز علي ظهر السفينة التركية وقتلت بدم بارد النشطاء. وذكرت الأنباء التي اوردتها وسائل الاعلام الاسرائيلية وبعض الصحفيين علي متن السفن أن المئات من الجنود الإسرائيليين اقتحموا بشكل متزامن جميع سفن الأسطول الست، مستخدمين أسلحة نارية وقنابل الغاز المسيل للدموع. وفي لقطات صورت على متن السفينة التركية ووضعت على الانترنت، يظهر مسلحون يرتدون ملابس سوداء وهم ينزلون من مروحية الى السفينة ثم تحدث مواجهات مع الناشطين وجرحى ممددين على متن السفينة. وقالت حركة "غزة الحرة" "تحت غطاء الظلام قفز مسلحون اسرائيليون من مروحية على سفينة الشحن التركية مافي مرمره وبدأوا يطلقون النار". وحاولت دولة الاحتلال تبرير العدوان، حيث قال نائب وزير الخارجية، داني إيالون، إن سفن أسطول الحرية عبارة عن "استفزاز وتجاوز وهي سابقة خطيرة من شأنها أن تهدد استقرار المنطقة، واتهم النشطاء على متن السفن باللجوء إلى العنف أولاً". وزعم إيالون أن "السفن التي شاركت في القافلة الدولية كانت تحتوي على أسلحة وأن الجنود الذين شاركوا في عملية الاستيلاء عليها واجهوا أعمال عنف من جانب الركاب". ومن جانبه، أكد رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو الذي يزور كندا حاليا "دعمه الكامل" للجيش الاسرائيلي بعد الهجوم الدامي على اسطول المساعدة الدولية الذي كان متوجها الى قطاع غزة. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية أن ثلاثة جنود أصيبوا بجراح، وصفت جروح أحدهم بالمتوسطة جراء تعرضه للطعن في بطنه خلال عملية الاستيلاء، وتم نقل الجرحى إلى مستشفى رمبام في حيفا لتلقي العلاج. وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، اجري مشاورات مع كبار ضباط جيش الدفاع ورؤساء الدوائر الأمنية لبحث تداعيات الأحداث. ورفعت الشرطة الاسرائيلية مستوى التأهب في اسرائيل لمواجهة اي "اضطرابات محتملة" بين عرب اسرائيل بعد الهجوم، وفق ما اعلن المتحدث باسم الشرطة. ودعت حركة حماس الى "الانتفاض" امام سفارات اسرائيل في العالم احتجاجا على الهجوم. كما دعت حماس وفتح الى تحركات احتجاجية اخرى داخل الاراضي الفلسطينية وخارجها. وقد اعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي دان الهجوم، الحداد ثلاثة ايام على ضحايا الهجوم . من جهتها، قالت وكالة الانباء الفلسطينية إن البحرية الإسرائيلية فرضت طوقاً على شواطئ غزة لمنع السفن من الخروج إلى البحر، فيما سيطرت على السفن وهي في طريقها إلى ميناء أسدود، وأعلنت حالة الطوارئ في منطقة الشمال بأراضي 1948 بعد الانباء التي تحدثت عن إصابة الشيخ رائد صلاح في الهجوم وعدم توفر معلومات عن مدى خطورة إصابته. وأشارت إلى أن أسطول الحرية يضم عدداً من السفن من عدة دول، تحمل على متنها 750 متضامناً من أكثر من 40 دولة، بينها 44 شخصية رسمية وبرلمانية وسياسية أوروبية وعربية، من ضمنهم عشرة نواب جزائريين. وتحمل السفن أكثر من 10 آلاف طن مساعدات طبية ومواد بناء وأخشاب، و100 منزل جاهز لمساعدة عشرات آلاف السكان الذين فقدوا منازلهم في الحرب الإسرائيلية على غزة مطلع عام 2009، كما تحمل 500 عربة كهربائية لاستخدام المعاقين حركياً، لا سيما وأن الحرب الأخيرة خلفت نحو 600 معاق بغزة. وكانت السلطات الإسرائيلية قد أعلنت أنها لن تسمح بوصول القافلة البحرية إلى مشارف غزة، فيما تحركت قطع حربية إسرائيلية إلى عرض البحر لاعتراض سفن المساعدات، مهددة في الوقت ذاته باللجوء إلى القوة إذا ما اقتضت الضرورة لمنع السفن من الوصول إلى غزة، كما أفادت هيئة الإذاعة والتلفزة التركية "تي آر تي." المصدر وكالات الانباء