هل يمكن مقاطعة اللحوم الحمراء؟

إن المقدار اللازم لاحتياج الإنسان يوميا من البروتين الحيواني والنباتي بصورة وسطية هي جرام واحد لكل كيلو جرام من وزن الجسم‏,‏ والحد الأدني من البروتين الحيواني يبلغ حوالي‏35‏ جراما. وذلك علما بأن كبار السن والصغار والحوامل هم بحاجة أكبر من البروتين‏,‏ وتلك الكمية توجد في حوالي‏100‏ جرام فقط من اللحوم‏.‏
ويوضح الدكتور محمد الحوفي أستاذ علوم الأغذية بجامعه عين شمس أن كمية البروتين يمكن تناولها من بدائل أخري لاتقل في قيمتها الحيوية‏,‏ بل قد تفوقها مثل منتجات الألبان والبيض‏,‏ وهناك بدائل جيدة للحوم الحمراء‏,‏ ألا وهي اللحوم البيضاء والأسماك وكذلك الحبوب والبقول‏,‏ حيث إنها تحتوي علي بروتين نباتي‏,‏ بالرغم من أنه فقير في بعض الأحماض الأمينية الأساسية والحديد وبعض الفيتامينات‏,‏ إلا أنه عند عمل طبق يجمع بين الحبوب والبقول فكل منهما يكمل النقص في الحمض الأميني المفقود في الآخر‏,‏ مثل طبق الكشري فهو يحتوي علي العدس كبقول‏,‏ والأرز كحبوب‏,‏ وبالتالي يكون قد اكتمل النقص في كل منهما‏,‏ وأصبح هذا الطبق بروتينا نباتيا كاملا فيه الأحماض الأمينية الأساسية‏,‏ ويمكن رفع قيمته الغذائية بوضع شرائح من البيض المسلوق عليها أو قطع من الجبن
وأضاف أنه إذا كانت اللحوم الحمراء غنية بالحديد وفي صورة أفضل للامتصاص‏,‏ فيمكن تعويض ذلك بالخضراوات الورقية‏,‏ علي سبيل المثال‏100‏ جرام من أوراق السبانخ المطبوخة تحتوي حوالي‏3.6‏ ملجم من الحديد‏,‏ كافية لسد ثلث الاحتياجات اليومية منه ويمكن تحسين عملية امتصاصه في الأمعاء بتناول أغذية غنية في فيتامين ج مثل البرتقال‏,‏
ولا يغيب عن البال أن فائدة البروتين تتوقف علي طريقة تجهيزه للأكل‏,‏ فقد يؤدي التحمير‏'‏ القلي‏'‏ مثلا إلي الإقلال من فائدته‏,‏ إضافة إلي جعل البروتين أعسر هضما‏,‏ وكلما كان الهضم تاما استفاد الجسم من الأحماض الأمينية الموجودة فيه‏,‏ ولاننسي أن الإفراط في أكل اللحوم يؤدي إلي الإصابة بأمراض الأوعية الدموية المختلفة كأمراض تصلب الشرايين وأمراض القلب المختلفة وتكوين جلطات دموية‏,‏ بسبب ارتفاع الدهون الحيوانية والكوليسترول الذي يهدد صحة الإنسان‏.‏