لأول مرة في تاريخ الصلح في الخصومات الثأرية نجحت مساعي الخير بأسوان في إنهاء أثنتين من الخصومات الثأرية دفعة واحدة بين ثلاث عائلات. و هي الجوابر وآل كرار وآل عطا بمدينة البصيلية. وأرجع مصطفي السيد محافظ أسوان ذلك إلي الجهود المتميزة لرجال الدين والقيادات الأمنية والشعبية والأهلية في التوفيق بين العائلات المتخاصمة لوقف إراقة الدماء وتحقيق التسامح بين أبناء المجتمع الواحد. وقد شهد مراسم الصلح محافظ أسوان واللواء ناجي الحصي مدير أمن أسوان والشيخ شوقي عبد اللطيف وكيل وزارة الأوقاف ورئيس القطاع الديني وبحضور أكثر من5 آلاف مواطن من أهالي المتصالحين والمحافظات المجاورة لأسوان, بجانب لفيف من القيادات الأمنية والشعبية والتنفيذية وأعضاء مجلسي الشعب والشوري. وأكد مصطفي السيد في كلمته أيضا أهمية إنهاء مثل هذه الخصومات ونبذ الخلافات وردم بؤر الدم تطبيقا للمعاني السمحة للدين الإسلامي لإرساء دعائم الاستقرار والسلام والأمان من أجل تحقيق آمال وطموحات كافة فئات المجتمع والوصول إلي التنمية الشاملة في كافة المجالات الحياتية, ودعا جميع الأطراف المتخاصمة بالمحافظة إلي الالتفاف إلي صوت العقل والتفرغ إلي العمل المثمر فقط.. ومن جانبه أكد الشيخ عبد السلام مصطفي رئيس لجنة الصلح ضرورة نشر روح المحبة والتسامح والتعاون بين جموع المواطنين بمختلف قبائلهم وعائلاتهم لما يعود بالنفع علي كل فرد ويحقق معه التكاتف والتصدي لأي قوة معادية من الخارج. والجدير بالذكر أن وقائع الخصومة الثأرية الأولي كانت بين عائلتي الجوابر وآل كرار وترجع إلي عام1979 بسبب حدوث خلاف بين العائلتين توفي علي أثره علي عبد الطالب محمد من عائلة الجوابر, أما الخصومة الثأرية الثانية فكانت بين عائلتي الجوابر وآل أبو عطا وترجع إلي عام1994 بسبب حدوث خلاف بين العائلتين توفي علي أثره كمال عطا بطلق ناري وتم حبس المتهم جابر علي محمد لمدة سبع سنوات وأفرج عنه بعد قضاء العقوبة. وأثناء هذه الأحداث بدأت لجنة الصلح بمساعي حثيثة للصلح بين العائلات المتخاصمة بالتعاون مع الجهات الأمنية وأعضاء المجالس المحلية, بالإضافة إلي القيادات الطبيعية في مدينة البصيلية حتي توصلت اللجنة للصلح الجماعي والذي أنهي معه الخصومة الثأرية بين هذه العائلات.