من يصدق أن محافظة بها3079 منشأة طبية, منها3 آلاف عيادة خاصة ومستشفي ومركز طبي خاص, و22 مستشفي مركزيا ونوعيا, و57 مستشفي تكامليا صحيا وطب الأسرة, تتبع الاشراف المباشر لوزارة الصحة, وتقدم خدماتها الصحية والعلاجية لنحو4.5 مليون نسمة( بل أكثر من ذلك إذا وضعنا في الاعتبار المرضي الوافدين من خارج المحافظة) هم عدد سكان محافظة الغربية علي مستوي8 مراكز و317 قرية أما لا يوجد بها سوي4 محارق فقط( علما بأن حالتها تحتاج الي إحلال وتجديد) طاقة كل منها40 كجم/ ساعة. يحدث ذلك في الوقت الذي يبلغ معدل النفايات الطبية حسب تقدير منظمة الصحة العالمية ما بين800 جم وكيلو جرام لكل سرير يوميا, وكذلك في الوقت الذي يتولد فيه ما يزيد علي5 أطنان نفايات طبية عن المستشفيات والمراكز الطبية يوميا علي مستوي المحافظة, مما يجعلنا أمام كارثة حقيقية, وسؤال يبحث عن اجابة: أين تذهب النفايات الطبية الخطرة المتولدة عن المنشآت الصحية والطبية بمحافظة الغربية؟ ومن المسئول عن مافيا يبيع وتهريب هذه المخلفات ليلا ونهارا لتدخل في العديد من الصناعات البلاستيكية التي لا غني للمواطنين عن استخدامها بصفة يومية, مما يعتبر تهديدا للصحة العامة للمواطنين, وإنذارا بزيادة نسبة مرض السرطان. الأهرام تدق ناقوس الخطر, من داخل المستشفيات التي تفتقر إلي وجود محارق أو مفارم بها, خاصة المستشفيات الكبيرة, مثل المنشاوي العام بطنطا, التي يتردد عليها آلاف المرضي يوميا.. خاصة بعد أن تكدست المحارق الأربع الموجودة بمدن: المحلة الكبري, وبسيون, والسنطة, وقطور, حتي أصبحت عملية الحرق تتم خارجها, مما يشكل ضررا بالغا علي صحة المواطنين وما يدعو للعجب, أن مدينة طنطا, عاصمة الإقليم, لا يوجد بها محرقة واحدة تستوعب النفايات الناتجة عن مستشفياتها, وخاصة أن بها نحو11 مستشفي ومركزا تابعا لوزارة الصحة كما يوجد بها12 مركزا للغسيل الكلوي من اجمالي42 مركزا علي مستوي المحافظة, تعالج3845 مريضا, يتم عمل غسيل كلوي لكل منهم12 مرة شهريا, ويتولد عنه كيلو جرام مخلفات طبية في الجلسة الواحدة, مما يعني أن ناتج المخلفات الطبية الخطرة لمرضي مراكز الغسيل الكلوي فقط علي مستوي المحافظة يبلغ46 طنا و140 كيلو جراما شهريا. وإذا افترضنا أن المحارق الأربع التي تعمل كل منها بطاقة40 كجم/ساعة يتم تشغيلها5 ساعات يوميا, فأنها ستحرق كمية قدرها5 أطنان و200 كيلو جرام شهريا.. فأين يذهب باقي ال46 طنا المتولدة من مراكز الغسيل الكلوي وحدها؟ وأين تذهب النفايات الطبية الخطرة المتولدة عن باقي ال3079 مستشفي ومركزا وعيادة علي مستوي المحافظة؟ ولمواجهة هذه المشكلة الكارثية, يقترح الدكتور مصطفي أبوزيد من مستشفي زفتي العام, استبدال المحارق الموجودة بأخري ذات طاقة تشغيل أكبر, وزيادة عدد السيارات والعمالة, في حين يري الدكتور مجدي عوض, مدير مستشفي قطور المركزي السابق أن نقل المحارق إلي الصحراء ضرورة لابد منها, حفاظا علي الصحة العامة للمواطنين. من جانبه, يستنكر كيميائي أول محمد حافظ سيد أحمد, مدير إدارة صحة البيئة بمديرية الصحة بالغربية, استبعاد صحة البيئة من الاشراف علي المحارق( علي مستوي الجمهورية) رغم انها كانت معنية بهذا الأمر منذ عشرات السنين وحتي أكتوبر الماضي, في الوقت الذي تم اسناد الاشراف عليها إلي إدارة المسائل بمديرية الصحة, وهي ليست معنية بهذا الأمر!!. ومن ناحيته, أكد الدكتور شريف حمودة وكيل وزارة الصحة بالغربية انه تم اعتماد30 مليون جنيه لاقامة محارق جديدة علي مستوي عال من الكفاءة لسد العجز في عدد المحارق الموجودة بالمحافظة..