ظلت مستشفيات التكامل لغزا محيرا للجميع حتي الآن, مسببة صراعا مزمنا للمسئولين إذ تم انشاؤها في ظروف غامضة وبسرعة ودون هدف محدد. فهي لاترقي لمستشفي وفقا لمقاييس ومعايير الجودة ولم تكن صغيرة في حجم وحدات طب الأسرة, هل يصدق عقل انه تم إنشاء470 مستشفي منها وتجهيزها بنظام تسليم المفتاح في التسعينيات ولم تقدم خدمة حقيقية للمواطن. لكن كان لابد من حل وتصرف عاقل يحسم مشكلة هذه المستشفيات المزمنة. وقد تقرر الاستفادة من الأجهزة والمعدات الموجودة بالعمليات والمستشفي ونقلها للمستشفيات العامة والمركزية في المديرية نفسها ليستفيد منها أهل المنطقة أنفسهم بدلا من بقائها خارج الخدمة, وكان القرار صائبا لحد ما حتي لاتهدر أموال الشعب التي صرفت فيها ويكون لها مردود وتساعد علي الارتقاء بالمستشفيات الأخري التي تخضع لنظم ومقاييس الجودة. ويتم ذلك في إطار خطة شاملة لتطوير المستشفيات العامة والمركزية التي انتهت بتطوير نحو19 مستشفي, تكلف مليارا و200 مليون, وجار تطوير عدد آخر خلال العام المالي الحالي لتقديم خدمة متميزة, وتم تحويل نحو30% لمستشفي مركزي بعد تطويرها وتحسينها لتطابق المواصفات والمعايير المتفق عليها, وتم تحويل النسبة المتبقية, لتحقيق نقلة نوعية في الخدمة الصحية, كما يقول المسئول عن المستشفيات العامة والمركزية ونتمني الارتقاء بالخدمة ويشعر المواطن بأنه يحصل علي حقه. ويقول الدكتور أسامة جميل رئيس قطاع الطب العلاجي بوزارة الصحة إن مستشفيات التكامل عددها468 مستشفي منتشرة في انحاء الجمهورية وموزعة علي29 مديرية صحة وهي بالمقاييس لاتصلح أن تقدم خدمة كمستشفي, بالوضع الذي انشئت عليه فلم يكن هناك تخطيط للاحتياجات عند انشائها, وظلت لسنوات طويلة دون عمل أو الاستفادة منها أو تجهيزاتها, ولذلك قرر الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة عمل خطة مدروسة للاستفادة من هذه المنشآت والتجهيزات وفقا للمعايير والمقاييس الصحية والنظم العالمية لبناء المستشفيات, وقد تم وضع خطة وتم معاينة المستشفيات من لجنة مشكلة من خبراء قطاع الطب العلاجي والإدارة الهندسية بالوزارة والتعاون مع المديريات الصحية, فتم تحويل نحو30% منها إلي مستشفيات مركزية ب بشرط أن تبعد15 كيلو مترا عن اقرب مستشفي مركزي, وبالاستعانة بتقرير اللجنة المختصة بالمعاينة لتقييم المستشفي قبل تحويله من الناحية الهندسية والفنية والانشائية, وتم اجراء بعض التعديلات عليها قبل تحويلها لمستشفي مركزي لتتماشي مع المعايير والمواصفات الموضوعة, وتم تحويل باقي مستشفيات التكامل لوحدات طب الأسرة, وهي تؤدي خدمات صحية مهمة للمجتمع وكان لابد من إعادة توظيفها للمصلحة العامة, ووفق قواعد عالمية. النقل بوعي ويشير الدكتور أسامة إلي انه للأسف عند نقل بعض التجهيزات والمعدات من بعض مستشفيات التكامل نجد مقاومة شرسة من المجالس الشعبية المحلية رغم انه يتم النقل للمستشفي بنفس المديرية وهي ستخدم نفس المنطقة لكن بشكل أكثر فاعلية نتيجة تعظيم الاستفادة منها, ونجحنا بالتعاون مع المديريات في نقل نحو85% من التجهيزات والتي كانت في حالة جيدة وسلمية للمستشفيات المجاورة العامة والمركزية وفقا للحاجة وخطط التطوير. ويوضح أن مراكز طب الأسرة المحولة بها عيادات تخصصية لخدمة صحة المواطنين وتشمل أهم التخصصات الطبية وهي الباطنية وطب الأطفال والنساء والتوليد والأسنان فكل مركز يضم التخصصات الأربعة, وهي أيضا كانت تحتاج لبعض التجهيزات حصلنا عليها من مستشفي التكامل أثناء تحويلها لمركز طب أسرة وظلت في موقعها, والتجهيزات والمعدات يصعب تقدير قيمتها فهي بمئات الملايين ولا نعلم مركتها ولا أسعارها الحالية فهي جاءت في التسعينيات, لكنها أفادت في دعم المستشفيات بأجهزتها وغرف عملياتها في منشآت تتوافر فيها المواصفات وتقديم الخدمة علي أفضل وجه وأمان. تطوير لابد منه وبالحديث عن المستشفيات العامة والمركزية بنوعيها أ وب, يضيف الدكتور أسامة جميل المسئول عنها: نقوم حاليا وفق خطة مدروسة جيدا ووفقا للمعايير العالمية للمستشفيات بتطوير المستشفيات لتحقيق برنامج الرئيس مبارك الانتخابي, فالقطاع يتبعه507 مستشفيات عامة ومركزية علي مستوي الجمهورية, والمستشفي العام يتعدي200 سرير, ويضم جميع التخصصات الطبية ويخدم منطقة سكانية تضم نصف مليون نسمة وتكون في عاصمة المحافظة أو في مدينة كبيرة مثل المحلة الكبري, ويوجد بكل محافظة مستشفي عام أو أكثر, أما المستشفي المركزي أ فلا يقل عن100 سرير وبها معظم التخصصات وتخدم منطقة سكانية تعدادها نحو ربع مليون نسمة, ويكون في المراكز بالمحافظات, أما المستشفيات فئة ب تضم نحو50 سريرا وتخدم منطقة بها100 ألف نسمة, وبها كثير من التخصصات, بالإضافة لهذه المستشفيات توجد مستشفيات نوعية وتشمل الصدرية والرمد والجلدية والتناسلية والحميات, وهي نحو36 مستشفي, وتتجه الوزارة إلي الاعتماد علي نوعية المستشفي وخدماتها المميزة, وفي العام الماضي تم تطوير19 مستشفي, تشمل الزهور في بورسعيد ومدينة بدر والقاهرة الجديدة وحميات العباسية وناصر والوسطي والفشن والأقصر العام وكفرالزيات العام والمحلة العام والعريش, بعد أن اصابتها السيول وأبوكبير المركزي, وتكلف التطوير نحو1,2 مليار جنيه, وهناك التزام ببرنامج الرئيس الانتخابي, حيث يوجد عدة مستشفيات تحت التطوير هذا العام, علي رأسها مستشفي قليوب وسيتم تطوير البنية التحتية لها والمنشآت والتجهيزات والمعدات وبدأ العمل فيها في العام المالي الحالي, وستشهد تطويرا كبيرا, وستضاف لها تجهيزات جديدة وغرف عمليات وعيادات خارجية ورعاية مركزة متطورة جدا, ومن المستشفيات التي سيجري تحديثها كفر سعد المركزي ومركز الحوادث والطوارئ بإيتاي البارود ومستشفي وادي النطرون والعلمين, كما تم ويجري حاليا تطوير كثير من أقسام الطوارئ والحوادث, لأنها تستحق الدعم وعليها أعباء كبيرة, وكانت تفتقد للتطوير والتجهيزات, لكن اليوم ننظر لها بعين الاعتبار فهي تنقذ المواطن, ويوجد اهتمام بمراكز الاورام, حيث افتتحت السيدة سوزان مبارك مركز أورام أسوان وسيلية مركز سوهاج, ووصل عدد هذه المراكز حاليا إلي14 مركزا, والعمل متواصل في الرعايات المركزة بتوسيعها وتحديثها, وكذلك أقسام الغسيل الكلوي وحضانات المبتسرين, والمهم انه يجري تدريب هيئات التمريض ورفع مستواها, وستكون هناك زيادة في دخول التمريض مشجعة ستجلبهم للعمل بالمستشفيات من خلال الحوافز والمكافآت وسنحقق نقلة كبيرة في هذا المجال تتعوض العجز في التمريض بالمستشفيات.