الزوجات ليس وقفا علي الإسلام,كما تدعي بعض الأقلام الغربية, وكان نظاما معروفا عند قدماء المصريين والفرس ويرو أنهم كانوا يمنحون جائزة تشجيعية . لمن يتزوج أكثر كما كان عند الأشوريين والبابليين والهندوس وعرفه الروس وعملوا به بعد ملوك اليونان. وكانت بعض الأمم تقصر جواز التعدد للرؤساء دون غيرهم, فكان السكان الأصليون لأستراليا يجيزون لرؤساء العشائر الاستحواذ علي أي عدد من النساء ويعتبرو بعضهن زوجات شرعيات وغيرها من الإماء والأرقاء. وفي شعائر السكان الأصليين في أمريكا كان الرجل يتزوج عادة أكثر من واحده وكان الصينيون في أقدم عصورهم علي نظام التعدد وفي البلاد المحيطة بالإمبراطورية الرومانية كان تعدد الزوجات عادة منتشرة وشائعة. وكان العرب قبل الإسلام كما يقول الدكتور احمد شحاتة أستاذ التفسير وعلوم القران الكريم بجامعة الأزهر علي نظام تعدد الزوجات كغيرهم من الأمم الأخري بل كانوا أكثر إفراطا فالرجل يتزوج من النساء بأي عدد ومنهم من كان يتزوج عشرا وأكثر من ذلك. وفي الديانة اليهودية خلت الأسفار الخمسة الأولي من التوراة من نص يحرم تعدد الزوجات مما يدل علي أن التعدد كان شائعا حتي بين كثير من الأنبياء فقد تزوج إبراهيم عليه السلام من سارة وهاجر التي أنجبت إسماعيل عليه السلام, كما تزوج يعقوب عليه السلام أربعا من النسوة, وموسي عليه السلام كان له زوجة أخري مع ابنة شعيب, وثبت في التوراة ايضا ان سليمان وداود عليهما السلام كان عند كل منهما ما يقرب من مائة زوجه, ويلخص القول ان التوراة لم تحرم تعدد الزوجات ولم تحجر علي الرجل ان يتزوج بأي عدد من النساء. ويضيف الدكتور احمد شحاتة أستاذ التفسير وعلوم القران ان الإسلام جاء فوجد في العالم نظام تعدد الزوجات دون تحديد علي الإطلاق عند اليهود ونظام الزواج المؤبد عند المسيحيين, فلم يرتضي واحدا منهما ولم يقبل وحدة الزوجة لأنه اخفق عمليا في الالتزام بها, ولم يقبل ما كان قائما في معظم أنحاء العالم من تعدد الزوجات دون حد, وأعلن الإسلام انه حدد أربع زوجات فقط وقيدها بإمكانية العدل او الاكتفاء بواحدة فقال الله تعالي:وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامي فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدني ألا تعولوا لان الإسلام نظام واقعي وايجابي يتفق مع فطرة الإنسان وتكوينه وضروراته ومع ملابسات حياته المتغيرة في شتي البقاع والأزمان والأحوال وأوضح الدكتور شحاتة أن تشريعات الإسلام في الزواج وتحديد عدد الزوجات تتفق مع العقل والمنطق الإنساني والحياة الاجتماعية, فالرجل الذي منح قبل الإسلام الحق في ان يتخذ من الزوجات ما شاء لا يمكن القول له لا تتزوج غير واحدة بل أباح التعدد وقننه وحدده في صورة لا مثيل لها في الديانات الأخري.