يلح علي سؤال أعيتني الاجابة عليه لعل طرحه من خلال هذا المنبر يلقي ببصيص ضوء علي اول الخيط الموصل اليها وهو: لماذا نتصرف معظمنا علي الاقل, في حياتنا اليومية ونحن متوسطو الدخل, ومدينيون. ولانملك مقومات الترف كأغني اغنياء العالم مما يزيد من احساسنا بالفقر سواء كنا مواطنين او حكومة ناسين او متناسين وصية الرسول صلوات الله وسلامه عليه لابي هريرة أقلل من الشهوات يسهل عليك الفقر, فالبعض قد يلبس الشبشب والجلباب القديم ويأكل القريش والمدمس, ويقاطع اللحمة ومع ذلك لاينسي متعته, وشهواته, فلا يحرم نفسه من السجائر ويدخن أحيانا المارلبورو ويشتري الفياجرا والماماجرا, بالرغم من ان صحته بمب! وتتعجب كيف يدبر هذا البعض المال اللازم لكل هذه الأشياء بالرغم من انهم عندما يذهبون إلي الطبيب ويحتاجون إلي بعض الفحوص يرفضون حتي لايكتشفوا ما ينغص حياتهم, فهم يريدون ان كونوا اصحاء كدة وكدة من غير شوشرة أو وجع قلب! هل هو البحث عن المتعة الوقتية وفقد الحس الاستراتيجي والنظرة المستقبلية.. ذلك الوحش الذي سيطر علي تفكير معظمنا بعد ان كنا نعمل من أجل الخلود فجعلنا نؤمن بالمثل الذي يقول: احييني اليوم وامتني غدا, والمشكلة ان مايقال عن الفرد يصح عن الجماعة, وماينطبق علي الشعب ينطبق أيضا علي الحكومة! فهل الطبيعة الاستهلاكية التي تجعل صاحبها ينظر إلي ما في ايدي الآخرين ويتمناه حتي ولو لم تكن لديه امكانات, وتجعله لاينظر إلا تحت اقدامه ولايرنو للبعيد هي السبب وراء هذا العبث؟ قد تكون, ولذلك فكل المجتمعات الاستهلاكية تعاني من مشكلة تزايد السكان تزايدا تتفرع منه مشاكل أخري كالتسرب من التعليم والامية, والبطالة وكساد سوق العمل, والاعتماد علي الاستيراد, مع قلة الميل إلي التعب وبذل المجهود وبالتالي فلا تصدير مما يقلل مع الوقت من قيمة العملة المحلية وضعف القوة الشرائية لها, وبعد كل هذا نلطم الخدود ونولول كالثكالي ماكانش يومك ياجنيه. وننسي اننا بكسلنا ونهمنا قد قتلناه عمدا واصرارا وسيظل دمه معلقا في رقابنا حتي نزرع مانأكله وننتج مانستهلكه ونشتري مانستعمله فقط ونقوم بتصدير الفائض. د. سمير محمد البهواشي