كان الممشي السياحي الرائع الذي تطل عليه مجموعة كبيرة من فنادق الغردقة علي موعد مساء السبت الماضي مع الاحتفال بختام مباريات بطولة الغردقة الدولية للاسكواش التي اصبحت أحد اهم بطولات الاسكواش علي مستوي العالم. ورغم أهمية البطولة من الناحية الرياضية وفوز نجوم مصر سيدات ورجال بمراكزها الأولي رامي عاشور وكريم درويش وأمنية عبدالقوي وإنجي خير الله إلا ان هذا ليس موضوعنا اليوم علي صفحات سياحة وسفر, فقد اخترنا ان نتحدث عن الوجه الآخر لهذه البطولة التي تنظمها الأهرام سنويا بالتعاون مع محافظة البحر الأحمر. والتي تعود فكرتها إلي الكاتب الصحفي إبراهيم حجازي. وما نقصده بالوجه الآخر هو ما تحققه هذه البطولة من عائد يصب في مصلحة السياحة المصرية وهو أحد الأهداف المهمة من وراء تنظيم هذه البطولة, ذلك ان الأهرام عندما فكر في هذه البطولة كان ذلك بدافع المساهمة في تنشيط السياحة الي الغردقة وإلي مصر باعتبار ان السياحة إحدي دعائم الاقتصاد القومي. ومن المعروف ان وسائل تنشيط السياحة لم تعد تقتصر في هذا العصر علي الحملات الإعلانية في وسائل الإعلام فقط بل هناك وسائل عديدة ليس هذا مجالها اليوم ولكن من أهم هذه الوسائل هو صناعة الحدث أو تنظيم حدث ضخم يلفت الأنظار إلي المكان وتهتم به وسائل الإعلام وبالتالي يكون عاملا مساعدا وقويا في جذب المزيد من السياحة. وهذا الحدث بالطبع يكون بطولة رياضية كبري مثل بطولة الغردقة الدولية للاسكواش أو حفل أو مهرجان فني كبير أو مؤتمر دولي أو أي حدث يهتم به العالم. من هنا كان نجاح عدد كبير من دول العالم في تنظيم أحداث من هذا النوع نذكر منها علي سبيل المثال مهرجان كان أو مهرجان ريودي جانيرو بالبرازيل أو غيرهما وأصبحت مثل هذه الأحداث علامات تجذب السياحة, خاصة إذا كانت مواعيدها ثابتة في الاجندات الدولية. أضف الي ذلك ان هناك أحداثا كبري مثل كأس العالم لكرة القدم والتي تعتبر في حد ذاتها أحداثا كبري تجذب السياحة بكل تأكيد. في هذا الإطار نتحدث عن بطولة الغردقة التي نجحت علي مدي سنوات والتي يمكن بمزيد من الاهتمام بها من السياحة ان توضع علي الأجندة الدولية للأحداث الرياضية والسياحية في مصر بحيث تكون عاملا مساعدا في الجذب السياحي. ولا شك انه فضلا لهذا الوجه الآخر لهذه البطولة الرياضية من الناحية السياحية فان بطولة الغردقة تحديدا يمكن القول انها بطولة في الشارع, بمعني انه يتم تنظيمها علي ملعب زجاجي في الشارع وسط الممشي السياحي ويحضرها الجمهور المصري والاجنبي بشكل رائع في أمسيات رائعة. ويضاف اليها الحفل الفني الذي يقام في الختام وسط ميدان السقالة الشهير في الغردقة وهذا الحفل في الشارع أيضا وحضره هذا العام ما يقرب من100 الف متفرج أو مشاهد مصري واجنبي وأحياه الفنان حكيم والمطربة شذي. ولعل ما يلفت النظر في هذا الحفل انه يقام في الشارع مثل البطولة ولم تحدث به أية مشكلات بين الجمهور بسبب الزحام بل كان الود والصداقة والحب والسلام والابتسام والفرحة هي كل ما يعلو وجه الحاضرين من مصريين وأجانب في رسالة سلام واضحة لكل من شاهد الحفل علي الهواء في التليفزيون أو حضره في الغردقة تقول فحواها ان هذه هي مصر السلام والاستقرار والأمان وليس هناك مصر أخري غير ذلك مثل ما تصوره بعض الفضائيات أحيانا. ان الوجه الآخر لبطولة الغردقة هو هذا السلام والاستقرار وهذا التواصل الانساني بين المصريين والأجانب الذين جاءوا للسياحة وغادروا بأحلي الذكريات من مصر, مؤكدين طيبة وسماحة هذا الشعب. لقد آثرت ان اكتب عن هذه البطولة اليوم لأنه من غير المعقول ان نكتب دائما عن المشكلات أو السلبيات.. ان هناك إيجابيات في هذا البلد وهناك نقاط مضيئة يجب ان نكتب عنها ونطالب بالمزيد منها حتي نساعد في تنشيط السياحة وحتي نبعث برسائل دائمة إلي العالم عن هذا الشعب الطيب وعن السلام والأمان والاستقرار علي ارض مصر الطيبة. [email protected] المزيد من مقالات مصطفى النجار