قبل أن أبدأ مقالي هذا أحب أن أؤكد أن بداياتي في أوائل السبعينات في العمل العام كانت من خلال منظمة الشباب الاشتراكي المنفذ الوحيد الموجود وقتها ثم تحولت قناعاتي الي الفكرة الاسلامية الأوضح والأنقي والأشمل والأوقع والأرجي. كما رآها كل من تحول من اليسار الي النهج الاسلامي وهم كثيرون لايمكن حصرهم مثل د. محمد عمارة والأستاذ عادل حسين والدكتور عبد الوهاب المسيري والدكتور مصطفي محمود والمستشار طارق البشري وغيرهم كثير ممن تتلمذت علي أفكارهم وأيديهم وذلك له أهميته في مقالة اليوم وحتي لايزايد علي أحد فأنا اقدر كل صاحب فكر ذهب يمينا أو يسارا لكن مصر لايزايد عليها أحد! ثورة الشعب السوري ضد جلاديه وطواغيته كانت مفاجأة للشعب العربي بل لكثيرين من السوريين أنفسهم! لقد لعب النظام السوري دورا غامضا في تاريخ العرب منذ موقفه الإجرامي من شعبه وأحد الفصائل الرئيسية مثل جماعة الإخوان المسلمين في مذبحة حماة عام1981 التي ذهب ضحيتها الالاف من شعبه عارضوا سياساته وفضحوا طبيعة دوره في المنطقة باعتباره رافع شعار القومية والممانعة ضد العدو الصهيوني وهوالذي سلم اليهم أرض الجولان دون معركة واحدة بل لم يطلق طوال الثلاثين عاما الماضية طلقة واحدة ضد العدو الرابض علي أرضه!! وهو من وقف في لبنان بجوار شيعة لبنان حتي مكن لهم الوجود في جنوب لبنان علي حساب أخرين كانوا يقطنون هناك وشارك في الإضطرابات السياسية وعمليات الاغتيال السياسي في لبنان حتي افتضح أمره لأغلبية الشعب السوري عام2011 في ظل ثورات الربيع العربي فثار عليه وعلي الداعم الرئيسي له إيران الذي اعتبر الهجوم علي نظام بشار هو هجوم علي ايران نفسها وفي ظل المجازر الوحشية ضد الشعب السوري البطل والإعدامات الميدانية لخيرة شباب سوريا والقصف المتتالي علي مدن سوريا الحبيبة مازال البعض هنا في مصر يطل علينا مدافعا عن النظام العلوي مصورا الأمر أنه صراع بين نظام ممانع و مليشيات مدعومة من الغرب, و يدافع هؤلاء بشكل مثير للقلق باستماته عن النظام الايراني لكونه الحليف الأكبر للقتله الداعم لهم سياسا وعسكريا أو ربما يصمت هؤلاء حتي لاينفضحوا وسط أبناء الشعب المصري المتعاطف مع ثورة الشعب السوري! تري من يسمح له ضميره الوطني الذي تأثر بتعرية مواطنة أو سحل مواطن مصري بل وتهيج الدنيا وتقف ولاتقعد بينما لاتري عينيه ولايتحرك قلبه مع شعب سوريا الذي يذبح بأسلحة وشبيحة القائد الملهم بشار الأسد!! من تواتيه الجرأة كي يدافع عن نظام دمشق الدموي وشريكه الايراني الراعي الرسمي لتذبيح الأطفال والنساء والشيوخ ؟ العجيب أن قيادات جبهة الإنقاذ المعارضة في مصر هم من يتجنب الحديث عن إدانة نظام السفاح بشار بل يدافعون عنه فقد زار الأستاذ أحمد حسن أمين عام الحزب الناصري الذي يضم الأستاذ سامح عاشور والأستاذة تهاني الجبالي والأستاذ عبدالحليم قنديل والأستاذ عبدالله السناوي وغيرهم ممن هاجم خطاب الرئيس مرسي في طهران الذي انتصر للشعب السوري في عقر دار الداعم الرئيسي مثل الأستاذ ابراهيم عيسي الناصري الذي وصف الخطاب بانه خطاب شيخ في مسجد ليس له علاقه بالسياسه ويسير علي خطي مبارك!! والأستاذ جمال فهمي العضو في حزب الكرامة والتيار الشعبي بقيادة الأستاذ حمدين صباحي بأن خطاب مرسي خطاب بائس لا يعكس رؤية أو توجها; فنحن استبدلنا مبارك بمبارك أخر لكن بلحية!! لكن لأن كل اتجاه ليس كتلة واحدة فلم يعدم ناصريو سوريا نفسها معاني الوطنية والشرف فوقفوا ضد نظام بشار وأعلنوا في بيانهم الختامي في المؤتمر الذي عقد بالقاهرة في شهر ابريل الماضي ما نصه البيان الختامي للمؤتمر التأسيسي للتيار الشعبي الحر. بعد مرور ثلاثة عشر شهرا من عمر الثورة السورية المباركة, واستمرار شلال الدم المتدفق علي أرضنا الطاهرة, وعدم تورع النظام عن استخدام أبشع وسائل القمع والقتل والتدمير ضد المواطنين وضد المدن والبلدات والأحياء الثائرة عليه, ومع وضوح التباطؤ السافر للمجتمع الدولي مع النظام وتغاضيه عن جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية التي يرتكبها بحق الأطفال والنساء والرجال من شعبنا السوري العظيم, واستمرار مدة بالمهل والفرص للقضاء علي الثورة حفاظا علي المصالح الاسرائيلية التي أثبت أنه يحميها بكل اخلاص كان لابد لجميع القوي الوطنية والعروبية في سوريا والمنخرطة أصلا في صفوف الثورة منذ اليوم الأول, أن تتداعي لتوحيد صفوفها وتأسيس التيار الشعبي الحر الذي يعبر عن انتمائها السياسي والاجتماعي لتؤكد التزامها التام بثورة الشعب السوري ضد نظام القمع والاستبداد والطائفية والمشاريع الخارجية وارتباطه الوثيق بأهداف الثورة ألم أقل لكم أن الأمة لن تعدم الشرفاء في أي وقت!ولا يجب أن ننسي بيان مجموعة قوميون وناصريون ضد المؤامرة الرافض للعنف في مصر! تحية شرف لمن يحافظ علي شرفه وكرامته عندما يحتاج منه الوطن الموقف الصحيح بدون حسابات تعظم الحقيروتحقر العظيم! ويبقي رجاء للحكومة المصرية لنأخذ حذرنا جميعا خاصة ونحن نستقبل الأشقاء السوريين في مصركما لم يستقبلهم أحد( الأردن وتركيا مثلا) بلا أي موانع وبقلوب مفتوحة جعلت مصرحكومة وشعبا تبذل الكثير من أجل تسهيل الحياة عليهم لحين عودتهم الي بلادهم معززين مكرمين لكن وآه من لكن يجب اتخاذ اللازم حيث دخل ضمن هؤلاء اللاجئين عدد كبير من العلويين والشبيحة لأهداف لاتخفي علي أحد وهؤلاء ربما يستوطنون مصر إذا سقط نظام بشار وسيسقط ان شاء الله, وفي هذا خطر عظيم علي الثورة المصرية التي يتلاعب باستقرارها فصيل داعم لبشار السفاح! وكل ما أطالب به الحكومة سأتقدم به لها من خلال مجلس الشوري حتي لا ينفعل أحد ويتساءل طب بتقولنا ليه ما تنفذ انت!! لابد من ربط ما يحدث بمصر من أحداث بما يدور في الخارج وعلاقة كافة الفصائل ببعضها البعض لأن الإصرارعلي استمرارالعنف في مصرورفض كل نداءات الحوارومحاولة هدم كل ما تم بناؤه كشروط لوقف التظاهرات ومسلسل الفوضي يحمل الخطر لمصر, أرجوأن نهتم بنظرة للداخل دائمة تتحلي بالوطنية ونظرةللخارج من وقت لأخر تتميز بالدقة لفهم ما يدور حولنا ويؤثر في مسيرتنا حفظ الله مصروحمي شعبها من كل سوء. المزيد من مقالات د. محمد جمال حشمت