طرف ثالث.. اجندات خاصة.. قوي خارجية..تعددت المبررات والتفسيرات لمايحدث حولنا من خراب ودمار, وان كانت النتيجة في النهاية واحدة لا تخطئها العين وهي مشهد الأم الواهية التي تتلقي طعنات متتالية ممن انجبتهم.. استغاثت مرات ومرات تستحلفهم بدماء إخوانهم الشهداء في ميدان التحرير, التي سالت من أجل بناء مصر جديدة, إلا أنهم لا يزالون يصمون آذانهم عن نداءاتها, لوضعها علي جهاز تنفس صناعي ولو لأيام قليلة تسترد فيها بعض أنفاسها..ومابين صمت القيادة السياسية وقوي ثورية تسيرفقط في مليونيات الجمعة وابناء تحول بعضهم إلي قتلة.. لم يعد من المستغرب أن نجد مصر التي ذكرها المولي عز وجل في كتابه العزيز, والتي طمأن زائريها بقوله ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين أشبه بالجسد المريض الذي يحتاج الآن إلي معجزة إلهية كي ينهض من جديد, من تحت مقصلة التخريب, التي يتحدث عن كوارثها الاقتصادية الخبراء المتخصصون, ويحلل علماء الاجتماع وعلم النفس أسباب الإصابة بفيروس التخريب الذي تنهانا عنه جميع الأديان السماوية. مقتطفات من الدمار اقتحام المتحف المصري, بعبور البوابة الرئيسية الخاصة به بميدان التحرير. وكسر البوابات الزجاجية الخاصة بالبازارات حول المتحف وسرقة محتوياتها, وسرقة قطع أثرية للملك الذهبي توت عنخ أمون.اشعال النيران في المجمع العلمي مما ادي الي تدمير أغلب محتوياته والتي تضم مخطوطات وكتبا أثرية وخرائط نادرة, كانت تمثل ذاكرة مصر منذ عام.1798 حصار البلطجية لشوارع وميادين القاهرة والمحافظات قيامهم بأعمال سلب ونهب واسعة لعدة بنوك وشركات ومحال وتخريب فنادق ومولات مثل ما حدث في مول أركاديا تعرض محطات مترو الأنفاق للنهب والسرقة شملت سرقة الإيرادات وأجهزة الكمبيوتر,كما تعرضت قضبان السكة الحديد للسرقة في العديد من المحافظات. قيام مجموعة من البلطجية بحرق عدد من المدارس بمحيط ميدان التحرير وسرقة أجهزة الكمبيوتر الخاصة بها ومن بينها مدرسة الليسيه التي تعتبر صرحا تاريخيا وأثريا يحوي آثارا تاريخية عريقة تحكي تاريخ مصر, قيام ملثمين باقتحام فندق سميراميس, و سرقة بعض محتوياته, وتدخل المتظاهرون لإجبار سارقيها علي تركها. حد الحرابة ينتظر المخربين تحقيق:تهاني صلاح إن أعمال العنف والتخريب الدائرة الآن في جميع أنحاء مصر تحت زعم إحياء الذكري الثانية لأحداث الثورة, إنما هو خروج عن حدود الشريعة الإسلامية التي حرصت علي حرية الرأي والتعبير بشرط ألا تنتهك الحرمات, ولا تتسبب في أذي الآخرين. وما يحدث الآن من أعمال عنف وقذف بالحجارة واعتداء علي الأبرياء بدون أي ذنب إنما يتعارض تماما مع الحرية ومع أي مطالب مشروعة, ويعد انتهاكا صارخا لحدود الله التي أمر الله بها أن تحفظ, فضلا عما تسببه الأعمال التخريبية من الإخلال بالأمن العام في البلاد, وخلق حالة من الفوضي والاضطراب, وترويع الآمنين والله سبحانه وتعالي قد حفظ للناس أبدانهم وأرواحهم وأعراضهم وعقولهم وأموالهم بما شرعه من الحدود والعقوبات التي تحقق الأمن العام والخاص. ويؤكد الدكتور فوزي السيد عبد ربه الأستاذ بجامعة الأزهر وعميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة, أن ما يحدث الآن من عنف وتدمير وتخريب أعمال لا مبرر لها علي الإطلاق, فالاحتفال بذكري ثورة25 يناير لا مكان فيه لمثل هذه الافعال, وكل هذه الأعمال تدخل في باب الحرابة في الأرض وترويع الآمنين, وحد الحرابة معروف في الإسلام وكل الشرائع تنبذها. أما جزاء الذين يفعلون ذلك ويعبثون في الأرض فسادا فقد ذكرته الآية الكريمة في سورة المائدة إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم ولاشك أن هذه فتنة ونحن في مرحلة تكثر فيها الفتن والشائعات, ويجب علي العقلاء من المسلمين وغيرهم في مثل هذه الظروف أن يتقوا الفتن ويبتعدوا عن مواطنها, حيث يقول الرسول صلي الله عليه وسلم ستكون فتن كقطع الليل المظلم الجالس فيها خيرا من الواقف فكلما استطاع الإنسان الهروب من الفتن كلما خمدت وقل تأثيرها, وكان عبد الرحمن بن عوف عندما قامت الفتنة في عهد سيدنا عثمان رضي الله عنه والتي سميت بالفتنة الكبري وتحارب المسلمون فيما بينهم, وكان عبد الرحمن بن عوف ممن يؤخذ رأيهم خرج عن مجتمع المسلمين ولزم ضيعة له, وبعد عن المعترك السياسي, فجاءه ابنه عبد الله ممتطيا جواده وهو منفعل وتعجب مما يفعل أبوه, وعاتبه كيف يترك المسلمين هكذا, فابتسم له أبوه وشد من أزره وقال له: لقد سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول عندما تكون فتنة فإن الله تعالي يحب العبد التقي الغني الخفي لذلك فإن ما يحدث الآن في تقديري ومن وجهة نظر كل الشرائع وعلي رأسها الإسلام الحنيف هو نوع من الفوضي, التي ينبغي أن يضرب علي أيدي مرتكبها بكل قوة وحزم. فالأزهر الشريف بدوره الرائد في توجيه المجتمع الاسلامي في مصر, وفي كل شعوب الأرض بوسطيته المعروفة واتجاهه المعتدل لا شك أن عليه دورا كبيرا في هذه المرحلة, وهذا الدور يتمثل في علمائه المنتشرين في كل بقاع الأرض في مصر وخارجها, والذين يعتلون المنابر من الخطباء سواء بوزارة الأوقاف أو بإدارة الوعظ بالأزهر الشريف أو بغير ذلك من الجمعيات الدعوية كلهم أزهريون, وواجب عليهم توجيه الشباب إلي البعد عن العنف والتخريب, وعدم المساس بالمنشآت الحيوية أو قطع الطرق أو قطع السكك الحديدية, وتعطيل مصالح الناس أو الوقوف في أماكن من شأنها إعاقة حركة المرور. كما نهيب أيضا بوزارة الأوقاف من خلال برامجها الدينية أن تقوم بعقد الندوات التثقيفية والتوجيهية التي تعرف الشباب بمصلحة بلدهم وتسعي إلي لم الشمل وعدم التعصب. والكنيسة ودعاتها بكل طوائفها لا يقل دورها عن الأزهر الشريف في توجيه الشباب والنشء مسلمين وأقباط, بأن يتقوا الله وأن يستمدوا من دينهم المثل العليا,وقيمة العمل وأن يعرفوهم أن الأديان جميعا تجرم العنف والتخريب والتدمير. وإذا ما نشط الأزهر الشريف والكنيسة علي حد سواء في هذا المجال, من خلال مبادرات مشتركة فيما بينهم, ستكون النتيجة بإذن الله ايجابية. الحرابة في الإسلام الحرابة هي حد من حدود الله عز وجل فرضه علي الذين يعيثون في الأرض فسادا, والذي ننطلق عليهم اليوم اسم البلطجية أو الشبيحة.والحرابة هي قطع الطريق وتتحقق بخروج فردا واحدا أو جماعة مسلحة علي الناس الآمنة المطمئنة, وذلك لإحداث الفوضي وسفك الدماء وسلب الأموال أو هتك الأعراض, وإهلاك الحرث والنسل بأي أداة كانت ز س ا بفعلته ذلك لأن الحرابة أساسا تقوم علي المجاهرة بالإرهاب وعدم الخوف. والعقوبات التي أوجبها الله عز وجل علي من يستحقون تطبيق حد الحرابة فيهم متسلسلة تسلسلا كما في كتاب الله عز وجل وقد قسم أهل العلم وبينوا كل عقوبة منها علي قدر الجريمة المرتكبة, فقالوا إن كانت الجريمة قتل مع أخذ مال عنوة كانت العقوبة قتل وصلب, وان كانت الجريمة قتل فقط دون سلب مال فالعقوبة قتل فقط, وان كانت العقوبة أخذ مال دون قتل فالعقوبة قطع الأرجل والأيدي من خلاف, كأن تقطع الرجل اليمني مع اليد اليسري أو قطع الرجل اليسري مع اليد اليمني, وان كانت الجريمة إرهاب فقط دون قتل أو اخذ مال فالعقوبة نفي من الأرض. وقال الإمام مالك رحمه الله: العقوبة مخيرة وللقاضي أن يحكم ما يشاء فيها علي ضوء العقوبات الواردة في قوله تعالي دون هوادة. الكبت والغضب تحقيق:نيرمين قطب عندما يغيب المنطق ويصمت صوت العقل والضمير لا يعلوا صوت فوق صيحات العنف والتخريب ولا ينجوا من امواج الغضب اخضر او يابس وللأسف فإن شحنة الغضب في المجتمع المصري لا تنخفض تردداتها ولا تنحصر امواجها منذ اندلاع ثورة يناير2011.و لا تفرق بين التعبير عن الرأي و بين تخريب بنية اساسية او منافع عامه. ودائما ما تبدأ المظاهرات بالمسيرات السلمية التي يري الدكتور علي ليلة خبير علم الاجتماع بجامعة عين شمس ان الشباب إتبعوا هذا النهج إلي حد كبير في الفترات السابقة ولكن عدم الاستجابة من النظام السياسي الذي لا يسمع لمطالبهم حولها إلي غضب فأي انسان عادي عندما يتراكم الغضب لديه يرتكب عنفا, وكان علي الدولة ان تسير علي درب دول العالم التي تدرس مضمون التظاهر وأسبابه بجدية و ينفذوا المطالب مثلما حدث في ثورة الطلبة في فرنسا عام1968 وعلي الرغم من إدانته فعل العنف والتخريب فإن استاذ علم الاجتماع لا يدين الشباب الذي يرتكبه ولكن يلوم النظام الذي يظل صامتا حتي يتحول الشباب إلي قنبلة موقوتة فالنظام اصبح يتسم بقدر من عدم العقلانية الذي قد يؤدي إلي استمرار العنف حتي ينهار النظام السياسي. وللأسف يري الدكتور علي ليله ان العنف سوف يظل سمة سائدة في المجتمع المصري إلي ان يتعلم الشعب ان يكون ديمقراطيا و لن يحدث ذلك حتي يتعلم الحاكم ان يكون ديمقراطيا و لكنه يؤكد ايضا اننا نعيش فترة من اعظم الفترات التي اثرت فيها الثورة علي الشعب المصري وعرف ان الثورة هي طريقنا لنيل الحقوق. ولكن هل السياسة وحدها تؤدي إلي هذا الكم من العنف؟ الدكتورة هالة حماد استاذ الطب النفسي تجيب قائلة أن حالة التخريب والميل إلي العنف قد يظهرا في سن مبكرة ولكنه قد يكون تخريبا ايجابيا يميل فيه الطفل للاستكشاف ويكون علي درجة عالية من الذكاء و قد يكون علي العكس طفل ميال إلي التخريب لان بداخلة غضبا ويرجع السبب إلي طريقة تعامل الاهل مع هذا الطفل والتي يكون فيها الكثير من العنف و الغضب فوفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية90% من الاطفال في العالم يتعرضون للضرب فيكون لدي الطفل عصبية و مرارة فلابد ان يغير الاهل من اسلوب التعامل مع الابناء خاصة أن العلاقة بينهم تعتمد علي الترهيب فيكون لدي الطفل غضب من كل ما يحمل رمز السلطة و يكون التمرد علي السلطه جزء من تركيبة الطفل الذي يهان في بيته.. فاذا كان مراقبا لا يخالف القانون وعندما يلتفت صاحب السلطة يهمل وهذا الجيل المتمرد علي السلطة نتيجة المشاعر السلبية ظل علي مدي عامين يهاجم كل سلطة وكل رمز للسلطة سواء كان جيشا او حكومة او شرطة لذلك نجد بين القائمين بأعمال العنف اطفالا من سن13 و14 سنة و السلطة ترمز للأبوة و كأنه يتمرد علي الابوة التي علمته ان حل أي مشكلة تتم بالعنف فيكون العنف مقبولا لدي هذا الطفل. وتفسر استاذ الطب النفسي الوضع الحالي بان مجتمع شباب مصر بلا عمل و لا مال ولا أمل و له حق في كل ذلك و تعلم ان حقه يؤخذ بالعنف فبدأ يمارسه لأنه لم يتعلم الديمقراطية او حل المشكلة بشكل مختلف واصبح العنف غير مبرر وغير موجه نتيجة الغضب المكبوت لدي الشباب المتعلمين أما غير المثقفين فيسهل استقطابهم في اعمال الشغب والعنف. وتضيف الدكتورة هالة حماد ان حل مشكلات المجتمع المصري يكمن في تنازل الطبقة المثقفة عن احلامها وطموحاتها الشخصية في السلطة و ان يفكروا بجدية في بناء مصر اما الدكتور سعيد عبد العظيم استاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة فيري ان العنف و التخريب يرجع إلي المشهد السياسي بالدرجة الاولي و ليس لكون بعض الشخصيات عنيفة بطبعها فتلك الحالات المرضية تكون فردية ويكون الشخص فيها عنيفا و ساديا و يجنح إلي الجريمة وقد يخضع إلي العلاج النفسي اما العنف الذي يشهده الشارع المصري هو عنف موجه لأسباب و خلافات سياسية واضحة ولعدم الرضااو التوافق وعدم الثقة بين جميع الاطراف السياسية علي الساحة والتي يتسم الخلاف بينها بالعناد والمكابرة اللذان يؤديان ايضا الي العنف خاصة في ظل غياب الحوار الحقيقي و الجاد وعدم الوصول إلي حل مرضي لمختلف الاطراف وهذا اشبة بالمجتمعات القبلية.. ويري ايضا ان الحل السياسي هو الحل الوحيد و الدعوة إلي مبادرات وتوافق حقيقي بعيدا عن الانانية والاستحواذ و الاقصاء. المولوتوف يحاصر الاقتصاد تحقيق:عصام الدين راضي يخطئ من يتصور أن إعادة بناء الوطن ستنجح تحت قنابل الدخان والمولوتوف وأن الاقتصاد المنهار سيتعافي تحت الحرائق التي تشتعل في كل مكان وأن الأستثمارات الأجنبية تتدفق تحت طلقات الرصاص.وأن فرص العمل تتحقق بعد حرق المنشأت والهيئات والوزرات وأن النمو سيحدث مع زيادة عدد القتلي والجرحي في كل مكان, مخطئ من يتصور أن الوطن سيتجاوز أزمته مع الانقسام ورفض صوت العقل من جميع الأطراف, الحرائق والتخريب والقتل لن تزيد المشهد سوي مزيدا من الفشل والتراجع خسائر القتل والحرائق والتخريب والمطاردات والكر والفر خلال الأيام الماضية تجاوزت المليارات والبطالة وصلت إلي24% خلال الفترة الماضية, فهل يعلن صوت العقل عن وجوده لنتجاوز هذه المرحلة ؟ الدكتور حمدي عبد العظيم أستاذ الاقتصاد وعضو جمعية الاقتصاد السياسي يؤكدأن الاقتصاد المصري في خطر حقيقي وليس ادل علي ذلك من أن العجز في ميزان التجارة وصل الي14 مليار دولار كما أن نقص الاحتياطي ينذر بكارثة اقتصادية سوف تؤدي إلي إرتفاع الدولار بشكل متواصل وانكشاف المركز المالي سيعرضنا للخطرالمحقق و خسائر التخريب التي حدثت خلال الأيام الماضية باهظة ومنها قطاع السياحةعلي سبيل المثال الذي خسر خلال الأيام القليلة الماضية50 مليون دولار حيث تم إلغاء الكثير من حجوزات السياحةوانعكس ذلك سلبا علي عدد من الأنشطةالمرتبطة به كماأن ماحدث خلال الأيام الماضية أدي إلي تراجع الاستثمارات الأجنبية وهروبها من مصر وتصل خسائرها بالارقام الي5 مليارات دولار وخسائر البورصة تجاوزت في يوم واحد3 مليارات جنيه.. وخسائر التجارة الداخلية لا تقل عن300 مليون جنيه فقد ادي غلق الطرق وتعطيلها لخسائر في حركة التجارة داخل المواني وتحديدا السويس وبور سعيد كما أدي قطع السكك الحديدية لخسائر في عدد من القطاعات المهمة كما لا يجب أن نغفل خسائر الوزارات والهيئات التي تم حرقها والتي سيدفع ثمنها المواطن البسيط من الضرائب ولا شك أن الخسائر البشرية من أكبر الخسائر التي تكبدتها مصر خلال الأيام الماضية وتزايد اعداد المصابين لايمكن إغفاله فهؤلاء بحاجة للعلاج والتعويضات التي تصل إلي300 ألف جنيه علي اقل تقدير. أضاف الدكتور حمدي عبد العظيم أن معدل البطالة وصل إلي معدل مرعب وهو24% خلال الشهر الماضي حسب إحصائية منظمة العمل الدولية وهذا يشير إلي تراجع الاستثمار الأجنبي بقيمة5 مليارات دولار الذي كان يستوعب عددا كبيرا من الباحثين عن فرص العمل و خلال الأيام الماضية أعلنت مصلحة الضرائب عن توفير500 فرصة عمل فتقدم إليها300 ألف شاب وهذا يعكس الأزمة التي نعيشها وعلينا البحث عن حل سياسي لها حتي نعبر هذه المرحلة. الخبير الاقتصادي الدكتور شريف مختار يؤكد من جانبه أن قطع الطرق والتخريب اللذين وقعا خلال الفترة الماضية أديا إلي توقف عدد كبير من جهات الإنتاج مما أدي إلي خلق حالة من تراجع النشاط الاقتصادي, وارتفاع الأسعار لوجود نقص في السلع فأصبح الطلب أكثر من العرض, وهو ما يؤيده الدكتور فرج عبد الفتاح أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة قائلا إن المشكلة الحقيقية تكمن في أن عجز الموازنة في اتجاهه إلي الزيادة من134 مليار جنيه إلي200 مليار جنيه خلال السنة المالية الجديدة, وهو ما يمثل مشكلة جسيمة أدت إلي تفكير الحكومة في مشروع الصكوك الإسلامية ويترجم انعكاسات قطع الطرق والتخريب علي ارتفاع الأسعار إلي لغة الأرقام قائلا إن أسعار المواصلات زادت بنسبة30% كما ارتفعت أسعار الخضراوات والفواكه بنسبة25% بسبب صعوبة الانتقال بين المحافظات كما تراجع دخل الفرد بنسبة60%. ممدوح النويهي نائب رئيس جمعية النقل البري يضيف إلي حجم نزيف الخسائر الناجمة عن أعمال التخريب خسائر أخري في قطاع النقل البري تصل الي300 مليون جنيه خلال الأسبوع الماضي بسبب قطع الطرق ورفض أصحاب السيارات العمل في ظل الظروف الحالية وقد أدي توقف حركة النقل إلي إغلاق العديد من مصانع المواد الغذائية وخسائر انتظار السيارات أمام محطات الوقود والتي تمتد إلي4 أيام تتجاوز20 مليون جنيه يوميا.