نحن الآن أمام حقيقة واحدة تقول: إن شبكة الكهرباء في مصر متدهورة للغاية, وأن حجة زيادة الأحمال لم تعد مجدية, وإمدادات الوقود علي وشك النفاد خلال سنوات قليلة, ولم يعد انقطاع التيار الكهربائي عن المنازل مقتصرا علي أشهر الصيف فقط بل امتد لفصل الشتاء أيضا.وفي ظل هذه الأزمة لم يعد أمام مصر سوي الاتجاه إلي الطاقة البديلة. فالرمال والشمس هي أكبر مواردنا المهملة والتي من الممكن استثمارها للحاق بركب الدول المتقدمة في القرن الحادي والعشرين من خلال مشروع السيليكون الذي يقام حاليا بوادي التكنولوجيا بشرق الإسماعيلية, الذي عاد من أجله العالم المصري الدكتور محمود الشريف أستاذ المواد وعضو لجنة الخبراء الدولية للحكومة الكندية في البحوث العلمية والتكنولوجيا. يقول الدكتور محمود الشريف إن مشروع السيليكون يضم بداخله10 مشروعات تكنولوجية متكاملة ويبلغ رأسماله الكلي12 مليار جنيه, ويهدف إلي تصنيع خلايا الطاقة الشمسية بدلا من استيرادها بمليارات الجنيهات, مما يسهم في بناء الاقتصاد المصري وينقل مصر إلي مصاف الدول المتقدمة والمصدرة للتكنولوجيا في أقل من5 سنوات. وتمثل الطاقة الشمسية عماد3 مشروعات ومصانع, وخلال6 أشهر سيتم إنشاء مصنع لتجميع وحدات الطاقة الشمسية وإنشاء مزرعة طاقة شمسية بقدرة10 ميجاوات, ثم إنشاء مصنع لتنقية الرمال وإنتاج رقائق السيليكون ثم تحويلها إلي خلايا من الطاقة الشمسية بعد معاملتها إلكترونيا, بعد ذلك يتم إنشاء مزرعة للطاقة الشمسية بقدرة200 ميجاوات بصناعة مصرية100% علي مساحة800 فدان, تعادل20% من إنتاج السد العالي للكهرباء. ويؤكد د. محمود الشريف أن هذه المشروعات تتم وفق خطة مدروسة علي مدار6 سنوات, حيث بدأنا بالطاقة الشمسية لأنها أسهل تلك المشاريع وتكلفتها أقل, علاوة علي أن الخبرات والكفاءات متوفرة, وبالتالي ستكون أسرع في الإنشاء ولها عائد. وخلال عشر سنوات سنتمكن من التنافس مع دول مثل ماليزيا وتركيا والهند. وادي التكنولوجيا.. مشروع قومي المهندسة نعيمة محب مديرة مشروع وادي التكنولوجيا, أكدت أن مشروع' وادي السيليكون' يعد من أهم المشروعات التي يضمها' وادي التكنولوجيا', ويتوقع أن ينقل مصر اقتصاديا بقوة إلي مصاف الاقتصادات العالمية الكبري. وأوضحت أنه تم تخصيص50 فدانا لهذا المشروع, وأننا في انتظار الدراسات التفصيلية للمشروعات التي يحويها مشروع وادي السيليكون, وأكدت أن مخطط' وادي التكنولوجيا' يسمح بإقامة17 منطقة صناعية علي مساحة37% من مساحة الوادي المقدرة بنحو16500 فدان. مشيرة إلي أن مشروع وادي التكنولوجيا يعد أحد المشروعات القومية ويهدف لاستحداث مجتمع عمراني جديد بمنطقة شرق القناة يعتمد أساسا علي الصناعات عالية التقنية, ومن أهم المشروعات الأخري المخطط إقامتها في وادي التكنولوجيا مشروعات الطاقة المتجددة والصناعات الطبية والبرمجيات والتصميم والإليكترونيات والإلكترونيات الدقيقة والاتصالات. وأضافت أن' وادي التكنولوجيا' الذي يقع بمنطقة إقليمالسويس ويخطط له أن يكون مركزا لوجيستيا عالميا, يهدف إلي تحويل مصر إلي دولة منتجة ومصدرة للتكنولوجيا المتقدمة. محطات للطاقة بكوم أمبو علي الجانب الآخر وافق مجلس الوزراء منذ أشهر علي الخطة الشمسية المصرية والتي تهدف لتأسيس محطات لتركيز الطاقة وفوتوفولتيه بقدرة3500 ميجاوات بحلول عام.2027 وللبدء في التنفيذ الجدي لهذه الخطة أمر الرئيس مرسي منذ أيام بتخصيص3622 فدانا, من أراضي الدولة بمركز كوم امبو بمحافظة أسوان- مقر السد العالي, لصالح هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة. ويقول المهندس صلاح أبو عوف بهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة والمسئول عن المحطة الجديدةبأسوان يقول: العالم كله يتجه الآن إلي الطاقة الشمسية, فقد أعلنت اليابان أنها بحلول عام2030 ستكون الطاقة الشمسية هي الطاقة الوحيدة للكهرباء, ومن أجل ذلك أعطت تحفيزات للمستثمرين لديها لاستخدام الطاقة الشمسية وبناء المحطات لتوليد الكهرباء. أما المهندس حسام جميل الخبير المصري بألمانيا ورئيس قسم تكنولوجيا الطاقات المتجددة بالأكاديمية الألمانية للطاقات المتجددة وتكنولوجيا البيئة فيقول إن مصر تحصل علي نسبة كبيرة من الإشعاع الشمسي تتراوح بين1970 و3200 كيلو وات ساعة علي المتر المربع سنويا, مما يتيح الكثير من الفرص التنموية والاقتصادية جراء استغلالها الطاقة الشمسية المتاحة لديها. ويري الخبير المصري الألماني أن الجدوي الاقتصادية من استخدام الطاقة الشمسية لم تعد كما كانت في السابق باهظة التكاليف, حيث تراجعت أسعارها بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية نتيجة لزيادة التصنيع بكميات كبيرة وارتفاع حدة المنافسة بين الشركات المختلفة مما ساعد علي تطور هذه التكنولوجيا وإثبات جدارتها بعكس أسعار الطاقات الأخري التي ترتفع بشكل جنوني, فحسب دراسات دولية عديدة فإن أسعار الطاقة الشمسية سوف تقل بينما أسعار الغاز والفحم الحجري والبترول سوف ترتفع لندرتها. تشتت الجهود من ناحية أخري, تري الدكتورة إيمان المحلاوي رئيس قسم الطاقة المتجددة بالجامعة البريطانية بالقاهرة أن مصر تتمتع بثروة بشرية هائلة, ولكن المشكلة هي أن جميع تلك المجهودات تتم بصورة منفردة من أطراف عديدة مما يسبب التكرارية لنفس النشاط بلا جدوي, و كذلك يفتقد المجتمع العلمي والصناعي لمنظومة تضع خريطة الطريق الواجب اتباعها للوصول بمصر الي برنامج عملي قابل للتنفيذ هدفه تمكين المصريين من استغلال طاقتهم و بناء محطاتهم ووسائل نقل الطاقة ليكون العائد لهم في المستقبل ولا نفاجئ بعد كل هذا الوقت والجهد بأننا نشتري طاقتنا من شركات أجنبية تحتكر سوق الطاقة العالمي.