منذ اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير شهد معرض القاهرة الدولي للكتاب تراجعا ملحوظا في الإقبال الجماهيري وكذلك في الحركة الشرائية, مثله مثل أي قطاع اقتصادي آخر تأثر بعد الثورة خاصة في ظل تزامن موعد المعرض مع ذكري الثورة حيث يتجدد الجدل كل عام حول تأمين المعرض تارة وحول تأجيله تارة آخري, فأصبح الناشرون المصريون وخاصة الشباب منهم يحملون هم الخسائر التي تصعب ظروفهم علي تحملها لكونهم مازالوا في بداية الطريق, آملين في كل عام أن يكون أفضل من سابقه. وفي هذا العام أعلنت الهيئة المصرية العامة للكتاب أنها ستؤمن علي معرض القاهرة الدولي للكتاب, بمبلغ100 مليون جنيه مصري, لطمأنة المشاركين في المعرض الذي سيفتتح في23 يناير الجاري, قبل يومين من الذكري الثانية لثورة25 يناير, حيث قال أحمد مجاهد, رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب, في مؤتمر صحفي, الثلاثاء الماضي,, إن الهيئة المنظمة للمعرض ستقوم بالتأمين عليه لأول مرة, وذلك لتعويض الناشرين إذا أدت المظاهرات لأي خسائر, سواء إلغاء المعرض أو إتلاف الكتب. خطر إلغاء المعرض هو هاجس يطارد الناشرين عموما كبارا وصغارا نظرا لكونه سيؤثر سلبا علي صورة مصر الدولية في سوق النشر والكتاب ويهدد أيضا بحذف معرض القاهرة من أجندة المعارض الدولية, إلا أن التأمين والتنظيم باتا أهم بالنسبة للناشرين الآن خاصة الصغار منهم ممن تقع دور العرض الخاصة بهم في الخيام المعرضة لسوء الأحوال الجوية مما يهدد الكتب ويتسبب في تكبدهم خسائر بالآلاف كما حدث العام الماضي مما دفعهم لاتخاذ استعداداتهم الخاصة لذلك. أعرب شريف بكر, مدير دار العربي للنشر عن أمله أن يتم تلافي أخطاء التنظيم والتأمين التي تم ارتكابها العام الماضي, مطالبا بتوفير أماكن عرض ملائمة ومؤمنة للكتب نظرا لتعرضه لخسائر العام الماضي بسبب تسرب مياه الأمطار داخل الخيام علي الرغم من قيام هيئة الكتاب بشراء الكتب التي تضررت منه بنصف ثمنها بما يوازي سعر التكلفة, لافتا إلي استعدادات ذاتية يعتزم اتخاذها لحماية الكتب عبر أمتار من البلاستيك,مشيرا إلي أنه كغيره من الناشرين يترقب رد فعل دول الخليج التي مازالت شبه مقاطعة للناشرين المصريين وتشتري في أضيق الحدود خوفا من تصدير الثورة, متمنيا أن يتغير هذا الاتجاه وأن تحدث انتعاشة في المبيعات. وأبدي محمد مفيد المسئول بدار دون للنشر, تخوفه من تأثير التظاهرات علي المعرض, لافتا إلي أن القلق يتركز في يومي25, و26 يناير بسبب تظاهرات ذكري الثورة والحكم في قضية مذبحة بورسعيد والذي تم تحديد موعده قبل تحديد موعد المعرض متسائلا لماذا لم يتم تأجيل المعرض لأول فبراير لحين استقرار الأوضاع, مشيرا إلي أن مشكلات التأمين والتنظيم تظل قائمة بسبب تلك الأحداث من جهة وبسبب تأخر الهيئة في تسليمهم دور العرض بالإضافة إلي عدم توفير دور عرض ملائمة. لفت مفيد إلي تكبده خسائر العام الماضي تقدر ب28 ألف جنيه بسبب الأمطار وفشله في الحصول علي أي تعويضات من الهيئة بسبب تعقد الإجراءات الروتينية, علي حد قوله, مؤكدا أن هذا العام ستتخذ الدار احتياطاتها الذاتية لتأمين الكتب, بالإضافة لتطبيق أفكار دعائية وطرق عرض جديدة لاجتذاب القراء استلهمتها من زيارتها لمعرض فرانكفورت الدولي للكتاب. اتفق معه يحيي هاشم مدير دار اكتب معتبرا أن مرحلة الخطر في المعرض ستتركز علي يومي25, و26 معربا عن أمله أن يصمد المعرض للنهاية, كما اشتكي أيضا من سوء التنظيم وتأمين دور العرض. لم يبتعد كثيرا كل من محمد جميل, مدير دار كيان و محمد سامي, المسئول بدار ليلي معربين عن أملهم في التأمين الجدي هذا العام علي أرواح وممتلكات العارضين بالإضافة لتأمين جمهور المعرض, لافتين إلي أن التعويض الذي تقره الهيئة غالبا يتم حسابه علي أساس المساحة المحجوزة للناشرين وليس علي قيمة الكتب المعروضة وهو ما قد يتسبب في إضرار بحقوق صغار الناشرين الذين تتضاءل مساحات عرضهم علي الرغم من ارتفاع أسعار الكتب التي يعرضونها وكثرتها, مطالبين بتكثيف الدعاية للمعرض في وسائل الإعلام وعودة الرسالة اليومية للمعرض والتي كان يتم بثها عقب نشرة الأخبار علي التليفزيون المصري.