في ساعة مبكرة من صباح اول يناير2013 تلقيت اتصالا هاتفيا من فضيلة الشيخ الدكتور مجاهد الجندي استاذ الحضارة الاسلامية بجامعة الازهر( وهو صديق وزميل باتحاد المؤرخين العرب) ليقدم لي التهنئة بحلول العام الجديد, ومقدما لي اعتذاره عما صدر من بعض الافراد غير المسئولين والذين يجهلون أصول الدين الاسلامي ومرجعيته الازهر الشريف, كما تلقيت مكالمة تالية مباشرة من( الصديق الموجه التربوي أحمد حمدي تحمل نفس المعني, والذي أصر علي الاتصال بي يوميا من1 إلي7 يناير في محاولة رقيقة لإسعادي وقد قام الدكتور مجاهد بتذكيري بعلاقاتي المتميزة مع اخوتي المسلمين منذ منتصف القرن الماضي حتي اليوم, والعلاقة الوطيدة التي كانت تجمع عائلتي بأسرة الإمام الاكبر الراحل الشيخ مصطفي المراغي( المراغة مسقط رأسي).وبعد حضوري إلي القاهرة سعدت بعلاقتي الطيبة بفضيلة الشيخ عبد العزيز عيسي وزير الاوقاف الأسبق( والد زميل الجامعة السفير محمد عيسي) الذي كان يلقانا بمنزله بوجه يشع بنور الاسلام الصحيح وهو يشرح لنا سماحة الأديان وما بها من مودة ومحبه وترابط وثيق بين رموز الازهر الشريف والكنيسة القبطية, وهنا أتذكر مقولة الشيخ الجليل احمد حسن الباقوري وزير الاوقاف بعد قيام ثورة يوليو1952 الشيخ والقسيس قسيسان وإن شئت فقل هما شيخان. وكان من دواعي سروري قيام الرئيس محمد مرسي, ود, هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء بتقديم التهنئة بالعيد لقداسة البابا تواضروس الثاني وقيام فضيلة شيخ الازهر وفضيلة المفتي وعدد كبير من رموز الازهر بزيارة قداسة البابا, وقد أكدا أن المسلم والمسيحي يد واحدة, ومنذ دخول العرب مصر وقفوا جميعا جنبا إلي جنب سدا منيعا أمام كل الغزاة والطامعين من الرومان والصليبيين والعثمانيين والمغول والفرنسيين والانجليز والصهاينة, فهذه الارض الطيبة دافعت عن الأديان جميعا, فعلمتنا أمرين لا ينفصلان, العقيدة والسماحة فلا عقيدة لانسان ليست له سماحة, والاديان جميعا هي عقائد راسخة تقوم أيضا علي السماحة, فاستطاع المصريون الولاء للوطن والعقيدة, فأول وثيقة في الاسلام أكدت أن الوحدة الوطنية هي( الوثيقة) التي عرفت باسم( الصحيفة), والتي تنص علي أن غير المسلمين مواطنون فيها لهم من الحقوق ما للمسلمين وعليهم من الواجبات ما علي المسلمين, وهنا يقول فضيلة الإمام الراحل الشيخ متولي الشعراوي: ان اعتراف( الصحيفة) بجماعة المختلفين ثم وصفهم بالأمة الواحدة يؤكد ان الالفة بين الجماعات علي أرض واحدة هي حجر الأساس في بناء الوطن ومصباح الطريق إلي مستقبل عزيز, ويقول الراحل قداسة البابا شنوده: إن المحبة هي الرباط المقدس الذي يربط الناس بالله, إنها جوهر الدين ونحن لا نستطيع أن نصل إلي محبة الله دون أن نحب الناس جميعا, أي البشر جميعا فكلهم ابناء لآدم وحواء, ويقول فضيلة الامام الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الازهر الراحل( لنتذكر نحن المصريين كيف كان جيش مصر صفا واحدا كالبنيان المرصوص يدفعون عدوهم عن ارضهم ويثأرون لكرامتهم دون حزبية أو طائفية. كما حرص الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم) علي تأكيد هذه المبادئ السامية في أحاديثه الشريفة ومنها قوله( من ظلم معاهدا أو أنقصه حقه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا خصمه يوم القيامة),( مصر كنانة الله في أرضه من مسها بسوء قصمه الله).. وأخيرا أقول لمن يريد تمزيق هذا الوطن وبث الفرقة بين جناحيه, عودوا إلي رشدكم.. وفي ذلك يقول الله سبحانه وتعالي في القرآن الكريم واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. د. رفعت يونان عضو الجمعية التاريخية واتحاد المؤرخين العرب