فى جو من الألفة والمودة والترحاب الشديد استقبل قداسة البابا شنودة الثالث، بطريرك الكرازة المرقسية، جميع الحضور الذين يحرصون دائماً على أن يأتوا لتهنئة قداسته بجميع المناسبات والأعياد، وكان آخرها منذ أيام قليلة بقداس عيد القيامة، فدائماً ما تجد صالون قداسة البابا ممتلئاً على آخره بهؤلاء الحضور الكرام سواء من السادة الوزراء أو من المحافظين أو من ممثلى مجلسى الشعب والشورى أو غيرهم من الشخصيات العامة، ومن المعروف عن قداسة البابا أنه يحظى بحب لن أقول لبعض وإنما أقول لجميع المصريين، فهو مواطن مصرى أصيل، وهو صاحب مقولة «إن مصر ليست وطناً نعيش فيه لكنه وطن يعيش فينا»، ذلك القول المشهور الذى صار شعاراً لكل أبناء مصر، فلقد اقتربت منه كثيراً ولمست جيداً كيف أنه يحمل قلباً يتسع لكل الناس ويفيض عليهم، إذ إنه يقدم محبته للجميع بلا استثناء ودون حساب. ووسط هذه الألفة شعرت بسعادة بالغة وأعتقد أن كثيرين قد شاركونى تلك السعادة، والتى تمثلت فى حضور فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد محمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر، وسط تصفيق المهنئين الذين حرصوا على تقديم التهنئة لقداسة البابا شنودة الثالث، ذلك الإمام الذى أراه أنه الأصلح لهذا المنصب الرفيع، فلفضيلة العالم الجليل الدكتور الطيب الكثير والكثير من الفضائل والأخلاق الكريمة والسماحة وقبول الآخر، فضلاً عن قرارات فضيلته المستنيرة التى تحث على المحبة والود بين نسيج الأمة، ونبذه التام لكل ما يحث على العنف والكراهية. لقد كانت المرة الأولى التى يزور فيها فضيلة الإمام قداسة البابا بالمقر البابوى بالكاتدرائية الكبرى بالعباسية، منذ توليه منصب شيخ الجامع الأزهر الشريف. والثانية والتى كانت بالأمس القريب عندما قام قداسة البابا بزيارة الإمام الأكبر بمشيخة الأزهر لتهنئته على منصبه الجديد. وهنا أود أن أنتهز الفرصة لسرد تفاصيل تلك الزيارة الأولى، فقد رغب فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب أن يبادر قداسة البابا بالزيارة الأولى بالمقر البابوى، حرصاً منه على صحة قداسة البابا، ولكن قداسة البابا رفض، رغبة منه بأن يكون هو المبادر بتلك الزيارة لحبه الشديد لفضيلة الإمام أحمد الطيب وتقديره لمكانة الجامع الأزهر الشريف، تلك المنارة الإسلامية العريقة، وهو ما يدلنا على مدى تواضع فضيلة الإمام وسمو أخلاق قداسة البابا. قد قصدت أن أسرد تفاصيل تلك القصة لكى يعى الجميع أن العلاقة الرائعة بين مشيخة الأزهر والبطريركية لم ولن تتأثر بأى حال من الأحوال، فهى كانت ومازالت وستظل علاقة ترابط ومحبة ووئام. أعزائى القراء.. دائماً كنت ما أردد أن مصر والمصريين يعيشون فى ظل مثلث الأمان، الذى يمثله فخامة الزعيم والقائد محمد حسنى مبارك رئيس الجمهورية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوى رحمه الله وقداسة البابا شنودة الثالث، واليوم أقولها بكل ثقة إن ذلك المثلث لم ينقص ضلعاً وإنما قد أنعم الله عليه بقدوم فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، لتصبح مصر دائماً هى حصن الأمان لكل المصريين. *عضو أمانة العلاقات الخارجية بالحزب الوطنى الديمقراطى أمين عام جمعية «محبى مصر السلام» www.hanyaziz.net