منذ نجح الرئيس الفلسطيني في الحصول علي هذة الأغلبية الساحقة داخل الجمعية العمومية(148 دولة) التي اعترفت بفلسطين دولة مراقبا في الاممالمتحدة. والاسرائيليون, يشجعهم الامريكيون يزدادون إصرارا علي إحراج السلطة الوطنية وإفشالها وتجفيف مصادر تمويلها بحيث تصل الي الافلاس, في الوقت الذي يمارسون فية كل صنوف التآمر كي تمتنع وحدة الشعب الفلسطيني, ويظل الانقسام الراهن يباعد بين فتح وحماس ويفصل الضفة عن غزة, بينما تستمر عملية بناء المستوطنات في القدسالشرقية جهارا عيانا برغم اعتراضات المجتمع الدولي. وتحاول الجامعة العربية الآن تحريك الجمود الراهن من خلال دفع بعض الدول الأوروبية الفاعلة الي تقديم مشروع قرار لمجلس الأمن يتوافق مع قرارات الاتحاد الاوروبي, يطلب من اسرائيل وقف بناء المستوطنات تحت البند السابع لميثاق الأممالمتحدة المتعلق بتوقيع العقوبات, إلا أن الآمال جد ضعيفة في أن يتحقق هذا الهدف في ظل إصرار الأمريكيين علي معاقبة السلطة الوطنية الفلسطينية, لأن ابومازن لم يمتثل لضغوطهم الشديدة ولم يمتنع عن الذهاب إلي الأممالمتحدة, ولانه لا يزال يرفض استئناف التفاوض مع الاسرائيليين ما لم تلتزم إسرائيل بتجميد جهود الاستيطان, علي الاقل, طوال فترة التفاوض. وما من شك أن سياسات أبو مازن المعتدلة تواجه حائطا مسدودا بسبب إصرار صقور إسرائيل علي استمرار بناء المستوطنات وعجز الولاياتالمتحدة عن التزامها بوقف جهود الاستيطان, وبسبب المأزق الصعب الذي يواجه السلطة الفلسطينية الوطنية بعد أن منعت واشنطن مساعداتها المالية عن السلطة, وتوقفت إسرائيل عن سداد مستحقاتها التي تحصلها سلطات الجمارك الاسرائيلية.., لكن هذة الخيارات ما كان ينبغي ان تدفع الرئيس الفلسطيني أبو مازن الي أن يعرض علي رئيس الوزراء الاسرائيلي نيتانياهو تسلم مفاتيح السلطة الوطنية, حتي لو كان هذا العرض مجرد نوع من الكوميديا السوداء الساخرة, لأن حماس بالفعل هي الأولي بهذة الصفقة.., واظن أن ثمة خيارا آخر هو الأكثر واقعية وجدوي يلزم أبو مأزن الذهاب الي المحكمة الجنائية الدولية بعد ان سدت إسرائيل في وجهه كل الطرق ليضع قادتها في مأزق حقيقي, لأن الاستيطان بكل المقاييس يشكل جريمة حرب, وخاصة أن كون فلسطين دولة عضوا في الاممالمتحدة يعني ان الصراع علي الارض الفلسطينية لم يعد صراعا علي اراض يتنازع عليها الطرفان الاسرائيلي والفلسطيني, ولكنه اصبح صراعا مع دولة محتلة تغتصب أراضي الشعب الفلسطيني يحق للفلسطينيين العمل علي استردادها بكل الوسائل بما في ذلك المقاومة المسلحة. [email protected]