بقلم محمد بهجت : الفنان السينمائي هو عنوان كتاب للمخرج الكبير االذي رحل عنا في الأسبوع الماضي الدكتور مدكور ثابت و الذي لم يكن من مشاهير عالم السينما رغم أنه أستاذ ورئيس قسم الإخراج في المعهد العالي للسينما وتعلم علي يديه أجيال من صناع النجوم.. كما شغل منصب رئيس المركز القومي للسينما ورأس وفد مصر في العديد من المهرجانات والمؤتمرات العلمية.. كما أختير رئيسا للجنة التحكيم الدولية في مهرجان فريبورج السينمائي الدولي بسويسرا عام..1996 والسبب في عدم شهرة الدكتور مدكور أنه تخصص في اخراج الأفلام التسجيلية التي لا يهتم بها جمهور الترسو وعامة الناس.. و من أفلامه التي سجلت الواقع والحقيقة للتاريخ فيلم علي أرض سيناء..1975 والشمندورة والتمساح..1980 والسماكين في قطر..1985 ومذكرات بدر3 وغيرها.. ونحن في الحقيقة مجتمع لا يهتم بالثقافة السينمائية و لا يريد أن يهتم.. ولهذا تخسر الصناعة الثانية في مصر والتي كان من المفترض أن تصبح مفتاح حل الأزمة الإقتصادية الراهنة.. والواقع يقول إن الحكومات التي تعاقبت علي مصر قبل وبعد ثورة25 يناير كانت تنظر للسينما نظرة بخيت بن وعلان بطل المقامة السينماتوغرافية لعمنا بيرم التونسي.. وبخيت هذا لم يكن عالما في الدين أو في الدنيا.. ولم يدرس يوما بالأزهر الشريف.. وانما هو من هواة التطوع بالفتوي وتحريم الحلال وتصدير جهله في كل الساحات..أو هو بمعني أوضح الرصد البيرمي لبداية ظاهرة التطرف الديني في مصر.. يقول بيرم التونسي: قال بخيت بن وعلان: خلقت وجبلت.. علي بغض ما جهلت.. ما لا أعلمه لا أقع فيه.. وان كنت أشتهيه.. فحلف علي جماعة من الأشقياء.. ليأخذونني الي السينماء.. فلما دخلتها زاد وسواسي.. حين لم أر غير الكراسي..و أقوام يجلس بعضهم خلف بعض صفوفا.. وكلما جاء أحد قاموا له وقوفا.. و مع هذا فقد قعدوا ساكتين.. وأقلعوا عن التدخين وما رأيت الناس قط تزدحم إلا أمام عاصم أو معتصم أو حينما علي خوان تلتئم أو عندما عجل سمين ينقسم فقلت لأتبعن هؤلاء المجانين.. وسأعلم خبرهم بعد حين.. فلما اكتمل الحضور.. اطفيء النور.. فأحسست بالشر.. وما كنت أتوقعه من ضر.. فأخرجت كيس نقودي يا سيدي.. وجعلته في يدي.. خوفا علي النقود.. من اولئك القعود.. وبينما أنا أراقب من حولي من اليمين والشمال.. إذ ظهر علي الجدار خيال.. ثم أعقبته كتابة.. ما خلتها الا دعابة.. ثم عاد الخيال يترنح.. ويقفز ويتأرجح.. وقد عاد مع آخرين.. من أمثاله الشياطين.. فتلوت وتمتمت.. وجعلت أكرر المعوذات.. سبع مرات.. فاشتعلت الأنوار.. واختفي العفريت وطار.. فقلت لإخواني ما رأيكم في هذه العفاريت ؟ فقال أحدهم سحقا لك يا بخيت.. هذه صور أناس مثلنا تفعل كفعلنا.. قلت ما هم الا قردة.. أو عتاة مردة.. والدليل.. الذي ليس الي نقضه سبيل.. دق الطبول والمزمار.. كما يفعل في الزار.. وليس ينقصكم الآن غير البخور.. والإستعاذة من هذا الماخور.. والله ما انصرفوا الا بالسبع المنجيات.. وما تزحزحوا الا بهذه القراءات.. ولو مكثوا لأحرقتهم.. وما تركتهم.. قالوا: نراك ما حرقت.. ولا تركت.. فهذا وقت الإنتراكت.. وسيعودون بأهلهم وولدانهم.. وسهولهم ووديانهم.. وقراهم وبلدانهم.. ولسوف تعلم بعد حين.. أنك من الجاهلين.. إلي يوم الدين.. فقلت أيها الأحمق الغبي.. الفرنجي غير العربي.. هل بعد هذا برهان.. علي أنهم ليسوا من بني الإنسان ؟قال ستري.. فلما اطفأوا النور مرة أخري.. عادوا كما قال.. فخرجت في الحال.. وانا أقول: تخذت الله لي ربا ودين المصطفي دينا ألايا أيها الجيل الذي ما زال مأفونا دخلتم دار توغراف ظننتم بقرها تينا ولو كنتم كما كنا من الغر المصلينا لأ بصرتم كما نبصر بالعين الشياطينا ولكن ظلمة تعلو علي أبصاركم حينا لهذا تبصرون الشيء مقلوبا ومجنونا هذا.. ولايزال الناس يدخلونها الي يومنا هذا!!!! هكذا رصد بيرم التونسي نفسية المتطرف بخيت بن وعلان الذي بني فكرة في خياله ورفض أن يقر بغيرها حتي ولو أثبتت كل الشواهد خطأ فكرته.. ومن يخالفه في الرأي فهو مأفون و قليل الدين والظلمة تعلو علي بصره و بخيت لا يفهم أن يجتمع التاس الا امام معتصم او ذبح عجل لتوزيع لحمه.. هو باختصار رجل اختار بإرادته ان يعيش خارج الزمن.. ومن لا يذهب الي زمانه المتخيل في الماضي فهو فاسق و مارق وأحمق وغبي وفرنجي غير عربي.. وبالمناسبة بيرم التونسي هو صاحب اجمل أغنية دينية تحدثت عن الحج القلب يعشق كل جميل لأم كلثوم.. والتي يقول فيها: مكة وفيها جبال النور.. طلة علي البيت المعمور.. دخلنا باب السلام.. غمر قلوبنا السلام.. بعفو رب غفور.. هذه معلومة لتلاميذ بخيت بن وعلان.. الذين ينتشرون في كل ميدان.. حتي لا يتقولوا علي عم بيرم التونسي بالظلم والبهتان