السيد وزير الداخلية الجديد..اشعر بأن مهمتك اكثر صعوبة بالمقارنة بزملائك الاخرين فاذا نجحت انت تكون قد مهدت الطريق لهم واذا لم يحالفك النجاح لا قدر الله فسيفشل باقي اصحاب الحقائب الوزارية الاخري ايضا لانه لاغني عن الامن اذا اردنا لثورتنا الانطلاق ومن هنا لا يمكنني ان اتجاهل مانشرته الاهرام من ان الباعة الجائلين الذين حولوا القاهرة الي اسواق عشوائية قد بلغ عددهم22 الف بائع وفقا لكلام محافظ القاهرة وهو رقم اقل بكثير من الرقم الفعلي واعتقد ان سيادتكم تتفقون معي ان حملات ملاحقة هؤلاء الباعة لاتتسم بالجدية اللازمة وهي تتم في الشوارع والميادين بصورة هزلية حيث يتم تنبيه الباعة بلحظة قدوم هذه الحملات من خلال اشارات معينة متفق عليه مع افراد هذه القوات وهي اشارات يلحظها القاصي والداني من المشاة الذين يفاجئون بجحافل الباعة الهاربين ببضاعتهم وبملابسهم المعلقة علي الاستاندات ذات العجلات وسط ضحكات ساخرة من الكثير منهم علي هذا المشهد الذي ينتهي دائما بوصول كبار الضباط حاملي الرتب العسكرية علي اكتافهم ليكون هذا المشهد هو مسك الختام الذي يذكرنا بالافلام المصرية القديمة التي كان البوليس يصل فيها بعد خراب مالطة! وتكتمل الماساة عندما يعود الباعة الي اماكنهم مرة اخري بعد ساعتين من الحملة لنتساءل لمن تقدم هذه الافلام؟ لو استمرت هذه الحملات في عهدك يا سيادة الوزير فلن تكون لها نتيجة سوي اهدار البقية الباقية من هيبة الشرطة وفرض المزيد من سطوة البلطجية الذين قاموا بتوصيل اسلاك الانارة للباعة عن طريق اعمدة الانارة الحكومية بتواطؤ واضح من موظفي الاحياء ويمكنكم التأكد من ذلك بجولة سريعة لمنطقة الاسعاف بشارع الجلاء والتي اصبحت اشبه بمنطقة المدبح من فرط الفوضي الحضارية بها رغم ما تعج به من مؤسسات صحفية و نهايات لخطوط مواصلات سياحية ومنشآت سيادية ودبلوماسية ولذلك فان حملاتكم يجب ان تتسم بالجدية ولا تكون مجرد تأدية واجب.. وللكلام بقية. المزيد من أعمدة أحمد عصمت