الدكتور محمد مرسي ليس شخصية العام الذي نودعه اليوم لأنه الرئيس ولكن للأحداث العديدة التي صنعها منذ دفعت به جماعة الإخوان المسلمين ممثلة في حزب الحرية والعدالة مرشحا إحتياطيا لنجمها خيرت الشاطر. وفي يوم17 إبريل إنطفأت أضواء الشاطر باستبعاده وإنفرد مرسي بتمثيل الجماعة. ورغم الجهود الضخمة التي بذلها التنظيم الممتد في مدن وقري وكفور مصر إلا أنه بصعوبة شديدة إستطاع حسم المعركة لصالح مرسي الذي لم يكن معروفا جماهيريا في الوقت الذي لم يكن لمنافسه الفريق أحمد شفيق تاريخ أو نشاط سياسي سابق أو تنظيم يعتمد عليه في معركته, مما دفع بعض الشخصيات محاولة إقناعه بالتنازل لعمرو موسي علي أساس أن نجاحه مستحيل. لكن المفاجأة كانت في حصول شفيق علي المركز الثاني في الجولة الأولي, وجمعه تسعة ملايين صوت في جولة الإعادة مع محمد مرسي. وكانت دلالة تلك الملايين أن هناك حجما كبيرا من المصريين ضد حكم الإخوان. بسرعة استطاع مرسي أن يحقق مكاسب شعبية خاصة عندما ذهب إلي المحكمة الدستورية ليؤدي اليمين في موكب عادي سار بين الناس في الشوارع ثم وقف في ميدان التحرير فاتحا صدره أمام جموع تهتف له, وحضر احتفالات تخريج الكليات العسكرية التي تصادف أن كان موعدها مع توليه في شهر يوليو. إلا أنه بعد أربعين يوما تمكن من الإنفراد بالحكم عندما أطاح بالمجلس العسكري وبإعلانه الدستوري المكمل الذي كان يقيده, وفي عملية مع إسرائيل وحماس مازالت غامضة إمتدح الرئيس الأمريكي أوباما الرئيس مرسي ونشرت مجلة تايم صورته يوم3 ديسمبر علي غلافها بعنوان الرجل الأهم في الشرق الأوسط.. إلا أنه خلال ذلك كانت إجراءات أمنه قد تغيرت وبدأت من حيث إنتهت أيام مبارك, وتحولت جماهير عديدة عن موقفها خاصة عندما إصطدم مع القضاء وأصدر الإعلان المكمل الذي تبرأ منه مساعدوه ومستشاروه الذين إنسحبوا واحدا بعد الآخر وأصر علي الدستور والإستفتاء. وبعد أن كان ميدان التحرير ساحة المؤيدين أصبح تجمعا للمعارضين الذين وصلوا إلي محاصرة مقره! [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر