ليس سرا أن الأستاذ منصور حسن رفض اتصالات جرت معه ليكون خيرت الشاطر نائبا في حملة ترشيحه للرئاسة. ومع أن أي مرشح للرئاسة يسعده دعم جماعة لها تنظيمها القوي مثل الإخوان. إلا أن منصور في لحظة حاسمة أحس فيها بأن المطلوب أن يكون قناعا أو ستارا للشاطر, فإنه أعلن انسحابه من المعركة وعدم استعداده استجداء منصب يخون من أجله مبادئه وماضيه. وبانسحاب منصور من معركة الرياسة واجه مجلس شوري جماعة الإخوان الذي يضم110 أعضاء يمثلون قادة الجماعة وعقولها ثلاثة اختيارات أولها أن تقف الجماعة في معركة الرئاسة علي الحياد لا تسمي مرشحا من داخلها يخوض المعركة أو مرشحا من خارجها تعلن تأييدها له. وقد تمسك معارضو هذا الرأي بأن الموقف الحيادي للجماعة لابد أن يصب في مصلحة د. عبد المنعم أبو الفتوح الذي ستذهب إليه بحكم الانتماء والولاء أصوات كثيرة من الإخوان, بينما يصر قادة الجماعة علي تأديبه لأنه خرج علي طاعتهم وعدم منحه أية فرصة أمل بعد أن خالف تعاليم الجماعة. الاختيار الثاني أن تؤيد الجماعة مرشحا وضعت مواصفاته ألا يكون عسكريا سابقا, وألا يكون تابعا للنظام القديم, وأن يكون له تاريخ سياسي محترم, وهي مواصفات لم تنطبق سوي علي منصور حسن الذي رفض اللف والدوران حول اصطحابه خيرت الشاطر نائبا له. ولما كانت الجماعة قد تصادف ووجدت نفسها في حالة غضب من المجلس العسكري لأنه رفض طلبها بإقالة حكومة الجنزوري, وأكثر من ذلك لوح باحتمال حل البرلمان, فقد استلت الجماعة سيف المواجهة, وقررت الرد بدخول معركة الرئاسة سافرة وترشيح نائبها خيرت الشاطر رئيسا لمصر. ولم يكن الاتفاق سهلا داخل مجلس شوري الجماعة فقد كان هناك العقلاء الذين تمسكوا بتوجهات الجماعة التي كرروا فيها عدم دخول معركة الرئاسة, بالإضافة إلي قول بعضهم إنه من غير المعقول أن يقفزوا من جماعة محظورة عن العمل السياسي إلي جماعة تسيطر فجأة علي البرلمان والوزارة والرياسة, وعلي حد قول أحدهمكده نزور!! [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر