تحقيق إبراهيم العزب: ارتفعت حدة التضخم خلال الأيام القليلة الماضية بارتفاع أسعار عدد من السلع الأساسية في الأسواق رغم قرار الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية بتجميد قرارات رفع أسعار الضريبة علي50 سلعة كان قد تم الاعلان عنها. السلع التي رفعت أسعارها شملت المواد الغذائية ومستلزمات البناء خاصة الأسمنت والحديد والطوب والسجاير. من جانبهم.. برر خبراء الاقتصاد هذه الزيادات لأن الأسواق أكثر حساسية وتأثرا بالتوقعات المستقبلية التفاؤلية والتشاؤمية. والتفاصيل علي لسان هؤلاء الاعتمادات المستندية.. مكشوفة. يؤكد الدكتور علاء رضوان رئيس رابطة مستوردي اللحوم والدواجن والأسماك.. وعضو غرفة الصناعات الغذائية.. بأن الأسواق تكون أكثر حساسية للشائعات خاصة لو تعلقت بزيادة الأسعار لأن بعض التجار والصناع للمواد الغذائية يقومون بتخزينها للاستفادة بفروق أسعار بيعها بعد زيادة السعر. يضيف ان قرارات الرئيس مرسي لم تلغ لكنها معلقة علي اختيار الوقت المناسب لتطبيقها وهذا يعني ان الأسعار الجديدة يسري تطبيقها بعد انتهاء الحوار المجتمعي حولها مما دفع التجار الي تخزين هذه السلع وحجبها عن الأسواق تمهيدا لبيعها بالأسعار الجديدة. ويقول ان البنك المركزي لم يعد يغطي الاعتمادات المستندية لاستيراد اللحوم والدواجن من الخارج في وقت تتصاعد فيه أسعار المنتج المحلي بسبب ارتفاع أسعار الاعلاف وانتشار مرض انفلونزا الطيور التي تلتهم كميات كبيرة من الانتاج المحلي. يوضح ان اسعار الدولار ارتفعت نتيجة عدم قيام البنك المركزي بتقديم الدولار للمستوردين لتغطية الاعتمادات المستندية وهذه الزيادة في أسعار الدولار تنعكس علي التكلفة النهائية للسلع الغذائية المستوردة. ارتفاع أسعار الدولار أما المهندس أحمد أبو هشيمة رئيس احدي الشركات المنتجة للحديد ونائب رئيس مجلس الاعمال المصري القطري فهو يؤكد ان اسعار الحديد لم ترتفع بالرغم من ارتفاع اسعار الدولار مشيرا الي ان معظم الخامات المستخدمة في عملية التصنيع تكون مستوردة هو ماينعكس علي التكلفة النهائية للسلعة المصنعة لكن الصناع بالرغم من ذلك أكثر حرصا علي عدم رفع اسعاره بسبب الركود الشديد في السوق العقارية نتيجة الاضطرابات السياسية والاقتصادية وحلول موسم الشتاء الذي يعد بمثابة البيات الشتوي لعمليات البناء وارتفاع اسعار الوحدات العقارية. ارتفاع سعر المازوت ولم تترك هذه الشائعات سوق مواد البناء بل انعكست بشكل واضح علي أسعار الأسمنت والطوب كما يقول أحمد الزيني رئيس شعبة تجار مواد البناء بغرفة تجارة القاهرة بالرغم من تضاؤل الطلب علي هذه المنتجات الي أدني مستوي له موضحا ان اسعار الأسمنت في السوق المحلية تباع ب600 جنيه بالرغم ان اسعاره عالميا تحميل علي ظهر المركب حتي ميناء الوصول330 جنيها للطن في وقت تتمتع فيه هذه السلعة بدعم من الدولة في الكهرباء والطاقة بل ان المثير للدهشة في عملية تصنيع الأسمنت ان ضريبة المبيعات المطبقة عليه لا تتجاوز5% وتكلفته تجاريا لا تزيد علي400 جنيه للطن. وبالنسبة للحديد.. يؤكد الزيني ان الشائعات باعادة تطبيق الأسعار التي ألغاها الدكتور مرسي جعلت البعض من المنتجين والتجار يقومون بتخزينه لبيعه بأعلي سعر بعد ان وصلت الي4200جنيه بعد إضافة رسم الحماية علي المستورد. وعن أسعار الطوب يقول الزيني انه تم زيادة اسعاره03 جنيها للألف طوبة بالرغم ان اسعار المازوت زادت من90 100 دولار للطن محليا بينما اسعاره عالميا05 دولارا للطن. يختتم قائلا: ان هذه الزيادات ستضاعف الركود في سوق العقارات لأنها تزيد التكلفة النهائية للوحدة العقارية خاصة ان السوق العقارية تشهد خلال موسم الشتاء في ديسمبر ويناير وفبراير انخفاضا شديدا في الاقبال من جانب المستثمرين. 85 مليار سيجارة يستهلكها المصريون ولم ينج الدخان ومنتجاته من نار الشائعات بل ساهمت في رفع اسعارها نتيجة تخزين التجار لهذه السلع كما يقول المهندس نبيل عبد العزيز رئيس الشرقية للدخان توقعا من قبل هؤلاء بأن زيادة الأسعار لهذه المنتجات اصبحت أمرا مفروضا وان عملية تأجيله مسألة وقتية وان الشركة من جانبها تبذل جهودا لتلاشي هذه التداعيات السلبية حيث تم تكثيف التوزيع للسجائر علي منافذ البيع. ومن ناحية أخري فقد سجل حجم السجائر المهربة10% أي نحو85 مليار سيجارة سنويا تكبد ميزانية الدولة نحو12 مليار جنيه في شكل ضرائب ورسوم جمركية الي جانب ماتتكبده الصناعة المصرية, وتأثيرها السلبي علي حجم الوظائف المباشرة وغير المباشرة. وقدر المهندس نبيل عبد العزيز رئيس الشرقية للدخان حجم الخسائر التي يتكبدها الاقتصاد القومي بما يزيد علي هذا الرقم الي نحو5 مليارات جنيه سنويا اضافة الي الخسائر المتعلقة بعدم مطابقة السجائر المهربة للمواصفات القياسية والصناعية, بما تحمله من مخاطر علي الصحة العامة. واعترف بأن نسبة التهريب قد تراجعت بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة بفضل كفاءة وتشديد مكافحة التهريب من خلال حرس الحدود, خاصة علي حدود مصر الشرقية والغربية, الي جانب الموانيء بفضل دور شرطة المواني ومصلحة الجمارك, مشيرا الي ان نسبة التهريب تراجعت من نحو20% الي10% فقط حاليا, ولكنها اعتبرها نسبة لاتزال مرتفعة, وتعتبر الصين وفيتنام والفلبين والأردن أهم الدول التي يتم تهريب السجائر منها الي مصر. االشائعاتب { لكن تعقيب أحد خبراء الاقتصاد علي ظاهرة ارتفاع الأسعار بعد إلغاء قرارات الدكتور مرسي يفسرها الدكتور صبري أبو زيد عميد كلية تجارة قناة السويس واستاذ الاقتصاد قائلا: ان الأسواق التجارية علي وجه الخصوص وقطاعات الاقتصاد المختلفة تكون أكثر تأثرا بالشائعات والتوقعات المستقبلية حيث كشف العديد من الدراسات الاقتصادية ان التشاؤم والاحباط اكثر تأثيرا علي الأسعار والبطالة والاستثمار. يضيف ان الاضطرابات السياسية الحالية اصابت الأسواق في مقتل وجعلت التجار في انتظار أي فرصة يتكسبون منها حتي ولو جاء عن طريق الاحتكار لأنهم تعرضوا لخسائر بعد قيام ثورة25 يناير ولديهم ترقب لتعويضها من خلال تخزينها وبيعها بأسعار مرتفعة.